أقلام وأراء
الإثنين 27 مارس 2023 12:44 مساءً - بتوقيت القدس
أبعاد القمة الروسية - الصينية
بقلم:د. خليل حسين
شكلت القمة الصينية - الروسية في موسكو صورة لآمال وردية مشتركة، يعلق عليها البلدان آمالاً كبيرة في ظروف دولية ضاغطة، ويحتاج فيها الطرفان إلى إطلاق مواقف تعزز مسار نظام عالمي يسعى إليه الطرفان بقوة، وهو ما أعلن عنه قبلاً وفي عدة مناسبات آخرها كان في قمة بكين في الرابع من فبراير / شباط 2022. وتأتي زيارة الدولة للرئيس الصيني لموسكو أقلّه لتظهير الدور الدبلوماسي الريادي الذي تقوده بكين في غير اتجاه دولي.
في الواقع عمل الطرفان منذ العام 1990 على إطلاق شراكات استراتيجية، شكلت رؤى تنافسية في مواجهة واشنطن وغيرها من الدول الغربية، وقد عززت تلك التوجهات مجموعة لا يستهان بها من القضايا الدولية الحساسة ذات الاهتمام المشترك، وما رفع من مستوى تلك المسارات الحرب الروسية الأوكرانية التي تحاول اليوم بكين الدخول عبرها لتظهير دور دبلوماسي ذات طابع عالمي فاعل بعد وساطتها الناجحة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويأتي لقاء الرئيسين الصيني شي جي بينغ والروسي فلاديمير بوتين في ظل حذر أمريكي وأوكراني واضحين، على خلفية الموقف الصيني من الحرب الدائرة، وعرضها لمبادرة تتضمن اثنتي عشرة نقطة لإنهاء الحرب دون ذكر انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا وهو أمر رفضته بطبيعة الأمر كل من كييف وواشنطن، في ظل حديث عن خوف غربي عُبر عنه لجهة تقديم دعم عسكري صيني لموسكو في إطار الحرب الأوكرانية.
كما أتت القمة في ظرف دولي ضاغط تمثل بإعلان موسكو عن موقف سلبي من معاهدة (ستارت 2) التي تشكل ركناً استراتيجياً في العلاقات الروسية -الأمريكية، ويعتبر شكلاً من أشكال التصعيد النوعي في العلاقات الثنائية والدولية لطالما تم التعامل معه بحذر شديد في المراحل السابقة، اذ تأتي القمة كرافد جانبي لدعم موقف موسكو في هذا الإطار.
لقد نسج الطرفان الصيني والروسي علاقات ثنائية ومتعددة الطرف مع شركاء إقليميين ودوليين كتجمعي «البريكس» و«شنغهاي» وغيرهما، وتم عقد اتفاقات تجارية واقتصادية متنوعة وصلت قيمتها وأصولها لأكثر من مئة مليار دولار في العقد الماضي رغم العقوبات الاقتصادية على موسكو، ما شكل متنفساً وازناً للاقتصاد الروسي بخاصة بعد الحرب الأوكرانية، حيث تتعرض لعقوبات غربية واسعة.
ما يهمّ الطرفين الصيني والروسي حالياً بناء شراكات اقتصادية وتجارية لا تخلو طبعاً من أبعاد أمنية وعسكرية، وهو ما تطمح إليه موسكو في هذه المرحلة، وإن لا يبدو صريحاً وواضحاً، فثمة خشية روسية واضحة من تهديدات أطلسية مفترضة تعتبرها موسكو مسّاً بأمنها القومي ومجالها الحيوي، وهو ما دفعها عملياً لإطلاق الحرب على أوكرانيا في وجه الغرب، بعدما ضاقت ذرعاً بعلاقاتها مع حلف الأطلسي بخاصة في خاصرتها الشرقية الرخوة في أوكرانيا والشمال الغربي دول «البينلوكس» والبلطيق.
في أولويات العقل الباطني الأمريكي ثمة خصم برتبة عدو يتمثل بالقوة الصينية الخامدة التي لا يعرف توقيت انفجارها، وبطبيعة الأمر تدرك بكين هذه الخاصية في الرؤية الاستراتيجية الأمريكية، لذا هي بحاجة أيضاً لركن دولي تستند إليه في أدوات ووسائل المواجهة المحتملة، وتأتي هذه القمة في سياق الحياكة الصينية الهادفة لردم أي ثغرة يمكن استغلالها أمريكياً في علاقات الصين الدولية ومنها الروسية.
تأتي قمة فلاديمير بوتين وشي جين بينغ في مرحلة حساسة للطرفين، وهي حاجة متبادلة تتخطى الترف السياسي والدبلوماسي المعتاد بين الدول، لتظهر صوراً أشد متانة في الواقع الدولي الراهن. سيما وأن روسيا تبحث عن مخرج لحربها مع أوكرانيا بعد استنزاف واضح وقاسٍ، وفي ظل استراتيجية صينية واضحة المعالم حالياً قوامها الحراك الدبلوماسي لتوظيفه كقوة ناعمة في وجه الغير، وبخاصة واشنطن التي تعتبر حالياً نقطة الجذب المشتركة للطرفين؛ كما أتت القمة في توقيت لافت بعد إعلان قرار المحكمة الجنائية الدولية لقرار التهم الموجهة للرئيس الروسي بوتين بخصوص جرائم الحرب وضد الإنسانية في أوكرانيا، رغم عدم انضمام موسكو إليها، وهو ما يعتبر تحدياً شخصياً له. بالاتفاق مع "الخليج"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 83)
شارك برأيك
أبعاد القمة الروسية - الصينية