حديث القدس
الحراك الرسمي الفلسطيني على الساحتين العربية والدولية من أجل لجم التصعيد الاحتلالي في المسجد الاقصى وفي كافة أرجاء الوطن المحتل، رغم أهميته، إلا انه يبقى منقوصاً، ما لم توحد الساحة الفلسطينية ووضع استراتيجية عمل على المديين المنظور وبعيد المدى من أجل إنهاء الاحتلال الغاشم وتحرير الارض والانسان من رقبته.
فالمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً منذ حوالي القرن ولم ينصف الشعب الفلسطيني الذي أقيمت دولة الاحتلال على أنقاضه والذي يواصل مسيرة نضاله الوطنية، لا يمكنه ان يقوم في ظل الظروف الراهنة، بالعمل على ايجاد حل عادل لقضية شعبنا التي يحاول الاحتلال بكل السبل تصفيتها مستغلاً الاوضاع الدولية الراهنة وتوجه العالم نحو الحرب الروسية – الاوكرانية، وكذلك الدعم الذي يتلقاه من جانب الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية.
ان ترتيب البيت الفلسطيني خاصة في ضوء التصعيد الاحتلالي والجرائم التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا ومقدساتنا وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، بات أمراً ضرورياً وملحاً، لانه السبيل الوحيد كي يستمع العالم لنا لأن في اتحادنا قوة، والعالم لا يستمع سوى للقوي.
أما البقاء رهن الاعتماد على الحلول السلمية وانتظار الفرج من ادارة بايدن، فإن القضية في طريقها الى التصفية ان لم يتم تدارك الامر قبل فوات الاوان، وانهاء مهزلة الانقسام التي يتم استغلالها من الجانب الاسرائيلي أبشع استغلال، والجانب الفلسطيني لا يحرك ساكناً سوى اصدار بيانات الشجب والاستنكار والتهديد والوعيد من فصائل المقاومة دون اي خطوة جدية تجبر الاحتلال على وقف جرائمه التي تتصاعد يوماً بعد الآخر سواء من خلال عمليات القتل بدم بارد أو الاعتقالات والاعتداءات على المواطنين والمصلين والمرابطات في المسجد الاقصى.
اننا أمام مرحلة حرجة، فإما ان تكون القيادة والفصائل على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم أو إتاحة المجال للجيل الشاب الذي أثبت ويثبت يومياً انه على قدر كبير من المسؤولية، وانه على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات من اجل القضية والمقدسات التي تستباح وتدنس يومياً.
حتى ان القيادة الفلسطينية أجلت اجتماعها الذي كان مقرراً أمس الأول رغم ان الاحتلال لم يوقف استباحته للأقصى وعملياته في سائر أنحاء الضفة الغربية وفي الداخل الفلسطيني.
ولن تقوم لنا قائمة ما دمنا منقسمين ويراهن البعض منا على الحلول السلمية، وعلى الادارة الاميركية التي تعلن ليل نهار انها مع دولة الاحتلال.
شارك برأيك
الحراك الرسمي الفلسطيني وأهمية الوحدة الوطنية