Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 27 أغسطس 2022 10:41 صباحًا - بتوقيت القدس

عندما يحذِّر رئيس أركان سابق من دولة ثنائية القومية

بقلم المحامي:  المحامي راجح أبو عصب


في مقال في صحيفة "هآرتس" العبرية, نشرت ترجمتها جريدة "ے", يوم الاربعاء قبل الماضي  حمل عنوان :" آيزنكوت حذر من تدهور نحو الدولة ثنائية القومية" جاء فيه على لسان آيزنكوت رئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق قوله: "أنا لست بحاجة لأن أكون عبقريا عظيما من أجل فهم معنى اندماج ملايين الفلسطينيين في أوساطنا".  واضاف قائلا: "يجب تغيير الواقع الحالي لأنه يقود الى دولة واحدة, التي هي تدمير للحلم الصهيوني". وهذا التصريح من قائد عسكري اسرائيلي رفيع المستوى تولى أهم منصب في الجيش الاسرائيلي, يوضح بصورة جلية: أن البديل عن حل الدولتين هو دولة ثنائية القومية, ويرى آيزنكوت في ذلك تدميرا للحلم الصهيوني, القائم على أن اسرائيل يجب أن تكون دولة لليهود فقط, بحيث يشكلون فيها الأغلبية.                            


ويرى آيزنكوت أنه يجب على اسرائيل تغيير الوضع الحالي, لأنه يرى اندماج ملايين الفلسطينيين في أوساط اليهود سيؤدي الى دولة واحدة ثنائية القومية, وفي ذات الوقت فإنه حذر من الهدوء النسبي في الاراضي الفلسطينية, وقال: إنه هدوء مؤقت واشار الى ان السؤال: ليس هل سيكون اندلاع آخر للعنف, بل السؤال هو: متى سيكون هذا الاندلاع". واضاف قائلا من الواضح أن ذلك سيحدث, ولا توجد أي احتمالية لكي لا يحدث, بل سيحدث في الوقت والمكان الأقل راحة بالنسبة لنا". وحذر آيزنكوت أيضا من انه في ظل غياب سياسة فان من المتوقع ان تنجر اسرائيل وراء احداث دون اتخاذ خطوات مهمة من أجل أمتنا ومستقبلنا".


 وكان كاتب هذا المقال آفي غيل, وهو المدير العام السابق في وزراة الخارجية الاسرائيلية، قد حذر في مقال كتبه في صحيفة معاريف العبرية, في 23 تموز الماضي حذر من ان اسرائيل ستصبح دولة ثنائية القومية, وأن الرموز اليهودية ستفقد مكانها, وأشار الى أن صورة الوضع الديمغرافي, أي السكاني في القدس, هي الاكثر تعبيرا للواقع  الثنائي القومية الذي يهدد اسرائيل, وقال: "إن هذا الواقع كفيل بأن يصفع اسرائيل في اليوم الذي يقرر فيه المقدسيون الفلسطينيون المشاركة في الانتخابات لبلدية القدس. ورغم أن آيزنكوت يحذر من أن اسرائيل ستصبح ثنائية القومية, إذا ما ظلت إسرائيل تحافظ على الوضع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية كما هو, ورغم، كما يقول آفي غيل في مقاله في صحيفة "هارتس" تحليل آيزنكوت للتحديات الاسرائيلية الاستراتيجية تحليلا بليغا, إلا أنه أي آيزنكوت انضم الى لائحة لانتخابات الكنيست القادمة تضم بني غانتس وجدعون ساعر اللذين يعارضان حل الدولتين ويسعيان الى ابقاء الوضع الحالي كما هو, ولن يدعما اي مبادرة سياسية تنبع من تحليلاته، كما أن بقية أعضاء القائمة الانتخابية التي انضم اليها آيزنكوت والتي تضم، اضافة الى بني غانتس وجدعون ساعر، كلا من متان كهانا وزئيف الكين لا يتأثرون من تحذيرات آيزنكوت القائلة بأن اسرائيل تنزلق نحو واقع الدولة ثنائية القومية.
ويرى آفي غيل إن قرار آيزنكوت الانضمام الى كتلة انتخابية تسعى الى ابقاء الوضع الراهن كما هو    هو قرار محبط لأنه يعكس التسليم بواقع تترك فيه اسرائيل للآخرين تشكيل مستقبلها، ذلك ان الفلسطينيين المقدسيين سيقررون كيف سيكون طابع "عاصمة اسرائيل"، كما أن الفلسطينيين في الضفة الغربية سيقررون إذا كانوا سيطالبون بمساواة في الحقوق في دولة واحدة، لأنه كما يقول آفي غيل, الدول العظمى في أعقاب سفك الدماء المتوقع ستملي الاتفاق الدائم، والاسرائيليون بدلا من أن يسيروا الى الهدف الذي سيضمن الأمن والطابع اليهودي لاسرائيل، سينتظرون ما سيأتي وهم في حالة شلل ودون مبادرة.
وفي ذات الإطار, إطار التحذير من أن البديل عن حل الدولتين والإبقاء على الوضع الحالي كما هو،  فإن يوسي بيلين الوزير الاسرائيلي السابق, ورئيس حزب ميرتس سابقا, وهو حزب يساري, كتب يوم الجمعة الماضية في صحيفة "اسرائيل هيوم" ونشرت صحيفة ے ترجمته يوم السبت الماضي، وحمل المقال عنوان: "عليكم ان تختاروا إما شريك أو خطوة من طرف واحد"، دعا فيه اسرائيل الى بذل جهود للتوقيع مع الرئيس عباس على اتفاق سلام, وأن من يؤمن من الاسرائيليين بإمكانية الوصول الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين, عليه الا ينتظر زعيما فلسطينيا اكثر اعتدالا من الرئيس عباس.
واضاف بيلين قائلا: إن من يعارض تقسيم البلاد من الاسرائيليين ومستعد للتسليم بدولة واحدة غرب نهر الاردن تسيطر فيها الاقلية اليهودية على الأغلبية غير اليهودية, وبالتالي لا حاجة للاسرائيليين لأن يفعلوا  شيئا لتغيير الوضع الراهن, فإنه سيخلف للأجيال اليهودية القادمة كيانا لا ديمقراطيا ولا يهوديا. واشار بيلين إلى أن معارضي التنازل عن سيناء انتقدوا رئيس الوزراء الاسبق مناحيم بيغن لانه تنازل عن سيناء مقابل اتفاق السلام مع مصر, وكما قال بيلين, كان بيغن لديه من الحكمة ما يكفي لكي يفضل التوقيع على اتفاق سلام مع مصر التي كانت العدو الاكبر لاسرائيل مقابل التنازل عن سيناء.
وقال بيلين في مقاله" إن محمود عباس زعيم براغماتي، أي زعيم عملي, يفهم بأن السلام مع اسرائيل هو مصلحة حيوية بنجاح المشروع الوطني الفلسطيني, وأن الحياة الى جانب اسرائيل هي الخيار الافضل لتطور فلسطين, وانه ينبغي بذل الجهود للتوقيع على اتفاق سلام معه, وان من يؤمن من الاسرائيليين بإمكانية الوصول الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين عليه ألا ينتظر زعيما أكثر اعتدالا من الرئيس عباس.
وختم يوسي بيلين مقاله "من لا يريد أن يتحدث عن اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وليبرالية، ولا يريد أن يتحدث مع الزعيم في رام الل،ه ملزم بأن ينهض ويتخذ خطوة من طرف واحد, ويقرر حدودا تبقى على حالها حتى مفاوضات السلام. إن الخضوع لمفضلي أرض اسرائيل الكاملة على دولة اسرائيل هو الخطر الحقيقي على مستقبل الاسرائيليين في هذه البلاد".
 وهناك، إضافه الى آيزنكوت وآفي غيل ويوسي بيلين الكثير من القيادات الأمنية العسكرية السابقة وكذلك من رجال السياسة والاعلام الاسرائيليين الذين يحذرون من ان الوضع الحالي سيقود الى دولة ثنائية القومية, وانهم لن يجدوا بعد الرئيس محمود عباس زعيما فلسطينيا معتدلا مع اتفاق سلام وفق رؤية حل الدولتين, ولكن أصوات رفض هذا الحل في اسرائيل هي الأعلى والأكثر تأثيرا، وهي صاحبة القرارات. والله الموفق.

دلالات

شارك برأيك

عندما يحذِّر رئيس أركان سابق من دولة ثنائية القومية

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)