أقلام وأراء
الخميس 16 يناير 2025 9:20 صباحًا - بتوقيت القدس
صفقة التهدئة
مقبلون على صفقة "التهدئة" بعد مشوار من العذاب والوجع والقتل والتدمير من قبل المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. حصيلة صعبة قاسية، وتجربة مريرة غير مسبوقة تعرض لها الفلسطينيون حتى أيام النكبة والتشرد عام 1948، حصيلتها أن الفلسطينيين صمدوا، ولم يكن لهم خيار آخر، و"المقاومة" كذلك، بعد أن دفعت الثمن الباهظ.
الفلسطينيون صمدوا، ولكنهم لم ينتصروا، إلا إذا تباهى البعض وغالى، ووصف البقاء والصمود على أنه انتصار، وهو كذلك، إذا أدركنا مخطط الائتلاف الذي يقود حكومة المستعمرة المكون من: 1- الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة، و2- الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، وهدفهما تشريد وطرد وتهجير ما أمكن من الفلسطينيين خارج وطنهم: 1- أهل غزة إلى سيناء، و2- أهل القدس والضفة إلى الأردن.
بقاء الشعب الفلسطيني وصموده نعم إنتصار، وهو إحباط لمجمل المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي القائم على مفردتين: 1- الأرض، 2- البشر، تمكنوا من احتلال كامل خارطة فلسطين، ولكنهم فشلوا استراتيجياً في طرد كل الشعب الفلسطيني، حيث أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني بقوا على كامل خارطة فلسطين، وهي حصيلة تحول وتمنع قيام "دولة يهودية" في وعلى فلسطين.
الفلسطينيون صمدوا ولكنهم لم ينتصروا بالمعنى الحقيقي الملموس المادي الواقعي، مقابل أن الإسرائيليين، أخفقوا. أخفقوا بـ:
1- اكتشاف مواقع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة رغم احتلالهم لكامل خارطة القطاع، وبالتالي لم يتمكنوا من إطلاق سراحهم بدون عملية تبادل.
2- أخفقوا في إنهاء المقاومة واجتثاثها رغم الضربات الموجعة التي تعرضت لها قيادات المقاومة، كما عمل وسعى نتنياهو وفريقه الائتلافي وجيشه وأجهزته.
3- بقيت المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس واستمرت إلى الآن، ونحو التوصل إلى صفقة التهدئة المطلوبة، مع حماس وليس مع غيرها.
4- سيتم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من الذين "تلطخت أياديهم بالدماء" بالرغم من عدم توفر الإجماع الإسرائيلي على هذا القرار والتوجه.
حصيلة المواجهة، ونتائج سبعة أكتوبر 2023، وما تلاها طوال الأشهر الماضية، أن الفلسطينيين صمدوا ولكنهم لم ينتصروا بعد، وأن الإسرائيليين أخفقوا ولكنهم لم يُهزموا بعد.
والمعركة سجال، لن تتوقف استراتيجياً، ولكنها محطة من محطات المواجهة، بين المشروعين المتناقضين: المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
لم يكن نتنياهو يرغب في وقف إطلاق النار، وإنهاء حربه على قطاع غزة، لأنه لم يحقق كامل برنامجه، ولكن ترامب أرغمه على ذلك، لأنه يريد الوصول إلى البيت الأبيض والطاولة نظيفة من المنغصات والحروب، فهو رجل أعمال، تاجر، يريد الهدوء والاستقرار وأسواقاً مفتوحة، وتجاوب نتنياهو وطموحه لاحقاً دعم ترامب لبرنامج ضم الضفة الفلسطينية أو على الأقل المستوطنات والريف الفلسطيني، بعد أن اعترف بالقدس عاصمة موحدة للمستعمرة، وكذلك الجولان، ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ومحاولات تصفية الأونروا وإنهاء قضية اللاجئين.
حركة حماس لها مصلحة بوقف إطلاق النار، سعياً منها لحماية ما تبقى من قياداتها وكوادرها وقواعدها، لعلها تفوز ببقاء سلطتها الأحادية على قطاع غزة.
الصراع السياسي بعد صفقة التهدئة، ووقف إطلاق النار والنتائج المتوقعة، لن تكون أقل سوءاً من الحرب الدامية المتوحشة ضد الفلسطينيين، والأسوأ أن يخوض الفلسطينيون معركتهم السياسية، منقسمين، وهم بذلك يواصلون تقديم خدمتهم المجانية لعدوهم المتربص الذي لا يرحم.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
التحدي الأكبر خلال الهدنة: استعادة مكانة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية سياسية، ومنع الاحتلال من العودة لتنفيذ مخططاته في الابادة والتهجير
وليد العوض
رحلة الجسر تُكلِّف عائلة مقدسيّة ألف دولار
داود كُتّاب
غدر الاحتلال
حديث القدس
هذه الحرب التي تقترب من نهايتها.. ماذا قالت وماذا كشفت؟
راسم عبيدات
كفى تكراراً للأخطاء والعبث بمصير الشعب الفلسطيني
إياد أبو روك
انبعاث الفينيق ودموع فرح الناجين في غزة
مروان أميل طوباسي
خطاب النصر
حسام أبو النصر
التّكَافُل الاجتماعي في الإسلام
د. دعاء يوسف سلامة
الإرادة انتصرت على الإبادة
حديث القدس
الضفة الغربية بين مطرقة الجيش الإسرائيلي وسندان المستوطنين
عقل صلاح
التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
غسان عبد الله
بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي
سماح جبر
اتفاق الهدنة الوشيك وطريق النجاة من الفوضى القادمة
وليد العوض
الهدنة وصفقة تبادل الأسرى
بهاء رحال
بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي
السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .
مروان أميل طوباسي
الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟
د. فوزي علي السمهوري
أهوال جحيم الإبادة
بهاء رحال
صوت الكفاح الفلسطيني العاقل
حمادة فراعنة
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
محاضرة في النمسا تثير تساؤلات: لماذا يسرق الاسرائيليون تراث الفلسطينيين؟
نتنياهو: "حماس" تتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق غزة
خلال 15 شهراً من الإبادة.. حسابات الربح والخسارة
"الرئاسة" تدين جريمة الاحتلال في مخيم جنين
رئيس الوزراء: يجب ألا تحكم أي سلطة غير السلطة الفلسطينية قطاع غزة
مصطفى: غزة تحتاج إلى حكومة قادرة على مداواة جراح شعبنا وإعادة توحيدها
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
الأكثر قراءة
الصحة العالمية: إعادة بناء النظام الصحي في غزة تتطلب 10 مليارات دولار
مصر تنسق لفتح معبر رفح وتنفيذ اتفاق يهدف لتحسين الأوضاع في غزة
بايدن: الفلسطينيون عانوا كثيرا ويستحقون السلام ونحن على مقربة من الصفقة
سكان غزة يحتفلون بأنباء اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى
"رويترز" تنشر أجزاءً من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
أسعار العملات
الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.12
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 438)
شارك برأيك
صفقة التهدئة