بالمختصر ... وربما المفيد
ابراهيم دعيبس
لا أعظم من بلادنا .. ولا أسوأ من أوضاعنا !!

فلسطين بلد لا مثيل له في العالم ، فهي مهد المسيحية المنتشرة بقوة في كل انحاء العالم، وبلد الاسراء والمعراج وقبة الصخرة التي تشكل للمسلمين المنتشرين في كل انحاء العالم ايضا مواقع لا مثيل لها دينيا وتاريخيا وهي بلد سيدنا ابراهيم ايضا مما يشكل قيمة بالغة الاهمية للاديان كلها، ويظل موقعه في الخليل مرجعية لا مثيل لها، كما ان لليهود اهمية خاصة من الناحية الدينية لا السياسية.
وبذلك تكون فلسطين اعظم المناطق الدينية في العالم ولا مثيل لها كأرض للديانات السماوية، ولكنها من الناحية السياسية تبدو الأسوأ في العالم، وشعبها الصامد الصابر يواجه انتهاكات متواصلة من الاحتلال، من جهة، كما انه يواجه قيادات في مختلف المواقع والاماكن لا يهمها سوى البقاء فوق الكراسي وجمع الاموال والعقارات والممتلكات في كل انحاء العالم ، وقضية القيادات معروفة للجميع وهي تشغل مواقع التواصل الاجتماعي ، والمشكلة الاكبر هي في انتهاكات ومواقف المستوطنين التي تدعمها الحكومة والمحاكم الاسرائيلية.
لقد صدر قرار من المحكمة بتغريم المواطن عايد احمد الايوبي بمبلغ 275 ألف شيكل مقابل تنازل المستوطنين عن امر هدم الطابق الثالث من بيته الذي يطل على المسجد الاقصى وتبلغ مساحته 250 مترا مربعا، وتتعلق القضية ، بفتح باب للمستوطنين اسفل بيته وهو الامر الذي يرفضه. وكانت الدعوى ان الطابق الثالث من المنزل يحجب رؤية الاقصى مما يمنعهم من اداء صلواتهم ، كما ان المحكمة قررت تغريمه بمبلغ 354 الف شيكل الى المستوطنين بدل منعهم من فتح الباب مدة 118 اسبوعا بغرامة ثلاثة آلاف شيكل اسبوعيا، واضافة الى كل هذا امرت المحكمة بأن يهدم الطابق الثالث من منزله وغرامة مالية.
هذه القرارات الظالمة ضد هذا المواطن يقابلها السماح للمستوطنين بالبناء والتوسع الاستيطاني والاعتداء على الفلسطينيين واتخاذ اجراءات ضدهم وضد ممتلكاتهم وعائلاتهم وحقوقهم اولا وقبل كل شيء.
وهذه العربدة للمستوطنين يقابلها قرارات اخرى آخرها وليس اخيرها تحديد عدد المسموح لهم بأداء صلاة عيد الفصح المجيد اليوم في كنيسة القيامة ، بينما يقوم اليهود بأداء شعائرهم الدينية بكل الاعداد التي تتجمع للمشاركة في ذلك، كما ان حكومة الاحتلال قامت باغلاق عدة ابواب للقدس القديمة وبعض الشوارع المقدسية لمنع وصول المصلين المسيحيين للقيام بواجباتهم الدينية في مناسبة عيد القيامة وهو من اهم الاعياد المسيحية.
ويظل صمود شعبنا الشوكة الكبيرة في حلق اطماعهم وممارساتهم البغيضة، ويظل استمرار الانقسام وتبادل المهاترات نقطة ضعفنا الكبيرة.