بقلم :رشيد حسن

بدون مبالغة .. وبمنتهى الموضوعية.. نستطيع ان نفتخر ، ونباهي الدنيا باسرها .. ونعلن ان الاقصى المبارك انتصر على قتلة الانبياء..
نعم انتصر .. وانتصر شعبنا .. وانتصر المرابطون .. الابطال الذين تمكنوا حتى الان من افشال المشروع الصهيوني الخبيث لوحدهم ..انتصروا بصدورهم العارية، وقبضاتهم الفولاذية .. بايمانهم المطلق..وارادتهم الحرة .. وباصرارهم على الشهادة، من اجل ان يبقى الاقصى مسرى محمد عليه السلام ومعراجه الى السموات العلى طاهرا ..مطهرا .كما اراده الباري عز وجل.
لم تستطع دولة العدو الغاصب، وجحافل جيشه المدجج باحدث الاسلحة، واخطرها سلاح الكراهية..ورديفه رعاع المستوطنين المستعمرين.. ومتدينيها المجانين من ذبح القرابين التي هددوا بذبحها في ساحات الاقصى.. رغم حملات التنكيل التي طالت المصلين كافة .. وطالت ابناء شعبنا من البحر الى النهر ..واسفرت عن اصابة المئات..واعتقال اكثر من الفي مواطن فلسطيني ..رغم كل ذلك، وخاصة الحرب النفسية القذرة التي رافقت اقتحامات المستوطنين – فشل المشروع الصهيوني التوراتي الحاقد .. وسيفشل - بعونه تعالى- ما دام شعبنا مصمم على المقاومة .. مصمم على تقديم الشهداء .. ومصمم على بقاء جمرة النضال مشتعلة ، لن تطفئها احقاد الصهيونية .. ولا تخاذل المتخاذلين.. ولا خناجرهم التي تنهال على ظهور هذه الفئة المؤمنة المرابطة في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، وشهيدهم بسبعين شهيدا -كما قال عليه السلام.
حقيقة واحدة ساطعة كسطوع شمس تموز، اكدها صمود شعبنا وتضحياته وهي:
ان هذا الشعب شعب الجبارين لن يتخلى عن ذرة واحدة من وطنه ، ولن يسمح مطلقا بتدنيس الاقصى المبارك ، وتقسيمه زمانيا ومكانيا..
فشعبا يخوض المقاومة والنضال منذ وعد بلفور المشؤوم « 1917».. ولا يزال ، لم ينكس الراية ، ولم يتخل عن المقاومة، وقد اصبحت جزءا من مكونات دمه .. من جيناته،وتحولت الى ايقونة للفخار ،وشرطا للبقاء بكرامة.
لقد اكدت مسيرة نضال الشعب الفلسطيني الطويلة جدا - اكثر من مائة عام -.. اكدت ان لا سبيل امام هذا الشعب الا بالاعتماد على نفسه . على ذاته، .. والرواية المتكئة على الاسلام والقران «اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. مسرى محمد ومعراجه الى السموات العلى.. وصولا الى سدرة المنتهى.
سيرحل العدو الصهيوني ان عاجلا او اجلا . وسيطرد من فلسطن كما طرد ابليس من الجنة ، طال الزمان ام قصر، وكما طرد الصليبيون واقوام كثيرة ، وسيرفع شعبنا رايات النصر فوق الاقصى والقيامة والكرمل وجرزيم وعيبال وشواطىء يافا وغزة وكثبان النقب وفوق المنطار بغزة ، وفوق اغوار الشهداء.. وفوق كل شبر ارتوى بدماء الشهداء- وهم والحمد لله -كثر.
وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .. ويندب المتخاذلون والمطبعون حظهم ولات ساعة مندم ..وقد لفظهم الشعب الفلسطيني كما يلفظ البحر الجيف النتنة .
«يرونه بعيدا ونراه قريبا».صدق الله العظيم.

عن "الدستور الاردنية"