حديث القدس
الانقسام المدمر والمخجل مستمر منذ سنوات طويلة، وطيلة هذه الفترة وحتى اليوم وغداً، نستمع الى اطراف الانقسام وهي تصرح وتناشد وتدعو الى استعادة الوحدة دون ان يتحقق شيء ميدانياً، وانما العكس تماماً، حيث نسمع تبادلاً للاتهامات والاجراءات واحياناً الاعتقالات التي تعمق الانقسام والتباعد بين الطرفين. ومما يزيد الامور تعقيداً واساءة للشعب والقضية، ان كل طرف يتمسك بموقعه الجغرافي والسياسي، حتى صارت غزة والضفة امارات ومناطق سيطرة ونفوذ لهذا الطرف أو ذاك، وصار التباعد الجغرافي وسيلة لانفراد كل طرف في «حدوده».
لقد دعا الرئيس ابو مازن الفصائل كافة الى العودة فوراً لحوار جاد على مدار الساعة لانهاء هذا الانقسام، وذلك في كلمته لدى افتتاح اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح. وحركة فتح كانت وما تزال القائدة والرائدة للعمل الوطني واجتماع مجلسها الثوري يجب ان يشكل في هذه المرحلة بالذات، نقطة انطلاق نحو استعادة الوحدة، وان يتخذ القرارات اللازمة في سبيل ذلك.
وفي هذا السياق واذا ظل كل طرف متمسكاً بمواقفه، فإن الحل المنطقي المطلوب، هو الاحتكام الى الشعب ليقول كلمته ويحسم الموقف، وذلك لن يتحقق الا بالانتخابات الرئاسية والتشريعية في كل من الضفة والقطاع في وقت واحد. ولقد كنا على ابواب بعض هذه الانتخابات ولكن للأسف تم تأجيل ذلك بذرائع ومبررات غير منطقية ولم يتم تحقيق ما قيل في حينه من الاعلان عن موعد قريب لاجراء تلك الانتخابات المؤجلة.
ان الاحتلال لا يتوقف عن ممارسات كل أطماعه التوسعية سواء بالاستيطان أو مصادرة الاراضي وهدم المنازل، واذا كان المجلس الثوري لحركة فتح يجتمع تحت شعار «القدس عاصمتنا وعنوان هويتنا وحرية شعبنا» فإن القدس اكثر من غيرها تعاني من غطرسة الاحتلال ومساعي التهويد والتهجير التي يقوم بها، ولا يقف في وجه هذه الغطرسة بالعاصمة الموعودة، سوى صمود أهلها وشعبها واستعدادهم للتضحية والنضال وتعزيز وجودهم وثباتهم فوق أرضهم وحماية مقدساتهم التي تتعرض للانتهاكات وآخرها ما قام به هذا المستوطن المفرط بالعنصرية يهودا غليك من اقتحام مع عدد من اتباعه للحرم القدسي الشريف.
المطلوب انهاء الانقسام فعلاً وليس قولاً، وأية دعوة للحوار ستكون مجرد كلام في الهواء اذا لم ترافقها مواقف واتصالات ولقاءات عملية من اجل تحقيق ذلك، فهل من يسمع ويستجيب لمطالب الشعب ام اننا سنظل نستمع للكلام المكرر والذي لم يعد أحد يهتم به ؟!
شارك برأيك
المطلوب أفعال وليس مجرد الدعوة للحوار