أقلام وأراء
الخميس 23 يناير 2025 8:35 صباحًا - بتوقيت القدس
حكاية شعب لا ينسى

كفاح الشعب الفلسطيني الطويل في مواجهة غطرسة الاحتلال وإجراءاته التعسفية لا يمكن توصيفه، لأن قاموس التعريف لن يتمكن من وضع وصف يليق بهذا الكفاح والنضال ضد إسرائيل الغاشمة والظالمة، والتي احتلت الأرض وطردت أصحابها الحقيقيين، وأقامت عليها المستوطنات والمستعمرات، وقامت بتهويد معظم معالم الوطن التاريخية والتراثية.
في كتاب الضحك والنسيان للروائي التشيكي ميلان كونديرا عبارة بليغة: "إن نضال الإنسان ضد السلطة الغاشمة هو نضال للذاكرة ضد النسيان"، وهذا خير توصيف لقضية الشعب الفلسطيني وهو يواجه أعتى وأشرس احتلال، حيث الجبروت والقوة التي تصاحبها أعمال العربدة، وفرض إجراءات قمعية بشروط إسرائيلية حوّلت معها حياة الفلسطينيين إلى جحيم.
انتظر شعبنا طويلاً حتى توقفت حرب غزة وما حملته معها من مجازر إبادة وعدوان لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري، لكنه سرعان ما واجه اعتداءات جديدة على الضفة الغربية، وخصوصاً مدينة جنين ومخيمها، حيث يقوم الاحتلال فيها بحملة تطهير عرقي وإخلاء المخيم من السكان، في الوقت الذي لم ترحم فيه آلة البطش البشر.
اعتاد شعبنا على المعاناة ومواجهة الاحتلال، من مقاومة بسلاح وانتفاضة تلو الأخرى وهبّة بعد الهبّة، حتى المسار الدبلوماسي الذي فتحت فيه فلسطين يدها وصافحت الجميع، انطلاقاً من حقها بالحصول على اعتراف دولي لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إلا أن ذلك لم يرُق للمحتل، الذي رفع من وتيرة تصعيده، فارضاً على شعبنا نكبة تلو النكبة، وما جرى في غزة من حرب إعدام هو إعلان نكبة جديدة، بل نكبات لم يسبق لها مثيل في التاريخ، اضافة إلى الضفة التي تتوعدها إسرائيل، وهي لا تختلف كثيراً، فأدوات الاحتلال معروفة، وقام بسحبها من غزة لتسميم الضفة الغربية من خلال اجتياح واسع النطاق لجنين، يترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الاجتياح لتشمل معظم مخيمات الضفة الغربية وبعض المدن والبلدات والقرى.
من هنا لم نتفاجأ ونحن نشاهد هذا الكم الهائل من الحواجز الحديدية والإلكترونية والترابية أو تلك المنصوبة بمكعبات إسمنتية وهي تغلق طرق الوطن، وتقسم الضفة الغربية إلى كانتونات، وكل ذلك من أجل توفير ما يسمى الحماية للمستوطنين الذين يشاركون مع الجيش في اعتداءات آثمة على أبناء شعبنا.
إرضاءً للوزير سموتريتش تشن إسرائيل الحرب على الضفة الغربية، وذلك في مسعى إسرائيلي لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من أجل شن عدوان جديد عليها، وتلبية لرغبة الوزير بن غفير، هاهي سلطات الجيش والشرطة ومايسمى "حرس الحدود" تخنق حياة الفلسطينيين وتُقيد حرية حركتهم في شوارع الضفة الغربية من خلال نشر أكثر من ٨٩٨ حاجزاً، كما جاء أمس في تقرير هيئة مقاومة الجدار، وذلك لأن الأولوية حسب رأي بن غفير هي حياة المستوطنين.
منعطفات وتحديات القضية الفلسطينية هذه الأيام خطيرة، وهي توازي النكبة والنكسة وما جرى في الانتفاضتين الأولى والثانية، ولكن المهم في كل هذه المحطات النضالية، أن شعبنا لن ينسى، وسيبقى نضاله نحو ذاكرة ضد النسيان، فهده هي حكاية شعب سنرويها للأجيال القادمة، كما رواها لنا مَن كانوا قبلنا، حتى تحفظ الأجيال هذه القضية، وتُفشل مخططات إسرائيل ومؤامرات الولايات المتحدة والغرب عليها، لأن شعبنا قرر أن لا ينسى.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
أوهام ترمب.. إعلان حرب
حديث القدس
هجوم "الصدمة والرعب".. هل يحقق أهدافه؟
جيمس زغبي
لقاء نتنياهو مع ترامب
حمادة فراعنة
من يأخذ قلم ترامب من يده؟
بهاء رحال
مشروع ترامب للتطهير العرقي.. استهداف لفلسطين قضية وهوية
راسم عبيدات
اليوم الإسرائيلي - الأمريكي التالي لغزة والضفة
نبهان خريشة
المجنون!
ابراهيم ملحم
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟

ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له

العالم على كف "رئيس"

الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية

الرئيس عباس يصدر قراراً بإعادة تشكيل مجلس إدارة مجلس تنظيم قطاع المياه

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

اللواء ناصر البوريني يستقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية في فلسطين
الأكثر قراءة
"العفو الدولية": ترمب يضاعف ترحيبه بنتنياهو بعدم اعتقاله أو إخضاعه للتحقيق
الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية يعربان عن رفضهما لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة

ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد

الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948

نتنياهو يهدي جهاز بيجر لترامب والأخير يعلق
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"

أسعار العملات
الخميس 06 فبراير 2025 8:54 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.54
يورو / شيكل
بيع 3.67
شراء 3.68
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 569)
شارك برأيك
حكاية شعب لا ينسى