حديث القدس
بعد التشييع المهيب لجثمان الشهيد المرحوم نزار بنات بمشاركة آلاف المواطنين وبعد المسيرات والوقفات الاحتجاجية في رام الله والاقصى والخليل، فان السؤال المطروح الآن هو: كيف يمكن احتواء تداعيات جريمة قتل المرحوم نزار بنات وما هي الخطوات الجادة المطلوبة لعلاج هذه القضية من جهة وضمان عدم تكرار جريمة مماثلة مستقبلا، وذلك بهدف التفرغ للتحدي الرئيسي المتمثل بهذا الاحتلال الاسرائيلي الذي يسابق الزمن لتصفية القضية.
ان ما يجب ان يقال اولا ان من المهم الاسراع في استكمال التحقيق بهذه المأساة المؤسفة ونشر النتائج على الملأ ومحاسبة المسؤولين والمنفذين لهذه الجريمة بصورة رادعة ايا كانوا.
ومن الواضح للجميع سواء في السلطة او في الشارع الفلسطيني ان اي تلكؤ او محاولة للطبطبة وعدم المساءلة والمحاسبة والعقاب من شأنها ان تدخلنا في دوامة لا تحمد عقباها بما في ذلك ضرب النسيج الاجتماعي الوطني وتأجيج المشاعر والاحقاد وهو ما لن يستفيد منه اي فلسطيني، بل يخدم اولا واخيرا هذا الاحتلال المتربص بالكل الوطني.
ما يجري من تداعيات يشير الكثير من التساؤلات وفي مقدمتها: هل نسيت الساحة الفلسطينية ما يحيكه هذا الاحتلال للقدس والاقصى والشيخ جراح وسلوان؟ وهل نسيت القوى والفصائل ما يواصل الاحتلال ممارسته على الارض من بناء استيطاني وسلب للمزيد من الاراضي وهدم منازل فلسطينية والابقاء على حصار غزة .. الخ من الممارسات التي تستهدف شعبنا بأسره وقضيته الوطنية؟
اليوم من المؤسف ان يسارع البعض الى محاولة استثمار تداعيات استشهاد نزار بنات لمصالح فئوية ضيقة ما يحرف الانظار عن التهديد الرئيسي الذي يجب ان تنصب كل الجهود لمواجهته.
حان الوقت لبذل جهد وطني مخلص للخروج من هذه الدوامة التي تؤلم كل فلسطيني. حان الوقت لوحدة القوى والفصائل الفلسطينية وحان الوقت لإرساء الحريات العامة في حياتنا الفلسطينية وفي ارساء مبدأ حرمة الدم الفلسطيني وحرمة التعدي على الحريات وحل الخلافات بطرق حضارية.
انها مسؤولية الكل الوطني الفلسطيني، كل القوى والفئات، وعلى الجميع الا ينسى اننا لا زلنا نئن تحت نير هذا الاحتلال الاسرائيلي العنصري الفاشي الذي لا يفرق بين فلسطيني وآخر.
شارك برأيك
احتواء التداعيات للتفرغ للتحدي الرئيسي