حديث القدس
يوافق اليوم الاحد السابع عشر من شهر نيسان ، يوم الاسير الفلسطيني الذي يتم احياؤه من قبل شعبنا في كل عام وتحديدا منذ ان اقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974م ، باعتباره يوما وطنيا للوفاء للاسرى وتضحياتهم من اجل حرية شعبهم وللوقوف الى جانبهم والعمل من اجل تحريرهم من غياهب سجون الاحتلال.
ورغم ذلك فإن قضية الاسرى ما تزال بدون حل رغم توقيع منظمة التحرير على اتفاق اوسلو السيء ، كما ان التضامن مع قضاياهم لا تزال دون المستوى المطلوب ، خاصة وان سلطات الاحتلال تمعن في تضييق الخناق عليهم وتحرمهم من الكثير من الحقوق المنصوص عليها في مواثيق وقرارات الامم المتحدة.
صحيح ان الحركة الاسيرة استطاعت من خلال نضالاتها وتضحياتها تحقيق المزيد من المنجزات ، وارغمت ادارات السجون على الاعتراف بهذه المنجزات ، إلا ان سلطات الاحتلال لا تزال تنتقص من هذه الحقوق ، فعلى سبيل المثال هناك نقص واضح في وجبات الطعام ووسائل التنظيف الى جانب عدم تقديم العلاجات اللازمة للمرضى وكبار السن ، الى جانب رفضها الافراج عن اسرى مر على اعتقالهم حوالي 40 عاما وغيرهم اكثر من ثلاثين وعشرين عاما.
صحيح ايضا ان الحركة الاسيرة ، جعلت من هذه السجون رغم قساوتها والتي يصفونها بانها اكياس حجرية ، منارات للعلم والتعلم فخرجت افواجا من المتعلمين في مختلف الحقول ، الامر الذي ساهم العديد منهم ممن تحرروا في خدمة مجتمعهم.
فارادة الحركة الاسيرة الصلبة والفولاذية هي التي حولت السجون الى شحذ العزيمة ومواجهة اجراءات وانتهاكات الاحتلال بحق الاسرى، وخرجت ليس فقط متعلمين ولكن ايضا مثقفين ومن تحرر منهم استطاع ان يصل الى اعلى المراتب في مختلف المجالات سواء السياسية او الصحية او الاجتماعية وغيرها من المهن والمجالات الاخرى.
وبهذه المناسبة ، فإن من الواجب علينا توسيع حركات التضامن مع الحركة الاسيرة ،خاصة الاسرى المرضى الذين يصارعون الامراض دون ان تقدم لهم ادارات السجون الحد الادنى من العلاجات وتبقيهم يتألمون ، الامر الذي ادى الى استشهاد العديد منهم بسبب الاهمال الطبي.
فالتضامن الرسمي والشعبي مع الحركة الاسيرة لا يزال دون المستوى المطلوب وفي الكثير من الاحيان فإن خيام التضامن تقتصر فقط على ذوي الاسرى.
كما ان السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل ، لا تعمل بكل ثقلها من اجل العمل على تحريرهم رغم اصرار الاحتلال على ابقائهم داخل سجونه التي تزداد سوءا يوما بعد يوم.
فهل تكون هذه المناسبة لشحذ الهمم من قبل السلطة الفلسطينية والفصائل وكل ابناء شعبنا ، ووضع البرامج التي تساهم في دعم قضايا الاسرى وتحررهم من نير الاحتلال الغاشم.. ؟
شارك برأيك
يوم الأسير الفلسطيني وشحذ الهمم