أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 1:44 مساءً - بتوقيت القدس
نزار بنات و قبور الثورة بلا ثقافة والثقافة بلا ثورة
بقلم: حمدي فراج
كأن الحزن واليأس توأمان ، يقودان بعضهما، فكم من يائس أصبح حزينا، وكم من حزين أصبح يائسا. هذا وصف مبسط للحالة الذاتية التي ألمّت بي بعد نبأ مقتل نزار بنات. حزن ملأ رئتي على الفقدان، والرئة الاخرى على نحو عشرين فلسطينيا بينهم وبين نزار عشرون قاسما مشتركا؛ فلسطينيتهم، وطنيتهم، بيوتهم، لغتهم، دينهم ، شجرة زيتونهم او/ و دالية عنبهم، وربما ان بعضهم يحمل نفس اسمه ويدخن سجائره الرخيصة.
لماذا يطرقون بابه، بابنا، الساعة الثالثة والنصف فجرا؟ ماذا فعل لكي يصدر الامر باعتقاله؟ يأتيك الجواب : انه قال اشياء كثيرة ضد السلطة. أسالك ماذا فعل، تجيبني بأنه قال وهل الرد على “قال” بأن يضرب حتى الموت؟
وبدأ الحزن يتبدد، فيحل محله اليأس الذي اكرهه حد العم، خاصة بعد موقعة “سيف القدس” وما شكلته من حالة نهوض جماهيري فلسطيني وعربي وأممي ، وأدركت ان هناك من يعمل على تيئيسنا، فتتولد عنه حالة عارمة من الاحباط، تدفع الآخرين كف تعاطفهم معنا والانفضاض من حول قضيتنا العادلة؛ أنظر كيف يفعلون بأنفسهم ، انهم يفتكون بمعارضيهم، انهم ضد الرأي والرأي الآخر، ويقفز سؤال: لماذا تم تعريته؟ ألا يجوز اعتقاله بملابسه؟
في عام 1985 صدر ربما لاول مرة في تاريخ السجون الاحتلالية اجراء ما يسمى بالتفتيش العاري على الاسرى، كنا في سجن الخليل ، وتداولنا في الامر، وقال القيادي الفتحاوي محمد الحوراني، اليوم هو عضو في المجلس الثوري ، قال يجب ان نتصدى لذلك، وتطوع ان يكون هو أول المتصدين، وذهب الى غرفة التعرية، ورفض الانصياع لهذا الاجراء المذل، وضرب ضربا مدميا ومبرحا، لكنه في النهاية انتصر عليهم واوقف الاجراء ضدنا كلنا ، فكيف الآن تتم ممارسته من قبلنا ضد بعضنا؟
يفتح اليأس الحزين على صفحة من التمنيات الفارغة، لو فعلنا كذا لما وصلنا الى كذا ، لو قدمنا المتورطين في صفقة الاسمنت المصري الى المحاكمة لما قتل نزار ، لو قدمنا مدير شرطة نابلس الذي اقتحم جامعة النجاح للمحاكمة لما قتل نزار. لكن من قال ان الحزن اليائس لا يفتح على الغضب، انه الشعور الثالث المصاحب، وربما يكون الابن الشرعي في تزاوجهما، انه الذي قاد الشعوب الحرة ان تصبح حرة ، تنظر الى رؤسائها على انهم موظفون لديها ، تمكن محاسبتهم كل اربع سنوات مرة ، وعندما صفع مواطن الرئيس الفرنسي ، كانت لائحة الاتهام : الاعتداء على موظف اثناء تأديته وظيفته وحكم بالسجن اربعة اشهر .
اين مرسوم الحريات قبل ثلاثة أشهر من حق نزار في الكلام، بل في ممارسته حقه الالهي في الحياة ؟ أم انه ألغي مع الغاء الانتخابات ؟
نزار بنات ، قبر آخر يضاف الى “قبور الثورة بلا ثقافة، والثقافة بلا ثورة” المنتشرة في بيد العرب الكبرى و سجونها المتلاصقة “سجّان يمسك سجّانا” .
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
نزار بنات و قبور الثورة بلا ثقافة والثقافة بلا ثورة