أقلام وأراء
السّبت 07 مايو 2022 10:47 صباحًا - بتوقيت القدس
الرد على الحُب والكراهِية
بقلم: بكر أبوبكر
في الرد على أخ وأخت أثارا معطى الكراهية من قبل شعب أو جماعة لأخرى بمنطق التعميم والمطلق، فكان لنا التأمل والرد فقلنا في ذلك أن الكراهية أو المحبة عاطفة انسانية بشرية، كغيرها من العواطف، مرتبط التعبير عنها بانخفاض أو ارتفاع مستوى الوعي والفهم، ودرجة الانسياق أو عدم الانسياق نحو المشاعر الجياشة على حساب العقل والتبين والتوازن والوسطية.
وهو أو هي مشاعر لا تختص بجماعة بشرية دون غيرها، ولا يجوز فهمها بهذا الاطلاق أو التعميم.
فكما ذكر د. عبد الرحيم جاموس بردّه قبلنا، فإن مشاعر الكراهية أو تلك الكتلة السلبية أمثالها هي مشاعر أولية عمومية غالبًا ما تكون منفلتة وغير متزنة.
ولنا في القرآن الكريم حول أثر الكلمة بالمشاعر، وأثر المحبة والكراهية ما يحيلنا للقول الحكيم (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء *تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) (إبراهيم:24-26) .
وفي قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واشارته للشخصيات الامعية الالحاقية بلا عقل كل الحق عندما ذكر ذلك في سواد الناس بوضوح (لا تكونوا إِمَّعَةً، تقولون: إنْ أحسَنَ الناسُ أحسنّا، وإن ظلموا ظلَمْنا، ولكن وَطِّنوا أنفسَكم، إن أحسَن الناسُ أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِموا).
وكذلك الأمر فيما ننقل عن أصناف البشر، أو الناس ثلاثة حسب علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بالعالِم الناجي والمتعلم على طريق نجاة والهمج الرعاع.
لنقل أنه في كل قوم أو قبيلة أو بلد أو جماعة بشرية أو شعب تجد مثل تلك الفئات الحانقة اوالسلبية أوالمتصيدة للآخرين، أو تلك التي جُبلت على الفساد (أنظر آيات الذكر الحكيم في فساد وظلم وكفر غالب القبيلة القديمة وانكارها وجحودها اللامتناهي أي قبيلة بني إسرائيل المندثرة، وغيرها من أقوام بائدة كمثال)، ونجد تلك الفئات الضعيفة التي تنساق وراء الكلمة الخبيثة، أوالامعة أوالهمج الرعاع.
لنضيف عاملا آخر في يومنا هذا وهو دور وسائل "التشرذم" الاجتماعي في تكبير السلبيات المحدودة أو الفردية وتضخيمها بالصوت والصورة والكلمة وتكرارها وتردادها، وتحويل هذه الحالات الفردية وكأنها ظاهرة عامة، فيتم وصم الجماعة كلها بجريرة الفرد.
يقول المتنبي:
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
من هنا تأكيدنا منذ البداية على أهمية الوعي والاتزان، وبالمقابل عدم جدال الجهلاء، فاما إهمالهم أو مواجهتهم بالحقائق استنادا لدرجة وعيهم إن تبيناها فيهم.
وفي تقلب الأمزجة وربما التساوق مع الغير، حيث الانفلات يكون للعين نظرات تختلف حسب الاحوال والمآلات مما قاله المتنبي
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
عامل آخر لايمكن اهماله إيضًا اذ أن هناك فئة معوجة اللسان تكره ذاتها وأمتها، نعم هي كذلك بوضوح، أوهي عابثة فاسقة، أوهي مأجورة بلا شك ومتخصصة ببث الفرقة والفتنة بين الأمة وتكديس عوامل الافتراق منعًا لأي تقارب انصياعًا لسوء طويتها البشرية أو للهيمنة الخارجية التي تفرح بمعاركنا الداخلية وهي تنشط على وسائل التشرذم عن نية سيئة وقصد وعمد.
من هؤلاء من نسميهم تهكما "ثوار لوحة المفاتيح"، أو "مناضلي فيسبوك أو تويتر" الذين يقولون مالايفعلون، وإن قالوا قالوا شرًا.
نحن كمناضلين في فلسطين، ومنتمين بكل جوارحنا لهذه الامة العربية والاسلامية نحترم -حتى وإن اختلفنا- الآخرين من أبناء جلدتنا، وأمتنا بكل وضوح.
ولا نقبل او نقرّ فعل أو كلام أولئك الأفراد المخربين أو تلك الفئات الخائبة في الأمة -قلّت ام كبُرت- التي عنوانها الإساءة بقصد تكريس تخلف الأفراد والناس والامة، والهائها بحشرجات الانفاس السيئة المتقطعة الى الأبد، فلا تقوم لنا قائمة ونبتعد عن قضايانا المشتركة وعن جامعتنا فلسطين.
حفظ الله امتنا وكل اخواننا واخواتنا في هذه الأمة التي مآلها النهوض بمعادلة النصر بالوعي والفهم والعلم والعمل والتميز الحضاري لتجد ذاتها في مصاف الأمم المتقدمة، وماذاك على الله ببعيد.
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
الرد على الحُب والكراهِية