أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 1:41 مساءً - بتوقيت القدس
الأردن واللقاح الصيني… ما العمل؟
بقلم: ماهر أبو طير
يأتي التساؤل هنا بشكل طبيعي حول ما سيفعله الأردن، أمام عدم اعتراف دول كثيرة في العالم، بما فيها دول أوروبية وعربية بالمطعوم الصيني، لاعتبارات مختلفة.
أعرف كثرة من الأصدقاء تلقوا اللقاح الصيني، ثم اضطروا بعد فترة، أن يتلقوا لقاحا جديدا، والسبب في ذلك يعود الى حروب اللقاحات بين الدول، فالصين مثلا لا تعترف الا بلقاحاتها المحلية، ويعاني من يسافر اليها، من هذه المشكلة، حتى لو تلقوا أي لقاحات ثانية، فيما الذين حصلوا على اللقاح الصيني، لا تعترف بشهادات لقاحاتهم دول مختلفة في العالم، وتعتبرهم بمثابة أولئك الذين لم يتلقوا لقاحات أساسا، وبحاجة الى لقاحات جديدة.
المشكلة تكمن في أولئك الذين يعملون او يسافرون الى الخارج، وهم عدد غير قليل، لكن العنصر الأكثر أهمية، يرتبط بأسباب عدم الاعتراف باللقاحات الصينية، برغم أنها آمنة، والاقل ضررا، وهنا يتحدث خبراء عن كون اللقاح الصيني اضعف من غيره، من حيث تأمينه للحماية، إضافة الى شكوك حول فاعلية اللقاح بشكل عام، وحول مدة الحماية التي يوفرها.
الأردن أطلق حملة التطعيم، وبدأت بشكل بطيء لكنها تحسنت مؤخرا، وبيننا أعداد كبيرة تلقت المطعوم الصيني، ونود أن نسأل هنا بشكل واضح اذا ما كان الأردن، سوف يعيد تطعيم هؤلاء، أم سينتظر انتهاء معارك الاعتراف بالمطاعيم، من جانب مؤسسات دولية، وهذا الملف حساس لكثيرين، خصوصا، ان تقديرات الأطباء، لقدرة الانسان الصحية على تلقي لقاح جديد بعد مرور شهور من تلقي اللقاح الصيني، متفاوتة، ولا أحد يحسم الامر بشكل نهائي.
يرى خبراء ان الصراع السياسي لا يغيب وراء قصة اللقاحات، خصوصا، ان الصين هي مصدر الوباء الأساس، وتخوض الولايات المتحدة الأميركية تحديدا معركة كبرى، من اجل الاستحواذ على سوق اللقاحات، عبر التأكيد ان لقاحاتها هي الأكثر تأثيرا، وتمنح حماية بنسبة تتجاوز التسعين بالمائة، مع التشكيك بجدوى اللقاح الصيني على المدى البعيد، ويمكن بكل بساطة قراءة الدوافع السياسية في التشكيك باللقاح الصيني، إضافة الى الاعتبارات العلمية.
بعض الذين اضطروا لتلقي لقاحات جديدة، بعد أشهر من تلقيهم للقاح الصيني، قاموا بفحص نسبة الاجسام المضادة لديهم، حيث نصحهم الأطباء، في حال الرغبة بتلقي لقاح جديد، التأكد أولا من انخفاض الاجسام المضادة لديهم بعد تلقي اللقاح الصيني، وهذه عملية تحتاج الى عدة شهور، لكنهم اكدوا ان تلقي لقاح جديد، بعد شهور من الصيني، لم يعرضهم لمضاعفات.
قد لا يهتم الأردن هنا كثيرا بهذه الازمة، على الرغم من حساسيتها، كونه يدرك ان هذه قضية تخص الذين يسافرون أولا، الا ان الجانب الذي يتوجب التنبه اليه، تلك الشكوك الطبية التي يتم توجيهها الى اللقاح الصيني، واهمية الفصل بين الصحي والسياسي، وحروب النفوذ بين دول العالم الكبرى، التي لها امتداد وتأثير أيضا داخل المؤسسات الصحية الدولية المعتمدة، بما يجعلها قادرة، أحيانا، على تأكيد او نفي اي خلاصات تتعلق بهذا اللقاح او ذاك.
لا بد أن يقال انه اذا كانت الشكوك صحيحة حول جدوى اللقاح الصيني، خصوصا، مع عودة الوباء بقوة الى الشعوب التي تلقت الصيني، فإننا سنكون امام ازمة تتعلق بجدوى اللقاح الصيني، ومدى القدرة المالية واللوجستية والصحية على إعادة التطعيم في الأردن، وهذا الكلام بحاجة الى رأي رسمي، خصوصا، في ظل عدم وجود حسم نهائي حتى الآن.
يجب أن تخرج الجهات الرسمية لتتحدث في هذه القضية، ومحاولة الوصول الى حل، بدلا من ترك الأمور مفتوحة، فنحن هنا نتحدث عن الجانب الصحي ، ولا نريد ان تضيع كل الجهود الأردنية التي شهدناها الفترة الماضية، حتى نخرج من هذه الازمة الصعبة بأقل الكلف، دون ان ننسى هنا، أن العالم يخوض حربا مفتوحة لدوافع سياسية وصحية واقتصادية، تحت مسمى وباء كورونا، الذي يعيد صياغة وجه العالم، ببطء وتدرج، دون ان يوقفه احد، خصوصا، مع ظهور نسخ جديدة من الوباء، واستمرار الاغلاقات الكلية والجزئية في دول كثيرة.
عن “الغد” الأردنية
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
الأردن واللقاح الصيني… ما العمل؟