Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 20 يناير 2025 11:57 صباحًا - بتوقيت القدس

كرامة الفرح الفلسطيني

أُرغم نتنياهو على قرار التهدئة وصفقة وقف إطلاق النار، والرضوخ لتحرير الأسرى الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ولهذا حينما لم تتمكن حركة حماس من إعطاء أسماء الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين بسبب عوامل فنية، كما قالت، بسبب الواقع الأمني المفروض، وتحاشي عمليات الاغتيال المستهدفة من قبل الإسرائيليين، حال دون التزامها بالموعد المتفق عليه، فكان الرد الإسرائيلي، مواصلة القصف والتدمير، تحت حجة أن حماس لم تلتزم بموعد تسليم أسماء الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، مع أن نتنياهو وفريقه وجيشه وأجهزته يعرفون أن موقف حماس بعكس موقف المستعمرة، لها مصلحة بوقف الحرب، ووقف القصف، ووقف الاغتيالات.


تمكنت قوات المستعمرة من تدمير أغلبية مساكن ومستشفيات ومدارس وجامعات، وكل مؤسسات الخدمة العامة في قطاع غزة، ولكنها لم تتمكن من المس بمعنويات الشعب الفلسطيني من أهل القطاع وإحباطهم، ورغبتهم بالبقاء والصمود وانحيازاتهم لمواصلة الحياة، رغم الوجع والألم والعذاب وفقدان الأحبة، فالذين رحلوا ودفعوا أثمان خيار حضانتهم للمقاومة، وانحيازهم للمستقبل وعشق الحياة، عبروا عن فرحهم بوقف إطلاق النار، وانتشروا، وعادوا، ولملموا جراحهم ودفنوا أمواتهم، ونظفوا ما تبقى لهم من بيوت وشوارع، وأماكن خدمة.


شعب عظيم، لن يُهزم، فالمرارة والوجع والقتل والتدمير الذي عانوه وعاشوه وذاقوا قسوته، لم يهزمهم، بل انتشرت مظاهر الفرح لدى أطفالهم بالغناء والرقص والتعبير المدهش انعكاساً لرغبتهم في مواصلة الحياة، بكرامة وعزة نفس.


معركة غزة، بعد 7 أكتوبر، ليس ما قبلها، كما كانت كل المعارك والمواجهات والمحطات التي مر بها الشعب الفلسطيني، وراكمت حضوره وتقدمه واستعادة هويته وقوميته وتراثه الديني والإنساني، وكل ما هو أصيل عنده ولديه.


دفعوا الثمن الباهظ، بقسوة غير مسبوقة، بالحجم والكيفية، وهذا ثمن الإمساك بالخطوات التراكمية نحو المستقبل، واستمرار مسيرة الاستعادة للوطن، كل الوطن، فقد دفع الفلسطينيون أثماناً، طوال محطات الكفاح والمواجهة، منذ استعمار فلسطين المعلن عام 1948 وما قبله، وما بعده إلى الآن، ومعركة قطاع غزة ليست أولى المحطات، ولن تكون آخرها، والوهم سيكون عالقاً مع الذين يعتقدون أن ما حصل يمكن أن يوفر الحرية والاستقلال حتى لقطاع غزة وحده، فالبرنامج الخطر هو عزل غزة عن باقي جغرافية فلسطين، وعن باقي الشعب الفلسطيني، والوقوع بالإثم كان بالانقسام منذ عام 2007، وتكرس بالمفاوضات الثنائية غير المباشرة بين المستعمرة وحركة حماس، فهذا مخطط مدروس منظم متعمد من قبل حكومة المستعمرة والولايات المتحدة لعزل منظمة التحرير، وسلطتها الوطنية، والقدس والضفة الفلسطينية، عما يجري لقطاع غزة، وتقليص الحقوق الفلسطينية بقطاع غزة، وتقليص التمثيل الفلسطيني بحركة حماس، كفصيل لا يمثل الشعب الفلسطيني رغم قوته ومكانته وسيطرته المنفردة على قطاع غزة منذ الانقلاب الدموي والحسم العسكري عام 2007.


صمود الشعب الفلسطيني، وبسالته واستعداده العالي للتضحية، يجب عدم إضاعته باقتصار التمثيل والسلطة والتفرد في قطاع غزة عن باقي مكونات الشعب الفلسطيني، وقضيته وتطلعاته، وهذه البسالة والتضحية يجب أن تكون مرافقة لقرار سياسي شجاع وجريء يؤكد أن الوحدة الوطنية الفلسطينية المفقودة هي المطلوبة، وهي الضرورة التي يجب أن تتحقق.

دلالات

شارك برأيك

كرامة الفرح الفلسطيني

المزيد في أقلام وأراء

١٩-١-٢٠٢٥ يومٌ للتاريخ

حديث القدس

حقائق لا نختلف عليها في هذه الحرب

أحمد رفيق عوض

الشعوب لا تهزم.. معركة تنتهي وأخرى تبدأ

أمين الحاج

اتفاق الدوحة... ماذا بعد ؟

فوزي علي السمهوري

الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية

راسم عبيدات

معوِّقات مرحلة الانتقال السياسي السلس في سوريا بقيادة أحمد الشرع

كريستين حنا نصر

الاستعداد لاستقبال الأسرى المحررين: الرعاية النفسية واجب وطني وإنساني

بقلم: د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي

وداعاً كارتر أهلاً ترامب

د. دلال صائب عريقات

مقياس النصر والهزيمة في المعارك غير المتكافئة.. طوفان الأقصى نموذجاً

محمد النوباني

بعد الهدنة.. يجب محاسبة مجرمي الإبادة

مجدي الشوملي

الإنجاز الحمساوي

حمادة فراعنة

لحظة ما بعد العدوان

عزام عبد الكريم رشدي الشوا

رأفت صالحة يجسد رسالة الهيئة وروح غزة التي لا تنكسر

د. عمار الدويك

الأمل الأخير للأسرى الأمنيين من فلسطينيي 48

إبراهيم عبدالله صرصور

دروس "الطوفان" وارتداداته(3) انكشاف "الدولة" العربية

د. اياد البرغوثي

ليس بعد الليل إلا فجر مجدٍ يتسامى!

ابراهيم ملحم

"الوظائف الأسرع نموًا بحلول 2030: مستقبل المجالات الأكثر طلبًا"

بقلم : صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

كيف نحمي أطفالنا من إدمان الذكاء الاصطناعي؟

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

التحدي الأكبر خلال الهدنة: استعادة مكانة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية سياسية، ومنع الاحتلال من العودة لتنفيذ مخططاته في الابادة والتهجير

وليد العوض

رحلة الجسر تُكلِّف عائلة مقدسيّة ألف دولار

داود كُتّاب

أسعار العملات

الأحد 19 يناير 2025 8:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 457)