أقلام وأراء
الثّلاثاء 07 يناير 2025 10:23 صباحًا - بتوقيت القدس
باختصار.. من أجل أن نكون بخير
ما نحتاجه اليوم هو قراءة نقدية موضوعية وواعية لتاريخنا وتجاربنا، والتعلم من أخطاء سابقة بهدف بناء رؤية واضحة وجريئة تقترن ببرنامج وأدوات عمل دون أوهام، فاليوم ليس الأمس بكل المعايير، وما يصلح اليوم قد لا يصلح غداً. هذا ليس مجرد واجب وطني تقتضية ظروف وتعقيدات المرحلة الراهنة، بل ضرورة استراتيجية لوحدة وبناء مجتمعنا لاستكمال كفاحنا الوطني في ظل عدم توقف الزمن في هذه المتغيرات المتسارعة التي باتت تعصف بمنطقتنا، وبما هو مرشح للاتساع أيضاً من جهة، وأمام انتقال الاحتلال الاستعماري إلى مراحل جديدة متقدمة من سياسات الاقتلاع العرقي والإبادة الجماعية وإلى مخططات "حسم الصراع مبكراً"، بما ينسجم مع مشروع الحركة الصهيونية العالمية، بمساندة تحالف الغرب الاستعماري من جهة أخرى. أمام ذلك، لا يمكن لنا أن نبقى نراوح في نفس المكان، ونُبقي على نفس الأداء دون مراجعات، ودون تقدم سياسي، والاكتفاء فقط بمواقف ردود أفعال أو تكرار التجارب، وكأننا نعيش على كوكب آخر نراقب ما يجري أو كأننا نرغب أن نلدغ من نفس الجحر مراراً. فنحن لسنا بخير، ولا يجوز تغطية الشمس بغربال دون مواجهة الحقائق، ووضع الحلول من أجل الوصول إلى الحرية والكرامة والاستقلال الوطني .
لذلك، فإن المقترحات التالية قد تساهم في اتساع النقاش حول ضرورة اتخاذ إجراءات عدة، أقترح منها ما يلي :
أولاً: ضرورة الأخذ العاجل بوثيقة الشخصيات الوطنية "من أجل الوطن" الصادرة من غزة بتاريخ ١٢/٣١، والموجهة إلى الرأي العام، وبما تتضمنه من مطالبة لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واعتمادها من القيادة السياسية، لقطع الطريق أمام محاولات سياسية غير وطنية يجري الحديث عنها، والعبث فيها تحت مسميات مختلفة تتعلق بترتيبات لاحقة مشبوهة لقطاع غزة، ومن أجل استنفاذ ما يلزم من عمل بكل الطرق لوقف عدوان الإبادة ضد أهلنا في غزة .
ثانياً: وقف الحالة المؤلمة الجارية في مخيم جنين من خلال الوصول إلى حلول تضمن خصوصية مكانة المخيمات، وحقن الدماء فوراً، ووحدة النسيج الإجتماعي الوطني، وسيادة القانون، وتمكين شعبنا من مقاومة الاحتلال والمستوطنين، من خلال التكامل المطلوب مع الدور الوطني لمنتسبي الأجهزة الأمنية ومؤسسات شعبنا، وقطع الطريق على محاولات الاحتلال للاستفادة مما يجري والبناء عليه في مسلسل جرائمه بحق الكل الفلسطيني، والتي يسعى لاستكمالها في كل وطننا .
ثالثاً: عقد لقاء لممثلين عن مراكز الأبحاث والدراسات لعقد ورشة عمل مهنية تخرج بتوصيات محددة على أساس تقديم البدائل والحلول الممكنة من سياسات أمام القيادة السياسية لشعبنا لدراستها، والإقرار بشأنها بجرأة ووضوح، بما تتطلبه الحالة السياسية الراهنة في خدمة استكمال مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي، وتفعيل دور السلطة الوطنية بمرجعية المنظمة التي تشكل إنجازاً كمرحلة للوصول إلى الدولة ذات السيادة .
رابعاً: ضمان فصل السلطات والحرص على استقلاليتها، وعدم تداخل صلاحياتها، لحين التمكن من وجود جسم تشريعي رقابي برلماني وفق القانون، وتعزيز أسس ومفاهيم التعددية وحرية الرأي والرأي الآخر، في إطار البيت الوطني، ولخدمة المصلحة الوطنية العامة، وتقدُم مجتمعنا ومحاربة كل أشكال الفوضى والفساد، كي نكون كما يجب أن نكون .
خامساً: التحضير العاجل لعقد جلسة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني، كأعلى هيئة في منظمة التحرير التي تحتاج منا لكافة الجهود المخلصة لتطوير دورها وبنائها المؤسسي، لترسيخ مكانتها كممثل شرعي ووحيد، والوصول إلى توافقات وطنية سياسية تشكل عناوين للكفاح الوطني وإدارة شوؤن المرحلة تعتمد استقلالية القرار الوطني، وشفافية خدمة المصالح العليا بعيداً عن أية مؤثرات معيقة. وفي حال تعذر ذلك بسبب ظروف أهلنا في غزة، قيام الأخ الرئيس بدعوة اجتماع موسع للأمناء العامين، كما جرى سابقاً، يضاف إليه عدد من ممثلي المجتمع المدني والوطنيين المستقلين وفئات الشباب، للوصول إلى الرؤية والبرامج والأدوات للتعاطي مع كافة الظروف الدولية والإقليمية والمحلية، وتعزيز صمود شعبنا، وذلك لحين التمكن الضروري من إجراء الانتخابات العامة في كل فلسطين، دون إبطاء كحق أساسي لشعبٍ يمثل مرجعية كافة السلطات، وفق النظام الأساسي، ونصوص وثيقة إعلان الاستقلال.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
قد تتوقف الإبادة ولكن !
بهاء رحال
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة
دلال صائب عريقات
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
عبدالله جناحي
جابوتنسكي ونظرية الأمن الإسرائيلي
أسماء ناصر أبو عيّاش
هل كانت لداود مملكة في هذه البلاد؟!
تيسير خالد
منطق استعماري قديم
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
مقتل 5 عسكريين إسرائيليين بمعركة شمال غزة
أبو ردينة: القيادة سعت منذ اليوم الأول لبدء العدوان على قطاع غزة
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
كتيبة جنين والمقاومة في مخيم جنين توافق على مبادرة الوفاق الوطني
الأكثر قراءة
أوسلو تستضيف اجتماعا دوليا لدعم حل الدولتين
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. اتفاق يلوح في الأفق وهذه تفاصيله!
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 413)
شارك برأيك
باختصار.. من أجل أن نكون بخير