Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 07 يناير 2025 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية؟

من وجهة نظري، كانت موافقة الحزب، على ما وافقت عليه الدولة اللبنانية، القرار الأممي 1701، دون الرجوع لمجلس الأمن الدولي الذي أصدر هذا القرار، وقبول تشكيل لجنة إشراف على آليات تطبيقه من لون سياسي واحد، خطأ وقع فيه الحزب، بغض النظر عن رؤيته، بأنه لا يريد أن يقوض الوحدة الوطنية والداخلية اللبنانية، لأن المتربصين بالحزب والمقاومة في الداخل اللبناني، كثر "القواتية" و"والجعجعية" وأطراف وازنه في المعسكر السني، فاللجنة المشرفة، هي من لون سياسي واحد، أمريكا وفرنسا، ليس فقط منحازتين لإسرائيل، بل شريكتين  في مشروعها ومخططها، ونتنياهو يتصرف في  فترة الهدنة، وكأن وقف إطلاق النار غير موجود، ولا يعير أي اهتمام للجنة الإشراف ويستخف بـ" اليونفيل"، والجيش اللبناني، ومنذ اللحظة الأولى التي جرى فيها  توقيع الإتفاق، عمد نتنياهو وجيشه إلى خرقه، قصف ونسف وتدمير وقتل وجرح وتوغل، ابعد من القرى والبلدات الجنوبية، ليصل الأمر إلى قصف البقاع والمعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، وهو يسعى بذلك وخاصة بعد التغيرات الجيواستراتيجية التي حصلت في سوريا، إلى ما هو أبعد من تحقيق أهداف عسكرية وأمنية، بل فرض وتكريس معادلات ردعية جديدة، تقوم على اساس المعركة بين حربين، تلك المعادلة التي عمل بها في سوريا قبل سقوط النظام السوري السابق، حيث كان طيران الاحتلال ومدفعيته، يواصلان قصف الأراضي وأهداف في سوريا بشكل شبه يومي، بدون أي رد من الجيش السوري، سوى اللازمة المعهودة المملة والممجوجة، نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، ولذلك نرى نتنياهو وصلت خروقاته للهدنة التي ستستمر 60 يوماً لأكثر من 380 خرق، يسرح ويمرح فيها كما يشاء في الأراضي اللبنانية، يدمر وينسف قواعد وبنى ومخازن عسكرية للحزب والمقاومة، والحزب يقول بأنه سيعطى فرصة للجيش والدولة اللبنانية، كي يمارسوا دورهم في الطلب من راعي الإتفاق ومن المجتمع الدولي والعديد من الدول العربية والإقليمية بالضغط على إسرائيل من أجل وقف خروقاتها للاتفاق ، ولكي يثبت للدولة اللبنانية، وكل الأطراف التي تحرض على الحزب والمقاومة، بأن المجتمع الدولي والضغوط الخارجية، لن توفر الأمن للبنان، وأن لبنان بدون المقاومة ستبقى أرضه محتلة، وأجواؤه ومياهه الإقليمية مستباحة، وتحقق إسرائيل مكاسب إضافية، للمكاسب التي تمتعت بها طوال 18 عاماً خارج القرار الأممي (1701 )، فهي استمرت في خرق الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية، ولم تنسحب من الجزء اللبناني من قرية الغجر، ولا النقاط الثلاث عشرة المختلف عليها ، ولم تلتزم بوضع مزارع شبعا اللبنانية في عهدة الأمم المتحدة للبت في مصيرها، رغم لبنانيتها.


نتنياهو ووزير حربه ورئيس اركانه وقائد المنطقة الشمالية، يقولون بشكل واضح ، سنستمر في عمليات القصف والتدمير والإقتحام والتوسع فيها، حتى يتم القضاء على قدرات حزب الله العسكرية والتسليحية.

وحتى بعد انتهاء مدة الشهرين، فهو يرى بأن تلك المدة غير كافية، وربما يحتاجون إلى شهرين أو أكثر، من أجل تدمير ونسف ما تبقى من بنى وهياكل وقواعد عسكرية وأنفاق للحزب في الجنوب، وإسرائيل على لسان قادتها العسكريين قالوا بشكل واضح، بأن هناك ثلاثة أسباب ستؤخر انسحابها من جنوب لبنان وتطبيق اتفاق الهدنة على طريق التحلل من الاتفاق بمشاركة وموافقة أمريكية وفرنسية، وأول هذه الأسباب كما تقول بأنها ستستكمل تدمير الأنفاق والتحصينات العسكرية والأنفاق التي أقامها وحفرها الحزب، وثانيها أنها تريد بناء نظام دفاعي وتحصينات وأنظمة إنذار ومراقبة متطورة، وثالثها أن الجيش اللبناني لا يمتلك لا الإمكانيات العسكرية ولا اللوجستية ولا البشرية، لكي ينتشر في الجنوب.


 وأضح بأن إسرائيل تريد التحلل من الاتفاق على ضوء المتغيرات الجيواستراتيجية في سوريا، وبعد إقفال خطوط إمداد الحزب من السلاح الإيراني عبر سوريا، وكذلك خضوع المطار للرقابة والسيطرة الأمريكية، حيث جرى قبل يومين تفتيش دقيق لطائرة لبنانية عائدة من إيران، نقلت حجاجاً لزيارة العتبات المقدسة، وهذا التفتيش استهدف مواطنين لبنانيين من طائفة واحدة دون غيرها من الطوائف، وبموافقة وزير الداخلية المتواطئ والمشارك في العملية بسام مولوي، ووسائل إعلام عربية ولبنانية مشبوهة، وسبق ذلك تفتيش لدبلوماسي إيراني، دون غيره من الدبلوماسيين التابعين لدول أخرى، حيث أن عمليات التفتيش تلك تنطلق، بأن هذا ليس بالممكن لو كان الحزب بعافيته، وترى أطراف لبنانية وعربية ودولية، بأن الحزب قد هزم في المعركة مع إسرائيل، وهي تتصرف على هذا الأساس، وتعمل على إشاعة مناخات الإحباط والهزيمة. 


أول من أمس السبت كانت هناك كلمة للأمين العام للحزب نعيم قاسم، في الذكرى الخامسة لإرتقاء سليماني وأبو مهدي المهندس، وفي تلك الكلمة، عندما تقرأها بعمق وتمعن، تصل إلى قناعة تامة بأن الحزب بات أقرب إلى التحلل من الاتفاق، وما يجري من خروقات للاتفاق تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء، ولم يعد يجدي معها لا الصبر ولا السكوت عليها. صحيح أن المقاومة في لبنان، هي من منعت تنفيذ المشروع والمخطط الإسرائيلي في لبنان، على غرار ما جرى في سوريا، وصحيح أن المقاومة والحزب لم يهزموا، وكل ذلك حسب قول نعيم قاسم، حيث أن اسرائيل في عام 1982 وصلت الى قلب بيروت في عدة أيام، ولكنها في معركة "أولي البأس" والتي اعتبرها ولادة مباركة على لبنان العصي على الكسر، لم تستطع خلال 64 يوماً أن تتقدم سوى مئات الأمتار برياً على حواف القرى والبلدات اللبنانية الحدودية، وكذلك مستوطنو المستوطنات الشمالية، على لسان قادتهم، قالوا إن الإتفاق مع الحزب سيء، وهم لن يعودوا الى مستوطناتهم، ويشعرون أن الحكومة والجيش لن توفر لهم لا الأمن ولا الأمان.


الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم قال" إن صبر المقاومة مرتبط بقرارها بشأن التوقيت المناسب الذي تواجه فيه العدوان الإسرائيلي وخروقاته.


قاسم عندما يسمع إلى ما قاله الرئيس الأمريكي بايدن بأنه لا إعمار بدون سحب سلاح الحزب، وعندما يقر صفقة أسلحة لإسرائيل بحوالي 8 مليارات دولار، فهو يدرك أن رأس الحزب وبقية أطراف المحور رأس وأذرع مطلوبة، ولذلك بشأن الهدنة المؤقتة والخرق المستمر لها من قبل إسرائيل لفرض وقائع جديدة وقواعد ومعادلات ردعية جديدة، هو يقول أن قيادة المقاومة هي التي تقرر متى تقاوم وكيف تقاوم وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدمه، وأضاف أنه "لا يوجد جدول زمني يحدد ما تقوم به المقاومة، لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء الـ60 يوما للاتفاق، قلنا إننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأن"قيادة المقاومة هي التي تقرر متى وكيف ترد على الجيش الإسرائيلي، وصبرنا قد ينفد قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً.


واضح أن اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب يترنح، وذاهب نحو الانهيار الشامل، فإسرائيل وأمريكا ومعها حلفاء غربيون ومحور عربي مطبع، يعتقدون بأن الفرصة سانحة لتحقيق مشاريعهم ومخططاتهم في المنطقة، بتقسيم المقسم من الوطن العربي على خطوط المذهبية والطائفية والعرقية والأثنية، وبالمقابل، يرى المحور رغم كل الضربات التي تلقتها بعض اطرافه، ولكنه قادر على الصمود وإلإفشال لهذه المشاريع والمخططات، بل وتحقيق إنجازات وانتصارات. الأيام القادمة بعد تولي ترامب للحكم، ومصير الرئيس اللبناني القادم، هل سيجري انتخابه أو ستؤجل عملية الانتخاب، وهوية الرئيس المنتخب ستحدد الوجه والاتجاه.


دلالات

شارك برأيك

هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية؟

المزيد في أقلام وأراء

سيكولوجية المجموعة في فلسطين: درع النضال وسيف الانقسام

د.سماح جبر

يوم الشهيد الفلسطيني.. كل أيام السنة

حديث القدس

بوابات حديدية وحواجز عسكرية

بهاء رحال

"فتح" .. هل ما زالت مؤهلة لقيادة المرحلة؟

د. فوزي علي السمهوري

فوضى العبث في مخيم جنين

حمادة فراعنة

تحريض إسرائيلي سافر على إبادة الضفة الغربية

حديث القدس

مبادرة عرجاء

حمادة فراعنة

هل من كلمة سواء لصون مصيرنا الوطني؟!

جمال زقوت

التغير المناخي والإنسانية المنسيّة في فلسطين

فادي أبو بكر

باختصار.. من أجل أن نكون بخير

مروان أميل طوباسي

شرق أوسط 2025.. بين الاحتمالات والتحديات الكبرى

د. روان سليمان الحياري

تواطؤ أم غسيل دماغ؟ لماذا نسكت عن المظالم؟

سماح جبر

شرق أوسط 2025 .. بين الاحتمالات والتحديات الكبرى

د. روان سليمان الحياري

المعادلة الأهم: حياة البشر

حديث القدس

رغبة نتنياهو في استمرار حرب الإبادة

بهاء رحال

المُخيّم أرضُ الرّماد المُتفجّرة

المتوكل طه

كيف تتكامل شخصية الإنسان تربوياً

د.غسان عبد الله

هل تقع الصفقة ؟

حمادة فراعنة

حتى لا ندخل الحقبة الإسرائيلية

د. أحمد رفيق عوض

قراءة في مشروع إعدام مستقبل غزة

اللواء المتقاعد: أحمد عيسى

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%60

%40

(مجموع المصوتين 364)