Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 13 سبتمبر 2022 7:57 مساءً - بتوقيت القدس

الحسين بن علي الثانوية في الخليل صرح علمي شامخ بنى بالسكر والطحين

الخليل- "القدس" دوت كوم - جهاد القواسمي - بنيت مدرسة " بيلي" الأميرية، الحسين بن علي الثانوية الآن، والتي وضع حجر أساسها عام 1946م، على سفح جبل نمرة، في أجمل مواقع مدينة الخليل، وعلى طريق الخليل- القدس، فوق مساحة تقدر بحوالي 29 دونمًا، من السكر والطحين، لتكون صرحًا علميًا شامخًا، يتهافت عليه طلاب العلم من كل حدب وصوب.


أموال خاصة


وقال الدكتور أحمد الحرباوي، إنه في عام 1945م، أصدر مدير مكتب المعارف في فلسطين بناء على توصيات لجنة مختصة على ضرورة بناء مدارس ثانوية وابتدائية في محافظة الخليل للتمكن من استيعاب أعداد الطلبة الكبير من كل نواحي المحافظة للالتحاق بدرجات التعليم العليا، ولكن الحكومة البريطانية رفضت تلك التوصية ونوهت إلى عدم قدرتها دفع مستحقات بناء مدرسة جديدة وأن على السكان المحليين اقتطاع الميزانية من أموالهم الخاصة كنوع من الخدمة الاجتماعية مقابل توفير الحكومة مبلغ يقابل المبلغ الذي تم جمعه من السكان لإتمام المشروع، مشيرًا إلى أنه بدأ العمل على جمع التبرعات فعليًا من خلال دفع 16 جنيه ونصف مقابل كل طن من السكر يدخل المحافظة، وثلاث جنيهات لكل طن من الطحين.


وأضاف، في بداية عام 1946م جمع أهل المدينة مبلغ وقدره 30 ألف جنيه فلسطيني من ضريبة فرضتها الحكومة على السكر والطحين بدون تفريق بين الغني والفقير على كل أنحاء المحافظة، ولكن الحكومة رفضت دفع حصتها من المبلغ فعُقد اجتماع مع وجهاء المدينة ورئيس بلديتها والمعارف وعلى أثره قدم أهل المدينة احتجاجًا على سياسية الحكومة في صحيفة فلسطين بتاريخ 8/3/1946، فانصاعت الحكومة للمطالب وقامت بتدشين حفل وضع حجر أساس المدرسة في ساحة الملعب الذي أنشئ عام 1940م.


مماطلة


وبين الحرباوي، أنه تم الاحتفال مع طلاب المدارس الأخرى والصناعات الحرفية وتم إقامة مهرجان كبير وُزعت في جوائز للطلاب المتفوقين خاصة في مدارس الزراعة والمهن، كما تم منح جوائز أخرى لأمهر الحرفيين، وتخلل المهرجان معرض للتحف الزجاجية والخزف والملابس والمطرزات، وفي تمام الساعة 3:00 (حسب جدول الاحتفال المرفق) تم تدشين حجر الأساس للمدرسة بشكل رسمي، وتم نشر مخطط المدرسة الهندسي على الصحف المحلية التي تكلمت عن المدرسة الأحدث في فلسطين، وتكونت المدرسة من عدة صفوف بالإضافة إلى مكتبة وقاعة مختبر للفيزياء والكيمياء وقاعة للأنشطة الترفيهية، وألحق بالمدرسة (نُزل للسكن- للطلاب والمعلمين- اليوم النزل هو المقر الرئيسي لمبنى إسعاد الطفولة) ونزله الطلاب والمعلمين من كل الأنحاء لاحقًا.


وأشار إلى أنه في نهاية نفس العام احتج سكان مدينة الخليل على مماطلة الحكومة البريطانية في وعودها بإتمام بناء المدرسة، وعلى صحيفة الاتحاد الصادرة يوم 18/8/1946م، وكتب أهالي المدينة عريضة مفصلة عن الخلل في المشروع، نتيجة المماطلة التي سادت لشهور في نظر الحكومة بطلبات العطاءات من قبل المقاولين ويقدمون تقرير مالي مفصل عن التزامهم بدفع المستحقات المالية، موضحًا أنه تحت الضغط المحلي لإتمام بناء المدرسة ضاعفت الحكومة البريطانية في شهر نيسان 1947م الضريبة على السكر والطحين لتصبح 32 جنيه على السكر و 6 جنيهات على الطحين، فرفع أهل المدينة احتجاجا للحكومة رافضين هذا القرار، ولكن الحكومة لم تتراجع في قرارها، وقامت بتمويل الباقي من بناء المدرسة من ميزانيتها قسرا، لتفتح بشكل رسمي نهاية عام 1947م، وتولى إدارتها الأستاذ عبد اللطيف عابدين حتى عام 1950.


حتى اليوم


وبين سلطان الجعبري، مدير مدرسة الحسين، أنه أطلق على المدرسة اسم " مدرسة بيلي التذكرية" نسبة إلى الحاكم البريطاني آنذاك، ثم بعد انتهاء الانتداب البريطاني وتلي الأردن حكم الضفة الغربية، أصبح اسمها مدرسة الحسين بن علي الثانوية، عام 1951م، ولا زالت تحمل هذا الاسم إلى اليوم.


وأشار، أنه في بادئ الأمر تكونت المدرسة من طابق واحد، وكان الطلاب يفدون إليها من كل حدبٍ وصوب من أرجاء محافظة الخليل، بعد أن كان الطالب الذي يريد أن يكمل دراسته الثانوية يضطر الذهاب إلى القدس أو غيرها من العواصم المجاورة، ثم بعد ذلك ببضع سنين تم بناء الطابق الثاني، وفي سنة 1968 تم بناء القاعة، وتم إضافة أربع غرف مدرسية في عام 1997م، وأصبحت المدرسة بشكلها الحالي، تحتوي على عشرين غرفة دراسية، غرفتين معلمين وغرفة إدارة وغرفة سكرتير، ومكتبه ومختبر حاسوب ومختبر فيزياء ومختبر للإحياء والكيمياء.


وأوضح، أنه تم بناء أربع غرف دراسية فوق القاعة واضافة إلى المكتبة والمختبر الكيمياء والاحياء والفيزياء ومختبر الحاسوب، الذين كانوا في مبنى مجاور للمدرسة كان يسمى "المنزل "، حيث كان يقيم فيه المعلمون الذين كانوا يفدون للتدريس في المدرسة من بلدان فلسطين، وهذه المختبرات مزودة بكافة الأجهزة التي تحتاجها المدرسة، وفي المنزل أيضًا تقع المكتبة والتي تحتوي على عشرة آلاف كتاب ومرجع تقريبًا يؤمها الطلاب والمعلمون، ولتسهيل أمور الاستفادة منها تم ادخال سجلاتها في الحاسوب.


نقلة نوعية


ولفت الجعبري، أنه في عام 2016م، انتقلت المدرسة نقلة نوعية، حيث تم اعادة ترميم المدرسة من الداخل، من حيث البلاط والأسطح المستعارة والانارة وتجديد الوحدات الصحية وحديقة المدرسة، وتجديد شبكة كهرباء 90 أمبير، وأجهزة تكييف VRF وأجهزة عرض زكية لجميع الصفوف "سمارت بورت" واعادة تأهيل كل من مختبرات الكيمياء والأحياء والفيزياء، بأحداث المواصفات وتزويد مختبر الحاسوب بأفضل الأجهزة وهذه بدعم من المجتمع المحلي، ومتابعة من مجلس آباء مدرسة الحسين بن علي الثانوية، حيث حصل هذا المجلس على المراكز الأولى على مستوى المديرية لمرات عديدة ومتتالية وكان آخرها عام 2022 كأفضل مجلس آباء، مشيرًا إلى أنه تم اعادة تأهيل الساحة الخارجية للمدرسة " الملعب" بدعم من وزارة الحكم المحلي ووزارة المالية واشراف بلدية الخليل، وهو ايضا قيد المتابعة والتأهيل.


آثار جليلة


وأوضح الجعبري، أنه عمل في هذه المدرسة نخبة من المعلمين الأفذاذ وتخرج فيها رجال كان لهم الباع الطويل في تطوير بلدهم وخدمة أمتهم منهم الوزراء والعلماء والقضاة والأطباء والمحامين ورجال الأعمال، وتعاقب على ادارتها ثمانية عشر مديرًا، ممن تركوا آثارًا جليلة في خدمة الأجيال، ويقوم بالتدريس فيها الآن 36 معلمًا مؤهلاً وهم من خيرة المعلمين، ومنذ تأسيسها والمدرسة تقوم بأنشطة رياضية متنوعة وتحرز قصب السبق في مختلف الألعاب الرياضية، وقد أحرزت عددًا كبيرًا من الكؤوس ولا زالت، كما وأنها تشارك في الأنشطة الثقافية.


ولفت إلى أن طلاب المدرسة ساهموا في كثير من الأعمال الوطنية، حيث استشهد عدد من الطلاب وأصيب واعتقل آخرون، ويتنافس طلاب المدرسة على المراكز الأولى في امتحان الثانوية العامة، وفي كل المسابقات، فهي مدرسة رائدة على مستوى الوطن.

دلالات

شارك برأيك

الحسين بن علي الثانوية في الخليل صرح علمي شامخ بنى بالسكر والطحين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)