بث الفيديوهات من قبل حماس وتحديداً الأخير يوم السبت يتزامن مع حراك أهالي الأسرى أثار ردود فعل قوية في الشارع الإسرائيلي. عائلات الأسرى الإسرائيليين طالبت بصفقة فورية، ودعت إلى مظاهرات في تل أبيب والقدس للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل مع حماس بعد عرض الفيديو الخاص بالأسيرة ليري الباج رسائل كثيرة من حيث الشكل والمضمون ومع الضغط العسكري على قطاع غزة من استمرار وإيلام الحاضنة الشعبية كان الفيديو نفس الإيلام للشارع الإسرائيلي، قالت عائلة الأسيرة ليري الباج تعليقاً على الفيديو بفزع ولا نتمكن من التنفس .

الاحتجاجات اشتعلت في الشارع الإسرائيلي، حيث اتهمت المعارضة وأهالي الأسرى نتنياهو بعرقلة التوصل إلى صفقة مع حماس خوفًا من انهيار حكومته، وسط تهديدات من وزراء متطرفين بالانسحاب من الائتلاف الحكومي حال حدوث ذلك.

وحسب قناة كان العبرية أكثر فيديو للذراع العسكري لحماس يؤثر في إسرائيل منذ بداية الحرب، لعدة أسباب :

- إنها مجندة من المراقبات اللواتي تم أسرهن، وكان هناك جدل بشأن التسجيلات المقدمة لعوائلهن حول آخر التسجيلات قبل الأسر.

-لأنها ظهرت بموقف ضعيف جدًا، وهذا يكسر المجندات والجنود في الميدان، ويشكل ضغطًا على السياسيين والعسكريين أكثر من غيرهم.

عشرات الآلاف من الإسرائيلييين يتظاهرون في تل ابيب للمطالبة بالتوصل إلى صفقة تبادل مع قطاع غزة، وإنهاء الحرب والانسحاب الكامل. زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد شارك في المسيرة، وقال: الفيديو الذي شاهدناه اليوم يجب أن يهز الدولة، أسرانا يموتون في الأنفاق كل يوم مجدداً من البرد، والرطوبة، والجوع، واليأس.

في الآونة الأخيرة، قامت حركة حماس ببث فيديوهات لرهائن إسرائيليين، ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية. هذه الفيديوهات تضمنت رسائل موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأهالي الأسرى، ما أثار تساؤلات حول دوافع حماس وتأثير هذه الفيديوهات على المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

الأسباب والدوافع:

1.  الضغط على الحكومة الإسرائيلية: تهدف حماس من خلال بث هذه الفيديوهات إلى ممارسة ضغط نفسي وسياسي على الحكومة الإسرائيلية. الرسائل التي وجهها الرهائن تهدف إلى إثارة الرأي العام الإسرائيلي ودفع الحكومة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الأزمة.

2. التفاوض على صفقة تبادل : تسعى حماس إلى استخدام الرهائن كورقة تفاوضية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية. بث الفيديوهات يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجية تهدف إلى دفع إسرائيل إلى التفاوض على صفقة تبادل أسرى.

  3 . إظهار القوة والسيطرة: من خلال بث هذه الفيديوهات، تسعى حماس إلى إظهار قوتها وسيطرتها على الوضع، ما يعزز من موقفها أمام جمهورها وأمام الأطراف الدولية.

التداعيات السياسية:

1. تأثير على الرأي العام الإسرائيلي:  بث الفيديوهات أثار مشاعر الغضب والخوف بين أهالي الأسرى والرأي العام الإسرائيلي. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة.2.   تعقيد المفاوضات : قد يؤدي بث الفيديوهات إلى تعقيد المفاوضات بين حماس وإسرائيل، حيث يمكن أن تزيد من التوترات وتقلل من فرص التوصل إلى اتفاق سريع.

3.  تأثير على العلاقات الدولية : بث الفيديوهات يمكن أن يؤثر على العلاقات الدولية لإسرائيل وحماس، حيث يمكن أن يؤدي إلى تدخلات دولية أو ضغوط من قبل الأطراف الدولية لحل الأزمة.

المستقبل والتوقعات:

1.  استمرار الضغوط : من المتوقع أن تستمر حماس في استخدام الفيديوهات كوسيلة للضغط على الحكومة الإسرائيلية، ما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى تصاعد التوترات.

2 احتمالات التوصل إلى صفقة: على الرغم من التوترات، قد تؤدي الضغوط المتزايدة إلى دفع الأطراف إلى التفاوض والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، خاصة إذا تدخلت أطراف دولية للوساطة.

3.  تأثير طويل الأمد: بث الفيديوهات يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على العلاقات بين حماس وإسرائيل، حيث يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في استراتيجيات الطرفين وتعزيز الجهود الدبلوماسية لحل النزاع.

بث الفيديوهات من قبل حماس قد أثار بعض التحركات في الشارع الإسرائيلي، ولكن تأثيرها الآن قد يدخل إسرائيل في انقسامات حادة، ومنذ عام كان الحراك الشعبي ضعيف لأسباب  في إسرائيل:

1.   التعب العام : بعد سنوات من الصراع المستمر، يعاني الشارع الإسرائيلي من تعب عام وإرهاق نفسي. هذا يجعل الناس أقل استعدادًا للمشاركة في احتجاجات واسعة النطاق.

2.   الثقة بالحكومة: رغم الانتقادات الموجهة للحكومة، لا يزال هناك جزء كبير من الإسرائيليين يثقون في قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة. هذا يقلل من الدافع للخروج إلى الشوارع.

3.   الانقسامات الداخلية: هناك انقسامات داخلية بين مختلف الفئات في المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك الانقسامات بين العلمانيين والمتدينين، وبين اليسار واليمين. هذه الانقسامات تجعل من الصعب تنظيم حراك شعبي موحد.

4.   الضغوط الاقتصادية: الأوضاع الاقتصادية الصعبة تجعل الناس أكثر انشغالًا بتأمين احتياجاتهم اليومية، وأقل اهتمامًا بالمشاركة في الاحتجاجات.

5.   الدعم الدولي: الدعم الدولي المستمر لإسرائيل، خاصة من الولايات المتحدة، يعزز من موقف الحكومة ويقلل من تأثير الضغوط الداخلية.

وأخيراً ملامح الصفقة/ التبادل باتت قريبة، والمفاوضات تشهد حرباً سياسية لا تقل عن الحرب العسكرية بالرغم من هناك آراء تقول ان نتنياهو ليس جدياً، والبعض يقول أنه يريد المرحلة الأولى ويحاول أن يسوق أن حماس الآن وصلت إلى مرحلة العزلة والضعف، وقد حان موعد الصفقة تحت بند وقف القتال التام مخرجاً لمصطلح إنهاء الحرب .

بث الفيديوهات من قبل حماس يمثل جزءًا من استراتيجية معقدة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية. هذه الفيديوهات أثارت جدلاً واسعًا وأثرت على المشهد السياسي والأمني في المنطقة. من المهم متابعة التطورات المستقبلية لفهم تأثير هذه الفيديوهات على العلاقات بين حماس وإسرائيل وعلى الوضع الإقليمي بشكل عام.