بقلم:د. احمد قطامش
الجزء الثاني

مقتطفات من خطاب بمناسبة الذكرى الثانية عشر لتأسيس الجبهة الشعبية:
الرفاق ممثلو البلدان الاشتراكية الصديقة ، الرفاق ممثلو حركة التحرير الوطني العربية والدول الوطنية ، الرفاق ممثلو الأحزاب وقوى التحرر ورفاقي قادة الفصائل، إخواني أخواتي .
باسم الجبهة ، باسم مقاتليها ومناضليها ، باسم كوادرها وأعضائها .. أقدم التحية لعائلات الشهداء، شهداء الجبهة والثورة وحركة التحرر العربية وشهداء الحرية والتقدم في العالم ... وأقدم التحية لكل أبناء شعبنا الفلسطيني والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وسجون الرجعية العريبة ..
نحن وثورة إيران في خندق واحد، فتحيه لشعب إيران، لجماهير إيران لثورة إيران ، للإمام الخميني ، أننا في خندق واحد لمواجهة الامبريالية الأمريكية ... التحية لكل حركات التحرر في العالم في أفريقيا ، في أسيا، في أمريكا اللاتينية ولكل قوى التقدم في العالم .
في هذه المناسبة تمر من أمامنا صورة نضال وصمود وتضحيات شعبنا الفلسطيني ، صورة فلاحينا الذين يرفضون الغزوة الصهيونية منذ عام 1882 .. صورة نضال جماهيرنا التي رفضت وعد بلفور عن طريق الإضراب والمظاهرات والاحتجاج، وتمر صورة انتفاضة 1921 وانتفاضة عام 1929 وانتفاضة عام 1932 وصورة البطل عز الدين القسام يمتشق السلاح ويوجه الرصاص إلى صدر الاستعمار البريطاني المحتضن للمشروع الصهيوني ، صورة أبائنا يبيعون ما لديهم ويشترون البنادق ويخرجون إلى جبل النار وكل جبال فلسطين ويبدؤون ثورتهم
تلك الثورة التي أربكت الاستعمار البريطاني – تمر أمامنا صورة آلاف الشهداء تعلقهم الاداره البريطانية على أعواد المشانق .. نتذكر كل التضحيات وتحاول جماهير شعبنا أن تصمد على أرضها وتحمل السلاح عام 1948 وتتدخل الأنظمة العربية .. ويتشرد شعبنا وطيلة الخمسينات ترفض جماهيرنا كل مشاريع التوطين .. وتشتعل ثورتنا في الستينات وتصمد في معركة الكرامة المجيدة وتصمد في الأغوار وفي الوحدات ... ويكلفها هذا الصمود عشرات الآلاف من الضحايا والآلام ..يستمر هذا الشريط أمام أعيننا ..تبدأ المؤامرات التي تستهدف ضرب الثورة الفلسطينية، ارض لبنان وتشن الغارات بكل الأسلحة واجتياح أيلول ومعركة أيار والحرب الأهلية التي فجرتها القوى المعادية في وجه الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية.. واجتياح آذار 78ورغم ذلك بقي شعبنا مدافعا عن قضيته العادلة وبندقيته مرفوعة.. سنبقى أوفياء للقضية وجوهرها برفض الغزوة الصهيونية مصممين على اقتلاعها .. ما الذي نتج عن زرع البذرة الخبيثة على الارض الفلسطينية والعربية ..؟ نتج تشريد شعبنا وأقامه قاعدة للاستعمار، للامبريالية ارتكزت عليها في عام 1956 لشن عدوان على السويس، ثم ضرب حركة التحرر عام 1967.. وها هي تقييم تحالفا استعماريا عدوانيا ثلاثيا لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية وتصفيه حركة التحرر الوطني العربية ...أن أطراف كامب ديفيد تستهدف ذلك .
جماهير شعبنا، تعرف قبل أية قوة في العالم حقيقة الصهيونية ... لا تعايش مع الكيان الصهيوني على ارض فلسطين. هذا الشعار لا يحكم موقفنا الفلسطيني فقط بل وحركة التحرر العربية وهو يخدم قضايا السلم والتقدم ن وقضية الاشتراكية في العالم . وهذا يستدعي الوقوف ضد نهج التسوية الاستسلامية ، لان هذا النهج يخلق جداراً بين الشعب وقيادته، .. هذا المنطلق السياسي يمثل جذور مواقفنا التكتيكية .
أن النضال ضد الصهيونية هو في الوقت نفسه نضال ضد الامبريالية ..والموقف الفلسطيني والموقف العربي من الصهيونية لا يتحدد إلا بالموقف من الامبريالية وعلى نفس المستوى . والموقف الوطني والقومي هو الموقف المناهض للامبريالية .. أن الموقف السياسي والكلمة الثورية لا يكفيان، إذ مطلوب التراكم النضالي شهرا بعد شهر.. عندما زار كارتر طهران في عام 77 وأثناء تناوله الانخاب مع الشاه مهنئاً ( أن نظامك يمثل بقعة استقرار في منطقة مضطربة) ولكن ماذا حصل ؟ فالكلمة الثورية وجدت طريقها إلى صفوف الجماهير وتراكمت الكلمة إلى أن نهضت الجماهير وعرفت طريق الانتصار...
( أن القوى الطبقية الكومبرادورية والبرجوازية المستسلمة تربط مصالحها بالامبريالية ... وفي ثورة 1936 درساً، وقف الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود عندما جاء الملك عبد العزيز بن سعود لزيارة المسجد الأقصى، يومها ألقى عبد الرحيم محمود قصيدة مطلعها ( المسجد الأقصى أجئت تزوره / أم جئت من قبل الضياع تودعه)
الثورة الحقيقية تعلن الحرب على الرجعية العربية ... أمانة في أعناق أدبائنا ، أعناق مؤرخينا ، أعناق كتابنا ، أعناق شعبنا ، أعناق كل الفصائل ، أعناق كل حر ، أن تفضحوا موقف الرجعية ودور الرجعية ...
أن القوى الطبقية الرجعية تنظر بعين الغضب لمثل هذا الكلام ..فطريق الاعتماد على الامبريالية والانضواء تحت لوائها كما فعل السادات .. نتائجها واضحة..
إننا نستند إلى جماهير شعبنا ، إلى جماهير العمال والفلاحين والذين يؤمنون بهذا الكلام ، نستند إلى بندقيتنا ، إلى جماهير امتنا العربية وقوى التقدم والاشتراكية .. لقد حارب الشعب الفيتنامي الامبريالية الأمريكية وانتصر وواجه الشعب الكوبي العدوان الامبريالي وانتصر ....
مقتطفات من كلمة له في دورة تدريبية وأسباب الاقتتال
ايها الرفاق، .. أن ما حصل مؤخراً ليس قتالا محدودا، فهو شيء جديد من ناحية الكم والكيف.. انه يعكس عجز اليمين الفلسطيني عن مواجهة أزمة الثورة السياسية والتنظيمية... كلكم تعرفون انه بعد خطوة السادات خرجت الفصائل بوثيقة طرابلس الوحدوية ... لم نكن نتوقع أن قيادة اليمين غادرت مجرى التسوية وراجعت نفسها مراجعة نقدية جذرية، ولكننا اعتبرنا الوثيقة أساس النضال لتصحيح أوضاع المنظمة.. كنا مشدودين إلى الموضوع السياسي وموقف قيادة المنظمة من التسوية وضرورة الخروج من التسوية، ولكننا نعرف أن هناك مشكلة خطيرة، هي المشكلة التنظيمية... لم نتوصل إلى صيغة واضحة للعلاقات بين فصائل الثورة لنتمكن من المشاركة الديمقراطية في اتخاذ القرار الفلسطيني .. تعرفون أن القرار الفلسطيني سواء في ابسط المواضيع التنظيمية أو المالية أو العسكرية يؤخذ بالطريقة الفردية ، وهنا لا يمكن إقامة وحدة وطنية صلبه تعبئ كل فصائل الثوره.. من هنا قلنا يجب تصحيح أوضاع م. ت. ف لقد صدر تعميم داخلي يسعى لإقامة محور ديمقراطي فاعل يضغط لتصحيح الأوضاع... لقد بدأنا النشاط مع جميع الفصائل وهناك بدايه داخل فتح من أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري ... لعمل مشترك ضد كامب ديفيد وللتصدي لمعركة لبنان وتصحيح أوضاع المنظمة .. اليمين عاجز في الدفاع عن القرار الفردي أو التسوية.
لا يمكن إعادة أسباب الاقتتال إلى حوادث صغيرة كإطلاق النار في الإعراس ، فهذه موجودة، كما لا يمكن قبول تفسير بعض قوى الرفض أن ( أبو عمار قابض) وموعود بحصة ، فلا يوجد حصة ناضجة ومطروحة ( وإنما السبب الأساس هو الانحراف السياسي، وقيادة اليمين في مأزق وتحاول إسكات صوتنا.. وقد تبلور نهجنا. أولا: الدفاع المستميت عن أنفسنا وعدم بدء الاقتتال أو الاستمرار فيه. ثانيا الاستمرار في التعبئة الجماهيرية لوقف المعركة .. وصدرت مذكرات واتصالات مع السفارات الصديقة .. وقلنا مجرم من بدأ القتال ومجرم من يغذيه ... وتحالفاتنا تقوم على ذلك . أصبحت الأمور واضحة وان نهج التسوية مدمر وأصبح هناك قسم ضد خطوة السادات مثل سوريا ومنظمة التحرير والاتحاد السوفيتي وهذا لا يجوز تجاهله استرشادا بقواعد التاكتيك اللينينية... بمعنى اخر ان قوى التسوية انقسمت .. اصبحت الساحة الفلسطينية بحاجة لقراءة جديدة للتناقضات بما يعكس واقع الساحة ..
وبالنسبة لسوريا كان النظام يسير جنباً إلى جنب مع السادات والسعودية تحت مظلة التضامن العربي الرسمي وبعد خطوة السادات أصبح النظام السوري ضدها . علينا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار... هناك دعوة من دمشق للجبهة للقاء يبحث العلاقات السياسية والعلاقات الثنائية .. لقد تريثنا لإعطاء فرصة لرفاقنا للاطلاع على المتغيرات وسياسة سوريا في لبنان حيث علاقاتها مع القوى الانعزالية .. وإذا كان النظام السوري جاد لماذا لا يقيم علاقات مع الحركة الوطنية اللبنانية ... هناك تناقض بين النظام السوري والمخطط الامبريالي – الصهيوني وسوف يستمر هذا التناقض طويلا.
في النهاية بإمكاننا أن نطرح السؤال التالي اتصالا بعلاقاتنا مع الأنظمة العربية ( هل يقف هذا النظام أو ذلك في الموقع المناهض للامبريالية أم المتحالف معها ؟ ثم نبحث التفاصيل.
مقتطفات من كلمة في ذكرى الأول من أيار- عيد العمال العالمي
تظاهر عمال مالكورميل مطالبين بتخفيض ساعات العمل إلى ثماني ساعات يوميا، فيتعرضون لرصاص بوليس المصنع، سقط عدد من القتلى والجرحى، التهبت مشاعر العمال وانطلقوا في تظاهرات صاخبة في شوارع شيكاغو بزعامة القادة النقابيين تجددت الصدامات حيث ألقيت قنبلة يدوية على رجال البوليس فسقط بعضهم ، اتخذت السلطات من ذلك ذريعة لإلقاء القبض على عدد من القادة النقابيين وعلى عجل نفذ حكم الإعدام بخمسة منهم . وبعد إعادة النظر في القضية صدر قرار قضائي اعتبر الأول حكما تعسفيا وان الخمسة الذين اعدموا أبرياء.
حدث ذلك في أيار عام 1886 . وقد اختارت الأممية الثانية التي تشكلت عام 1889 بزعامة انجلز الأول من أيار عيداً دوليا تخليداً لذكرى القادة النقابيين الذين اعدموا وتخليداً لضحايا الطبقه العاملة الذين استشهدوا في أيار عام 1889 ومنذ ذلك الوقت يحيي العمال في أرجاء العالم هذا اليوم بالانسجام مع ما جاء في ختام البيان الشيوعي ( دعوا الطبقات الحاكمة ترتعد من الثورة الاشتراكية فلن تخسر البروليتاريا سوى قيودها ولسوف ينفتح إمامها عالم جديد . يا عمال العالم اتحدوا) .
لقد عملت الرأسمالية منذ البداية على تشويه حقيقة الأهداف الرئيسية للطبقة العاملة بعد أن تبلور فكرها في النظرية الاشتراكية التي وضعها مؤسساها الأوائل ماركس وانجلز .. رغم المحاولات والوسائل التي استخدمتها البرجوازية لتحطيم وقتل الأفكار الاشتراكية فقد توطدت هذه الأفكار.
ينتقل بعدئذ الى تأسيس ( جمعية العمال العربية الفلسطينية في آذار 1925 كبداية لتصعيد النضال السياسي والمطلبي للطبقة العاملة الفلسطينية حيث واجهت مؤامرات الثالوث الخطر المكون من سلطة الانتداب البريطاني والغزوة الصهيونية والرجعية الفلسطينية المتعاونة مع الاحتلال البريطاني ...
ومن ابرز النجاحات تخفيض ساعات العمل في المصانع والمصالح الحكومية إلى ثماني ساعات في اليوم وسن قانون لحماية صغار السن وافتتاح مدارس مجانية لتعليم العمال وافتتاح عيادات طبية مجانية وزيادة الأجور ...
لعبت الطبقة العاملة الفلسطينية نضالا متقدما في مواجهة مؤامرات الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية ...
عاش الأول من أيار عاش التضامن الاممي البروليتاري