أقلام وأراء
الخميس 31 أكتوبر 2024 10:06 صباحًا - بتوقيت القدس
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
لست أريد سرد تاريخ الأحزاب في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن أرغب في توضيح وتحليل ما وصل إليه السباق الانتخابي الرئاسي مؤخراً ، أي ما يتصل بمجريات آخر أسبوع قبل إجراء الانتخابات وإعلان النتائج الأخيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين وفي المراحل الأخيرة من التنافس بينهما.
أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب، منذ حوالي سنتين نيته الترشح للانتخابات الرئاسية للعام الحالي 2024م ، وهذه المقارنة من الناحية الزمنية يقابلها إعلان المرشحة كامالا هاريس ترشحها بعده بفترة لخوض رالي الانتخابات ، فمنذ سنتين عمل ترامب وبتركيز على حملته الانتخابية وبالتحديد في المجتمع العربي الأمريكي وبشكل كامل، خاصة أن المسلمين والمسيحيين منهم كانوا يدعمون الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية السابقة، وهذه الحملة مدعومة من رجل الأعمال مسعد بولس؛ والد مايكل مسعد بولس زوج ابنته تيفاني وهو لبناني الأصل، ومن المعلوم أن نسيبه مايكل هو وريث مجموعةBoulos Enterprises النيجيرية ، والتي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وتعمل في توزيع الدراجات، وبالتالي فإن والد مايكل هو من يقود الملف الهام في حملة ترامب، وقد أوضح ترامب بأن نسيبه والد مايكل نجح بشكل باهر في ذلك الملف الانتخابي، خاصة في ولاية ميشيغان، وتحديداً المجتمع الإسلامي الذي أصبح الآن يدعم ترامب.
وحسب استطلاعات الرأي العام الأمريكي فإن الكفة ترجح لصالح ترامب في الولايات المتأرجحة، والسؤال كيف نجح ترامب في كسب هذه الولايات المتأرجحة؟ السبب الأول هي المشكلة الاجتماعية في أمريكا خاصة دعم المرشحة هاريس لموضوع تغيير الجنس لعمر أقل من 18 سنة في المدارس، وبدون أخذ الإذن أو الرأي من الأهالي، والعمل على إعطاء هرمونات تساعد في هذه العملية، ويتبعها تغيير الجنس ثم الأسماء لهؤلاء المتحولين، وهذا كما يشاع بأنه حدث مع ابن أيلون ماسك في ولاية كاليفورنيا والذي تحول إلى أنثى، ودون معرفة والده، ما دفع والده أيلون ماسك إلى أن ينتقل من ولاية كاليفورنيا إلى ولاية أخرى لا تعتمد قانون التحول الجنسي في المدارس، وبالتالي انضم إلى حملة دعم ترامب، والأهم أن الجالية العربية في أمريكا هي الأخرى ترفض هذا القانون والممارسة وبالتالي تساند وتقف مع ترامب ضد المرشحة هاريس، التي خسرت الجالية العربية بالكامل وبجميع أطيافها وأعراقها، ومن جهة أخرى وعد ترامب الجالية العربية وبشكل خاص اللبنانية بأنه سيبذل جهوده من أجل جلب السلام والأمن ووقف الحرب المشتعلة اليوم في الشرق الأوسط، والتي على ما يبدو ستتفاقم وتتوسع إلى حرب إقليمية فيما لو ربحت المرشحة هاريس السباق الانتخابي وذلك حسب خطابات ترامب.
يمدح ترامب في خطاباته وجولاته الانتخابية الجالية العربية خاصة اللبنانية في أمريكا، مشيراً إلى أنهم متميزون وناجحون اقتصادياً في أعمالهم واستثماراتهم في أمريكا، واعداً إياهم بحل الصراع الدائر والعمل على إحلال السلام، خاصة أن الشعوب والمجتمعات هناك في منطقتنا تعاني من الحرب الطويلة. وأضاف ترامب في خطاباته بأن سيجعل من أمريكا عظيمة مجدداً وأمريكا قوية وأفضل، والأهم وقف تدفق المهاجرين من الدول اللاتينية إلى أمريكا، موجهاً الاتهام بأن سياسة هاريس والديمقراطيين سابقاً هم من ساهموا في إدخال وتدفق أفواج المهاجرين إلى أمريكا، بمن فيهم حوالي 21 مليون من فنزويلا من السجناء الإرهابيين دخلوا حدود أمريكا لصالح التصويت للمرشحة هاريس، الأمر الذي تفاقم معه الوضع الأمني وانتشرت الفوضى في بعض الولايات، مثل ولاية لويزيانا التي تعاني الفوضى بسبب تزايد الهجرة غير الشرعية، هؤلاء المهاجرون الذين يقتحمون المساكن ويدخلون على المواطنين في بيوتهم ويعرضون أصحابها للخطر وبيوتهم للخراب ويشعلونها، ما ترتب عليه صدامات بين الأمن الأمريكي وهؤلاء المهاجرين في بعض الولايات مثل ضواحي نيويورك.
يريد ترامب حسم موضوع المهاجرين غير الشرعيين خاصة الإرهابيين منهم، ومن الملفات الأخرى في الشأن الداخلي الأمريكي موضوع الصحة والغذاء، ترامب يريد فرض قيود ومنع استخدام الأغذية المصنعة والمواد المضافة على الأغذية في الولايات المنتجة للغذاء، معلناً رغبته مستقبلاً في تسليم كينيدي المرشح السابق ملف الأغذية والصحة في حال فاز ترامب بالرئاسة، وذلك انطلاقاً من تحالف جرى بينهم، ومن المشاكل والملفات الأخرى موضوع التضخم وتحسين الوضع الاقتصادي، حيث وعد ترامب بأنه سينجح في هذا الملف، خاصة أنه نجح في ذلك في ولايته عندما كان رئيساً سابقاً، وسيحاول تخفيض سعر البترول، والذي سيؤدي إلى انخفاض الأسعار على الشعب الأمريكي وعالمياً.
والموضوع الأبرز والأهم اليوم هو الصراع المحتدم في الشرق الأوسط في غزة ولبنان، وكذلك الصراع مع إيران المشتعل والمتوتر حالياً، وفيما يخص موضوع وملف إيران صرح أن موقفه سيكون واضحاً ومعروفاً ولكنه لا يستطيع الإدلاء به الآن باعتباره ليس الرئيس حالياً، ولكن أعلن أن لديه أفكاراً قوية وعندما وجه إليه سؤال قبل الضربة الإسرائيلية لإيران، لو كنت رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ماذ ستفعل؟ صرح وبدون تردد أنه سوف يضرب المفاعل النووي الإيراني، وسابقاً عندما كان رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية أوقف المفاوضات مع إيران في الملف النووي، كما حجز الأموال المتعلقة بهذا الملف، بينما عمل الديمقراطيون وتحديداً في رئاسة بايدن على رفع الحجز عن الأموال الإيرانية وجرى تفاوض حولها، كما صرح ترامب بأنه سوف يقضي على السيئين في المنطقة، وأنه يرغب في أن يعم السلام في الشرق الأوسط، ويريد أيضاً العمل على إجراء مفاوضات بين كل الأطراف المتنازعة، ومن جهة أخرى تربطه علاقة قوية مع نتنياهو والجالية اليهودية في أمريكا والتي تدعم حملته الانتخابية مالياً.
أتوقع بأنه سوف يكون له موقف منصف للجميع باعتبار هدفه هو السلام في الشرق الأوسط، والأهم أن الشرق الأوسط الجديد سوف يكون أساسه السلام والانتعاش الاقتصادي، وحتى بعد هذه الحروب التي طالت لعقود في المنطقة خاصة المنطقة العربية والتي تشهد تدهوراً اقتصادياً، ولكن لم ينجح سابقاً مشروع ترامب الذي طرحه مع كوشنير ولم يفز أيضاً بالرئاسة السابقة فكان تدهور الأوضاع واشتعال حرب غزة، وتفاقم الأمور لاحقاً وبالوضع الذي نعيشه حالياً مع وجود مخاوف من تفاقم الأوضاع لحرب إقليمية.
أعتقد أن تمكن ترامب من الفوز والوصول إلى البيت الأبيض وبعد هذه الحروب المشتعلة سوف يكون له دور في إيقاف الحرب والسعي لحل الأزمة، وسيساهم فوزه في حل المشاكل الاقتصادية في أمريكا، ما سينعكس على العالم كله، باعتبار هدفه خفض أسعار النفط العالمي والذي سيؤدي إلى انخفاض الأسعار على المواطنين. أتمنى أن يحقق أهدافه والأهم نشر السلام في الشرق الأوسط، خاصة الصراع الفلسطيني مع إسرائيل، والذي إذا لم يحل هذا الملف لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، ومن الواضح استناداً إلى نتائج الاستطلاعات فوز ترامب لغاية الآن، وبواقع نسبة 47% من أصوات المشاركين مقابل 45 % من أصوات المشاركين لهاريس، ولكن تبقى النتيجة غير نهائية، وربما تطرأ هناك تغييرات أخرى ما دام السباق الانتخابي ما يزال قائماً.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
العالم خائن لطالما حرب القتل للأطفال والنساء متواصلة!
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
الأكثر قراءة
ارتفاع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال إلى (43)
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
نائب في الكنيست الإسرائيلي: سنصادر الحرم الإبراهيمي
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
اغتصاب حتى الموت.. هكذا عاملت إسرائيل طبيبًا فلسطينيًا أسَرته من غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 75)
شارك برأيك
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024