أقلام وأراء
الجمعة 01 نوفمبر 2024 9:15 صباحًا - بتوقيت القدس
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
شكّل هجوم 7 أكتوبر 2023 تحولاً دراماتيكياً في المشهد السياسي والأمني الإسرائيلي، إذ أظهر ثغرات خطيرة في الاستراتيجية الأمنية التي يتحمل مسؤوليتها كاملة بنيامين نتنياهو شاء ام راوغ!. وفي ظل الانتقادات المتصاعدة والتشكيك الشعبي في قيادته، فإنه يحاول استغلال الأزمة كفرصة لإعادة توجيه اهتمام المجتمع الإسرائيلي ودغدغة مشاعرهم بشكل مرضي وشوفيني نحو طموحات توسعية، مدعياً أن إسرائيل، لتظل قوية وآمنة، يجب أن "تتوسع" كما أشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في لقاء سابق بعد "وشوشة" في أذنه من قبل نتنياهو كما أظن -وليس كل الظن إثم-!. لكن إلى أين يريد نتنياهو أخذ إسرائيل؟ وما هي الرؤية الحقيقية التي يسعى لتحقيقها؟
تتضمن هذه الرؤية (1) طموحات توسعية، و(2) محاولة جر للولايات المتحدة إلى صراع إقليمي أكبر، (3) من أجل خلق وقائع جديدة قد تغير الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، لكن على حساب أمن المنطقة واستقرارها. فنتنياهو يعتبر أن الظروف الإقليمية وتراجع تأثير المعارضة الدولية تساعده في تحقيق أهدافه، مدفوعاً بدعم مكون غير قليل من المجتمع الإسرائيلي الذي يرى فيه "ملك إسرائيل" و"الساحر" القادر على تحقيق الحلم التوراتي.
يشمل مشروعه التوسعي السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم لإخلاء ثلث من القطاع، وربما تحويله إلى منطقة استيطانية. ويرى نتنياهو أن إقامة منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، خالية من القرى والسكان، سيساعد في تأمين الحدود الشمالية وتقليل فرص أي تهديد مستقبلي من حزب الله.
في أعقاب فشل 7 أكتوبر، بدأ نتنياهو بتوجيه الأنظار نحو ما أسماه "المهمة التاريخية" التي يسعى لتحقيقها، محاولاً استخدام التوسع كوسيلة، اسرائليا، لتكفير اخطاءه بل خطاياه السياسية وما أكثرها!، مثلما يحاول تصوير الطموحات التوسعية على أنها ضرورة حتمية لحماية "وجودية" لإسرائيل، في هروب منه للأمام؛ غايته تشتيت الانتباه عن محاسبته ومحاكمته، بعد أن أدت الخسائر التي تكبدتها إسرائيل خلال هذا الهجوم إلى توسيع دائرة الانتقادات ضده، خاصةً أنه طالما روّج لنفسه كقائد لا يُقهر وأن بقاءه هو بقاء إسرائيل. وفي هذا كله، يحظى نتنياهو بدعم قوي من جماعات المستوطنين اليمينية. وفي السياق، يعتبر الاستيطان في ثلث قطاع غزة جزءاً من هذه الرؤية، إذ ترى الجماعات هذه في القطاع "امتداداً طبيعياً" لإسرائيل. كما أنه في أساس مخطط التوسع، استغلال الوضع الراهن للسيطرة وضم أوسع أرض ممكنه من الضفة الغربية، وفرض سياسة الأمر الواقع، التي قد تجعل من العودة إلى حدود 1967 أمراً مستحيلاً.
يمثل تهديد إيران محورًا رئيسيًا في استراتيجية نتنياهو، حيث يرى في الولايات المتحدة حليفاً يمكن الاعتماد عليه لتحقيق هذا الهدف. يحاول نتنياهو تصوير إيران كتهديد عالمي يستدعي تدخلاً أمريكياً، لكنه في الواقع يسعى لاستخدام القوة الأمريكية لتحقيق أهدافه الخاصة في المنطقة. تأتي هذه الخطوة من منطلقات استراتيجية؛ فهو يعتبر أن تحييد النفوذ الإيراني يعزز من هيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط ويمكّنها من التصرف بحرية أكبر في توسيع حدودها لفرض نفوذها في المنطقة على مدى الأجيال. ومرة أخرى، يرى في تحقيق هذه الرؤية فرصة لتحقيق مكاسب شخصية، وتأمين إرث سياسي يعيده إلى الصفحات الرئيسية كقائد تاريخي.
على الرغم من حصول إسرائيل على دعم كبير من الولايات المتحدة، فإن الموقف الأوروبي والدولي لا يزال متحفظاً تجاه سياسات التوسع الإسرائيلية. أوروبا، التي تنظر إلى استقرار المنطقة كأمر حيوي لأمنها القومي، ترى في السياسات التوسعية لنتنياهو خطراً قد يؤدي إلى تصعيد العنف وخلق أزمة جديدة في المنطقة. ومع أن كثيراً من الدول الغربية تدعم (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها) فإنها تتحفظ على الخطط التوسعية التي قد تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين أو تغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.
وهي أيضاً تدرك أن توسيع حدود إسرائيل وفق رؤية نتنياهو قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات وإثارة المزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط، مما يعني أن النهاية قد لا تكون بالضرورة لصالح إسرائيل ولا في مصلحة أوروبا والعالم، أقلها بسبب التداعيات في موضوع النفط الشرق أوسطي. وحقاً، لا يزال مستقبل هذه الطموحات مرهونًا بردود الفعل الدولية والإقليمية، خاصة أن "الأمور بخواتيمها"، والعبرة بما ستؤول إليه هذه السياسة على المدى الطويل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
احتفالات الميلاد.. تغيب للسنة الثانية عن أرض الميلاد
راسم عبيدات
جحيم الإبادة في شمال القطاع
بهاء رحال
قيادات قيد التحقيق لدى المستعمرة
حمادة فراعنة
تصريحات بابا الفاتيكان وجيك سوليفان
د. أحمد رفيق عوض
يمكننا تحقيق حل الدولتين ولكن ذلك يتطلب تغيير طريقة تفكيرنا وقيادة الشعبين
جرشون باسكين وسامر سنجلاوي
عندما تصبح جثامين الشهداء هياكل عظمية
حديث القدس
الرضيعة عائشة القصاص تجمد جسدها حد الموت
بهاء رحال
ترامب.. الرئيس القوي
د. ناجي صادق شراب
نحن لا نتضامن مع جنين.. نحن لسنا إلا جنين نفسها!
د. رمزي عودة
الأمن العربي في خطر.. البداية فلسطين والدول المحيطة
فوزي علي السمهوري
الاستيطان والاحتلال والفكر البراغماتي
د. دلال صائب عريقات
دولة الزينكو...
حسام أبو النصر
الذكاء الاصطناعي: أداة ربات البيوت الفلسطينيات في إدارة المنزل وتدريس الأبناء
بقلم : صدقي ابوضهير " باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
من أنا؟ الذكاء الاصطناعي يجيب!
عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
أنفاسٌ مكتومةٌ تحت الركام!
ابراهيم ملحم
أكبر كارثة في العالم ..تحصل في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
رجب: عملية "حماية وطن" تتقدم وتحقق نجاحات وإنجازات في حماية أهلنا بمخيم جنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
واشنطن ترفض تقرير "هيومان رايتس ووتش" بشأن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بغزة
تشييع جثمان المناضل الوطني اللواء فؤاد الشوبكي
الغارات الإسرائيلية على اليمن.. "بروفة" بالذخيرة الحية استعداداً لضرب المفاعلات النووية
"هآرتس": الاحتلال دمر 70% من مباني مخيم جباليا وحوله إلى "مدينة أشباح"
صحيفة:الولايات المتحدة دعمت مجموعة مسلحة لإطاحة النظام في سوريا
الأكثر قراءة
وقف إطلاق النار في غزة "أقرب من أي وقت مضى"
رحيل الأسير فؤاد الشوبكي بعد 21 عاما في سجون الاحتلال
"حماس" و"إسرائيل" تقتربان من الصفقة
وصفوه بالإيجابي.. وفد امريكي يلتقي "الشرع" في دمشق
صحيفة:الولايات المتحدة دعمت مجموعة مسلحة لإطاحة النظام في سوريا
عملية استشهادية في مخيم جباليا لأول مرة منذ بداية الحرب
رجب: عملية "حماية وطن" تتقدم وتحقق نجاحات وإنجازات في حماية أهلنا بمخيم جنين
أسعار العملات
الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
يورو / شيكل
بيع 3.76
شراء 3.76
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 291)
شارك برأيك
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟