بقلم: عطية الجبارين
تٌذّكرنا صحيفة "القدس" في هذه الأيام، لما تعرضت له الضفة الغربية من اجتياحات وهجمة عسكرية احتلالية شرسة وعلى وجه الخصوص مدينة جنين ومخيمها وذلك قبل عشرين عاما . تلك البقعة التي قُدرَ لها أن تكون رائدة المقاومة من أهل فلسطين ضد كل احتلال تطأ أقدام جنده ومستوطنيه أرض فلسطين . فقبل عشرين عاما اجتاحت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها فدمرت وخربت وقتلت العشرات من خيرة شبابها في ظل صمت عربي وإسلامي رسمي مطبق . وها هو الاحتلال يعيد كرته في اقتحامات متتابعة ومتتالية لنفس البقعة فيقتل ويغتال ويخرب، وكالعادة يسود الصمت وكأن الذي يحصل ليس في بقعة على أرض فلسطين بل يحصل على كوكب آخر .
إن مواقف الصمت إزاء ما يحدث لأهل فلسطين عامة ولأهل جنين على وجه الخصوص، من قِبلِ أنظمة وحكام العالم العربي والإسلامي، هي صورة من صور حالات الخذلان تجاه دماء أهل جنين الزكية . فبالله عليكم كيف تجدون لكم قلوبا فتتركوا جنين ومخيمها لوحدهما أمام آلة عسكرية مجرمة وأنتم أشبعتونا جعجعة ؟!، بل الدناءة وصلت الى حد ممارسة التطبيع مع الاحتلال وهو يريق دماء أهل فلسطين صباح مساء ، وهو يعلم أن احسنكم موقفا لا يتعدى موقفه مناشدة المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة التي هي في الأصل مشرعنة وحامية لبطش قوات الاحتلال. أنه لعار عليكم ان تبقوا جنين وحيدة تصارع دولة مدججة بكل أنواع الأسلحة وأهلها قليلوا العدة والعتاد !!!.
لكن رغم الألم الذي يعتصر القلوب، إلا أن الذي يواسينا ويثلج صدورنا أن دماء أهل جنين ستبقى نورا تضيء طريق الحق ولعنة على كل المتآمرين والمتخاذلين. وأمام هذه الصور المتناقضة يتمنى المرء ويقول لعل وعسى تنتقل الحرارة والشرارة التي تسري في دماء أبناء فلسطين إلى أبناء أمتهم وأهل قوتهم فيتحركوا لإنقاذ جنين وسائر أرض فلسطين.
في ظل بقاء جرح فلسطين ينزف ويزداد كل يوم نزفا، تبقى الأرض المباركة وأهلها مسؤولية الأمة بمجموعها وجب عليها التحرك الفعلي والجاد لتخليصهما من براثن الاحتلال وغطرسته.
شارك برأيك
لا تتركوا جنين وحيدة!