أقلام وأراء
الجمعة 01 نوفمبر 2024 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
مصدر التفاؤل عن قرب التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية وإشاعة وهم فك العلاقة بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، تلك الجبهة التي شاركت في البداية كجبهة إسناد لجبهة قطاع غزة، منذ اليوم الثاني للحرب العدوانية على قطاع غزة، وهذا التفاؤل مصدره وسائل الإعلام الإسرائيلية، ورئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي، في الوقت الذي أكد فيه شون سافيت الناطق باسم الأمن القومي الأمريكي على أن ما يجري تداوله، هو مسودات للتفاوض ولا تعكس اتفاقاً في المفاوضات.
قادة وجيش إسرائيل يقولون إنهم سيوقفون القتال على الجبهتين اللبنانية وجبهة قطاع غزة، بعد أن حقق الجيش من الإنجازات ما يكفي، ونتنياهو يريد وقف إطلاق نار مدخله ما يلبي أولويات الأمن الإٍسرائيلي على حد قوله، وهو تحقيق مكاسب سياسية وأمنية لمشروعه الاستراتيجي الذي يتعدى لبنان وفلسطين، فهو يريد أن يجري تعديلاً على قرار مجلس الأمن 1701، بما يجوفه ويفرغه من مضمونه لصالحه، هذا القرار الذي لم تطبقه إسرائيل طوال 18 عاماً، فهي لم تنسحب وفق نص الاتفاق من الجزء المحتل من قرية الغجر اللبنانية، ورفضت حل الأمين السابق للأمم المتحدة بان كي مون، حول النزاع المتعلق بمزارع شبعا، وخرقت هذا القرار 39 ألف مرة. نتنياهو يريد تجويف هذا القرار باستمرار خرقه للسيادة اللبنانية في البر والجو والبحر، وأن تكون له صلاحية تشكيل حزام أمني في الجنوب اللبناني، وأن يتمتع بموافقة الدولة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله إذا لم يقم الجيش بنزعه وبتفويض أممي. والتزامات لبنان في القرار 1701، هي وقف إطلاق الرصاص والصواريخ ونشر الجيش اللبناني، وعدم الظهور المسلح للمقاومة جنوب الليطاني، في حين التزامات إسرائيل وقف خرق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، والانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر، وتطبيق الحل الذي قدمه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، فيما يتعلق بمزارع شبعا. ولذلك إذا كان لا بد من وقف لإطلاق النار، فهذا الوقف سيبدأ من قطاع غزة، والذي هو خارج مظلة مجلس الأمن والتوازنات الدولية، وهو خاضع بالكامل للمظلة الأمريكية.
فالتسوية على هذه الجبهة تصنعها أمريكا وليس مجلس الأمن الدولي، ومن غزة يتم وقف النار والقتال على كل الجبهات الإسناد. ولذلك كل ما يجري إشاعته من وهم فك العلاقة بين الجبهتين وتخلي الحزب أو إيران عن قطاع غزة، هي جزء من حرب نفسية وإعلامية تشارك فيها وسائل إعلامية متعددة إسرائيلية و"عبرية" عربية وأمريكية وأوروبية غربية، هدفها خدمة أهداف نتنياهو الانتخابية ومصالحه السياسية والشخصية، وكذلك خدمة الحزب الديمقراطي، بتحقيق إنجاز يحسن من فرص فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كم مرة أشاعوا وهماً كاذباً عن أن المفاوضات تقترب من تحقيق اختراقات جدية تقود إلى وقف العدوان ووقف إطلاق النار على جبهة قطاع غزة، ومن ثم نجد بأن نتنياهو يهرب إلى الأمام ويستقطع الوقت، وتصطف إلى جانبه أمريكا، بتحميل المقاومة مسؤولية فشل المفاوضات، في حين إن المشاركين العرب فيما يعرف بالرباعية المشاركة في المفاوضات، لا يمتلكون قرارهم ولا إرادتهم لتحميل إسرائيل مسؤولية إفشال المفاوضات. هي أوهام يجري نثرها وإشاعات، فإسرائيل حتى اللحظة ليست جاهزة وناضجة لمسار سياسي، وهي التي حشدت على جبهة لبنان البرية خمس فرق وأضافت لها عدة ألوية. رغم التشققات والتصدعات التي بدأت تزداد بين المؤسسة العسكرية والأمنية مع المؤسسة السياسية، بعدم القدرة على تحقيق أهداف الحرب لا على جبهة قطاع غزة ولا على الجبهة اللبنانية.
هناك سؤال يلقى في وجه المقاومة اللبنانية بعد انتخاب الشيخ نعيم القاسم أميناً عاماً: هل تقبل المقاومة اللبنانية الفصل بين الجبهتين؟ بأن تتوقف الحرب على الجبهة الشمالية، وأن تستمر على جبهة قطاع غزة، وهذا يعني نقض حزب الله لتعهداته بعدم الفصل بين الجبهتين، ونحن على يقين بأن ما رفضه سماحة الأمين العام السابق للحزب نصر الله الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية بقنابل موجهة أمريكية زنة 900 كم، لن يقبل به الأمين العام الجديد الشيخ نعيم القاسم، فالتطورات التي حصلت على الساحة اللبنانية، حيث الاغتيالات الواسعة لعدد من قيادات الحزب الأمنية والعسكرية، ضمن ما عرف بالحزمة الثلاثية القاتلة، ومئات الغارات الجوية غير المسبوقة التي شنتها الطائرات الإسرائيلية وطالت بيئة وبنية المقاومة، وصولاً الى ارتقاء الأمين العام سماحة السيد نصر الله ونائبة سماحة الشيخ هاشم صفي الدين، هذه التطورات بالإضافة إلى الحرب التدميرية الشاملة على الحزب والمقاومة، والسعي لفرض شروط أمنية وسياسية على لبنان، دفعت بالمقاومة لتعديل تكتيكاتها، لكن استراتيجيتها لم تتغيّر والتزامها تجاه غزة لم يتبدّل. لدى المقاومة اللبنانية ما يكفي من الأسباب للقناعة بأن الاحتلال لا يستطيع القبول بوقف النار على جبهة لبنان دون الحصول على مكاسب وامتيازات تتصل بمشروعه الاستراتيجي، وليس بمسار حربه على غزة، وأهمها ما يعبّر عنه قادة الاحتلال من سعي لتعديل القرار 1701، والحصول على صلاحيات الملاحقة والمطاردة البرية للمقاومة داخل الأراضي اللبنانية والتغاضي عن استمرار احتلالها للأراضي اللبنانية، وانتهاكها للأجواء والمياه اللبنانية بداعي الضرورات الأمنيّة، والتحقق من عدم تسليح المقاومة. وهذه التطلعات تفتح أمام المقاومة فرصة تشكيل جبهة لبنانية واسعة للدفاع عن السيادة الوطنية اللبنانية تحت سقف وقف إطلاق النار والقرار 1701 دون تعديل.
واصطفاف المقاومة تحت هذا السقف مبنيّ على يقين باستحالة قبوله من دولة الاحتلال بعدما تضخّم كثيراً استثماره في الحرب على المقاومة في لبنان، وزادت أكلافه كثيراً سواء عبر أكلاف الحرب البرية أو استهداف المقاومة عمق دولة الاحتلال بالصواريخ والطائرات المسيّرة، والاحتلال لن يتراجع عن السعي لتحقيق مكاسب على حساب السيادة اللبنانية يبرّر بها حجم الأثمان التي تكبّدها إلا مرغماً، أي عندما يُهزم.
إذا وصل الاحتلال للاضطرار بقبول وقف إطلاق نار والقرار 1701 دون تعديل، أي ما يضمن انسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف انتهاكه للأجواء والمياه اللبنانية فهو لا يستطيع أن يفعل ذلك ويترك حربه في غزة مستمرة، وهناك ملف الأسرى والسؤال الذي ينتظره: لماذا تقبل في لبنان إنهاء الحرب دون مكاسب رغم الخسائر، وتواصل الحرب في غزة والأسرى معرضون للموت هناك؟
أما أن يكون الاحتلال قوياً ففي هذه الحالة يواصل حربه على لبنان، أو أن يضعف وفي هذه الحالة يوقف حربه على لبنان وغزة بأقل الخسائر. وفي هذه الحالة الأفضل له أن يذهب من بوابة غزة، لأنها خارج مظلة مجلس الأمن وتوازناته، وتحت مظلة أميركيّة خالصة، ووحدها تضمن إذا توقفت توقف سائر الجبهات.
المقاومة تقول في كل مواقف قادتها إنّها ملتزمة بغزة، لكنها ليست مضطرة للشرح التفصيلي كيف سوف يتحقق ذلك، وما دامت الحرب مستمرّة على الجبهتين فلا داعي للقلق، وعندما يرى أحد وقفاً للنار في جبهة لبنان دون جبهة غزة، فليسأل المقاومة كيف حدث هذا.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
العالم خائن لطالما حرب القتل للأطفال والنساء متواصلة!
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
ارتفاع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال إلى (43)
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
نائب في الكنيست الإسرائيلي: سنصادر الحرم الإبراهيمي
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
اغتصاب حتى الموت.. هكذا عاملت إسرائيل طبيبًا فلسطينيًا أسَرته من غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 75)
شارك برأيك
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة