Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 22 نوفمبر 2024 9:21 صباحًا - بتوقيت القدس

استطلاع جديد لمركز "أوراد" يرصد التحولات في مواقف المواطنين مع استمرار الإبادة

خاص بـ "القدس" و"القدس" دوت كوم- مهند ياسين

د. نادر سعيد: تدهور كبير في الظروف المعيشية.. وتفاؤل نسبي يعكس تمسك الفلسطينيين بالأمل كعنصر مهم للصمود

فجوة كبيرة في العلاقة بين الجمهور والقيادة: ٦٩% غير راضين بالكامل عن أداء الرئيس وأداء الحكومة أقل رضا

 

د. إبراهيم ربايعة: الوضع الإغاثي متدهور في القطاع نتيجة إعاقات الاحتلال وسوء إدارة المساعدات والنزوح المتكرر

استشهاد السنوار حدث مفصلي على الصعيد السياسي والكنيست عاد من إجازته بحالة من "السعار التشريعي"

 

قدّم د. نادر سعيد، المدير العام لمركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، خلال ورشة "الطاولة المستديرة"، أول من أمس، أبرز نتائج استطلاع الرأي العام الفلسطيني الذي أجراه المركز بين ٦ و١٧ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٤ في الضفة الغربية وقطاع غزة.


وأوضح سعيد أن هذا الاستطلاع يُعد امتدادًا لاستطلاعين سابقين تم إجراؤهما في أيار/مايو،  وآب/ أغسطس ٢٠٢٤، بهدف استكشاف التحولات في مواقف الفلسطينيين في ظل التصعيد العسكري، والنزوح واسع النطاق، والأزمة الإنسانية المتفاقمة، فضلاً عن غياب أفق سياسي واضح.


وفي سياق النتائج، قال سعيد في حديث خاص لـ"ے": إن الظروف المعيشية تشهد تدهوراً كبيراً، إذ أكد ٩٣% من المستطلَعين أن أوضاعهم الاقتصادية أسوأ مقارنة بالعام السابق. وبالرغم من هذا الواقع، أظهر الاستطلاع أن هناك تفاؤلاً نسبياً لدى بعض الفلسطينيين بإمكانية تحسن الأوضاع في المستقبل، وهو ما اعتبره سعيد انعكاسًا لتمسك الفلسطينيين بالأمل كعنصر مهم للصمود في مواجهة الظروف الصعبة.

 

فجوة كبيرة بين الجمهور والقيادة

 

وعند الحديث عن العلاقة بين الجمهور والقيادة الفلسطينية، شدد مدير عام مركز أوراد على وجود فجوة كبيرة تتجلى في تدني مستويات الرضا عن أداء القيادة. ففي الضفة الغربية، أعرب ٦٩% من المستطلعين عن عدم رضاهم الكامل عن أداء الرئيس الفلسطيني، فيما كان أداء الحكومة أقل رضا، مع نسبة رضا إجمالية بلغت ٢١%، مؤكداً أن هذه النتائج تمثل مؤشراً خطيراً يستدعي من القيادة الفلسطينية تحسين تواصلها مع الجمهور والعمل على استعادة ثقته.

 

 

المساعدات الإنسانية.. أداة سياسية تُفاقم المعاناة

 

أما في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، فقد كشف الاستطلاع عن وجود استياء واسع النطاق من عدالة توزيع المساعدات، حيث أشار سعيد إلى أن المساعدات أصبحت أداة تُستخدم في إدارة قطاع غزة سياسيًا، ما زاد من تعقيد الأزمة التي تواجهها الأسر المتضررة، داعياً إلى ضرورة ضمان عدالة توزيع المساعدات باعتبارها حقًا إنسانيًا بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية.

 

المقاومة تحظى بالدعم.. والمفاوضات خيار مطروح في غزة

 

وفي ما يتعلق بالتوجهات السياسية، أظهرت النتائج استمرار تأييد الفلسطينيين للمقاومة المسلحة، لا سيما في الضفة الغربية، حيث عبّر ٣٧% من المستطلعين عن دعمهم للمواجهة الشاملة. في المقابل، برز تأييد المفاوضات كوسيلة لحل القضية الفلسطينية، خاصة في غزة بنسبة ٦٤%، وهو ما يعكس تباينًا في التوجهات بين الضفة وغزة، ويؤكد تعقيد المشهد السياسي الفلسطيني.

 

الفصائل في مأزق

 

ولدى الحديث عن انحسار التأييد للفصائل السياسية، أشار سعيد إلى أن ٥١% من الفلسطينيين لم يعبروا عن تأييدهم لأي فصيل سياسي، وهو ما يُعد مؤشراً غير مسبوق يعكس إحباطاً عاماً تجاه الوضع الراهن. وشدد على أن هذا التحول يتطلب مراجعة جذرية للمشاريع السياسية القائمة، والعمل على إعادة بناء الثقة بين الفصائل والجمهور.


واختتم سعيد حديثه لـ"ے" بالتأكيد على أهمية استماع القيادات الفلسطينية إلى صوت الجمهور باعتباره خطوة ضرورية لتعزيز الوحدة الوطنية وتطوير سياسات تعكس تطلعات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن التفاؤل النسبي الذي أبداه بعض الفلسطينيين يجب أن يُنظر إليه كفرصة لإحداث تغيير حقيقي يخدم القضية الفلسطينية، مشددًا على أن المرحلة الحالية تمثل لحظة تاريخية فارقة تستدعي جهودًا موحدة واستراتيجيات مستدامة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في مستقبل أفضل.

 

التجويع أصبح سلاحاً رئيسياً

 

وفي حديث لـ"ے"، تناول د. إبراهيم ربايعة، الأكاديمي والباحث السياسي، نتائج استطلاع الرأي الأخير، مسلطًا الضوء على التحولات الكبرى التي عكستها النتائج، ومشيراً إلى تفاقم الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، حيث أصبح التجويع سلاحًا رئيسيًا، لا سيما في شمال القطاع.


 ولفت ربايعة إلى الوضع الإغاثي المتدهور نتيجة إعاقات الاحتلال وسوء إدارة المساعدات، إذ تشير التقارير إلى سرقة ٨٥% من الشاحنات وفق "واشنطن بوست". إضافة إلى ذلك، أدّى النزوح المتكرر إلى تفاقم المعاناة، مع تصاعد العنف وتدمير البنية التحتية.

 

مشروع الضم الإسرائيلي.. قتل الأمل كسياسة ممنهجة

 

وأشار ربايعة إلى تأثير استشهاد يحيى السنوار كحدث مفصلي على الصعيد السياسي، سواء في الضفة الغربية أو غزة، خاصة في ظل عودة الكنيست الإسرائيلي من إجازته بحالة من "السعار التشريعي"، لاستكمال حزم القوانين المرتبطة بمشروع ضم الضفة الغربية وتنفيذ خطط وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، التي تهدف إلى قتل الأمل لدى الفلسطينيين. كما ناقش استهداف الأونروا، والضغط على الموارد المالية للسلطة الفلسطينية، مما قوض قدرتها على العمل.

 

الإعلام البديل في غزة

 

وتحدث ربايعة عن التحولات الإعلامية في غزة بعد تدمير المؤسسات الإعلامية التقليدية، حيث لجأ الإعلاميون إلى منصات بديلة مثل "تيلغرام" و"تيك توك"، قائلاً "هذه المنصات، رغم أهميتها، أثارت تحديات تتعلق بالمصداقية والتحقق، ما جعلها أداة سهلة لتوجيه الرأي العام والإغراق المعلوماتي، مقارنة بالمنصات التقليدية التي أصبحت أكثر تراجعاً”.

 

تفاؤل نسبي يعكس إرادة الصمود الفلسطيني

 

وأكد ربايعة أن الاستطلاع يعكس قناعة عامة بتردي الظروف المعيشية والاقتصادية، وغياب الاستجابات السياسية الفاعلة محليًا وإقليميًا ودوليًا، موضحاً أن السياسة الإسرائيلية تستهدف قتل الأمل، من خلال إجراءات مثل فتح المعابر بشكل مؤقت لإعطاء أمل زائف، يتبعه قصف مكثف يفاقم الأزمة. ومع ذلك، أشار إلى وجود تفاؤل نسبي بين الفلسطينيين، يعود إلى القناعات الذاتية والدينية التي تشكل دعمًا نفسيًا للصمود.


أما بخصوص المقاومة، فأظهر الاستطلاع استمرار دعم الفلسطينيين لها، خاصة في الضفة الغربية، حيث يحظى العمل المسلح بدعم ٥٨% من الجمهور. ومع ذلك، لاحظ ربايعة تباينًا في نسب الدعم بين مناطق الضفة المختلفة، ما يعكس التفاوت في تجربة التماس مع الاحتلال.


وفيما يتعلق بالهوية الفلسطينية، لفت إلى تأثير الحرب على تشظي الهوية الوطنية وتراجع الإجماع الوطني، ما يترك الفلسطينيين في حالة فراغ سياسي، ويدفعهم لتشكيل قناعات فردية في ظل غياب رؤية وطنية جامعة. هذا الفقدان للرؤية الموحدة ينعكس في عدم الثقة بالمساعدات الدولية والمحلية، وظهور تأييد محدود لفكرة الحكم الدولي كخيار للخروج من الأزمة.

 

الانتخابات بوابة النجاة

 

أما على صعيد الفصائل السياسية، أشار ربايعة إلى تراجع الدعم لحركتي فتح وحماس، حيث أظهرت النتائج أن ٥١% من الفلسطينيين لا يؤيدون أي فصيل، وقال "هذا التراجع يعكس أزمة داخلية عميقة لدى الفصائل، تتطلب إصلاحات جذرية لإعادة بناء الثقة مع الجمهور". كما تحدث عن أهمية الانتخابات كمنفذ وحيد لإعادة تشكيل الفضاء السياسي الفلسطيني، رغم التحديات الميدانية التي تواجه تحقيقها.


واختتم ربايعة حديثه لـ"ے" بالإشارة إلى التحديات التي تواجه حركة فتح في تشكيل قائمة موحدة لانتخابات البرلمان، وتراجع الدعم لحركة حماس في غزة، مؤكداً أن الفصائل الفلسطينية، مجتمعة، تواجه اختبارًا تاريخيًا لإثبات قدرتها على التكيف مع الواقع المتغير، وإعادة توحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

دلالات

شارك برأيك

استطلاع جديد لمركز "أوراد" يرصد التحولات في مواقف المواطنين مع استمرار الإبادة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)