أقلام وأراء
الإثنين 13 يناير 2025 10:13 صباحًا - بتوقيت القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
كثيرة كانت الوعود التي قدمها الرئيس ترمب خلال حملته الانتخابية الأخيرة، إلا أن الوعد الذي أعقب إغلاق صناديق الإقتراع كان الأكثر صعوبة، حيث قال: "إذا لم يتم تحرير الرهائن قبل 20 كانون الثاني/يناير الجاري (التاريخ الذي سيدخل فيه للبيت الأبيض) فستكون هناك عواقب جهنمية على الشرق الأوسط".
ومقابل تهديد الرئيس ترمب ووعيده، يصر نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف الحاكم على تحقيق نصر مطلق على الفلسطينيين، الأمر الذي يجعل من المشروع التساؤل: هل ستختلف جهنم ترمب المتوقعة عن جهنم التي عرفها الفلسطينيون على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية؟ وهل هناك ثمة علاقة بين جهنم ترمب الموعودة وغاية نتنياهو في تحقيق نصر مطلق وحاسم على الفلسطينيين؟
وحول جهنم ترمب المتوقعة فقد تناولها المراقبون بكثير من السخرية، لا سيما أن الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، يعيشون حياةً توصف بأنها جهنم بعينها، إذ تلقت غزة على مدى الخمسة عشر شهراً الماضية، ولا تزال، أكثر من مئة ألف طن من المتفجرات أمريكية الصنع، أي بواقع 43 كيلوغراماً تقريباً لكل شخص، وبواقع 278 طناً لكل كيلومتر مربع من مساحة غزة، ما أدى إلى أكثر من مائة وخمسين ألف ضحية من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، هذا إذا اقتصرنا احتساب الخسائر على البشر فقط، وفي هذا الشأن ذكرت مجلة لانست الطبية البريطانية المشهورة في تقرير لها نشر في شهر يونيو/حزيران الماضي أنه من المتوقع أن يكون عدد الشهداء نتيجة عدوان الإبادة الإسرائيلي على غزة حتى تاريخ نشر التقرير قد بلغ 186 ألف شهيد.
وفي هذا الشأن، تساءل عاميت سيغال في مقال له نُشر على موقع القناة العبرية (N12) بتاريخ 9-1-2025: كيف يمكن لترمب صنع جحيم فوق هذا الجحيم؟ وفي معرض إجابته نصح سيغال ترمب بعدم إرغام إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية لغزة كما فعلت وتفعل إدارة بايدن الحالية، ثم السماح لإسرائيل بالسيطرة على جزء من مساحة غزة الجغرافية الصغيرة.
وهنا أضيف على ما قاله سيغال أن ولاية ترمب الثانية، التي ستبدأ بعد أسبوع، لا تبشر بعصر جديد يكون أقل سوءاً من عهد الرئيس بايدن الذي حفر اسم الولايات المتحدة الأمريكية عميقاً في التاريخ ليس كشريك في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني فحسب، بل كفاعل رئيسي في إبادة المبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي، وكمدمر للقانون والقيم الناظمة لحقوق البشر في العيش الكريم.
أما فيما يخص الفلسطينيين، فمن المؤكد أن الرئيس ترمب سيذهب في عدائه وتنكره للحقوق الفلسطينية أبعد مما نصحه سيغال، الأمر الذي يمكن الاستدلال عليه من خلال فريقه للعمل المعروفين بمعاداتهم للإسلام والمسلمين والفلسطينيين ولإيران، والأهم لرؤيتهم لفلسطين من خلال الزاوية الإيرانية، الأمر الذي ينطوي على تهديدات جدية للمسجد الأقصى وللضفة الغربية، وكذلك لإيران كدولة شرق أوسطية.
أما حول النصر المطلق الذي تسعى إليه إسرائيل منذ بدء حربها الإبادية على غزة، فمن جهة لم يحدد نتنياهو معايير هذا النصر المطلق، ومن جهة أُخرى يرى كثير من الخبراء في الأمن القومي الإسرائيلي أن النصر المطلق هدف غير قابل للتحقق في الصراع مع الفلسطينيين، وقد ذهب بعضهم إلى القول علناً إن الحرب على غزة قرينة على فشل مقاربة إسرائيل العسكرية.
ما تقدّم يُظهر أن الفلسطينييين في العام الجاري 2025، أي في السنة الأولى من ولاية ترمب، سيكونون بين جحيم ترمب الذي بات واضحاً أنه لن يكسر الفلسطينيين، بالرغم مما ينطوي عليه من أثمان باهظة، ونصر نتنياهو المطلق غير القابل للتحقق، الأمر الذي يُعمق من فشل المقاربات العسكرية لكل من إسرائيل ومعها شريكهتا وحاميهتا الأساسية الولايات المتحدة الأمريكية، ويجبرهم على البحث عن مقاربات أُخرى تنتج حلولاً سياسية يقبل بها الشعب الفلسطيني.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
قد تتوقف الإبادة ولكن !
بهاء رحال
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة
دلال صائب عريقات
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
عبدالله جناحي
جابوتنسكي ونظرية الأمن الإسرائيلي
أسماء ناصر أبو عيّاش
هل كانت لداود مملكة في هذه البلاد؟!
تيسير خالد
منطق استعماري قديم
حمادة فراعنة
الأسرى يتعرضون للتنكيل والتعذيب الدائمَين
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
كاتس: لن تتحمل أي جهة عربية المسؤولية بغزة طالما لم نهزم حماس
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
نذر فوضى عالمية...سموتريتش وترمب.. تلاقح الأفكار والخرائط
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
الأكثر قراءة
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
"الاتصالات" تحذّر من توقف تدريجي للخدمة في غزة بسبب نفاذ الوقود
الجيش الإسرائيلي: امرأة وابنها قتلا في "غلاف غزة" في 7 أكتوبر بنيران قواتنا
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
مجلس النواب الأميركي يصوّت بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 408)
شارك برأيك
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"