فلسطين
الثّلاثاء 07 يناير 2025 8:09 صباحًا - بتوقيت القدس
أحمد غنيم في الذكرى الستين للانطلاقة.. "فتح" نجحت في توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه
خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم- مهند ياسين
التحدي الأكبر أمام "فتح" استعادة وحدة صفوفها وتطوير استراتيجيات وطنية لمواجهة الاحتلال
اتفاق أوسلو لم يحقق الاستقلال بل أصبح قيداً على "فتح" ومنعها من التقدم نحو أهدافها
أدرك عرفات في وقت لاحق أنه كان في طريق مسدود مع القوى الاستعمارية واختار أن يقاوم بأسلوب جديد
لا يمكن لحركة تحرر وطني أن تواصل نضالها من أجل الاستقلال في ظل انقسام داخلي بين قياداتها
نحن بحاجة لمشروع وطني ينطلق من "وحدة الوطن" بكافة الفصائل و"وحدة الشعب" بمختلف توجهاته
في الذكرى الستين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، تُطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل هذه الحركة العريقة في ظل المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية. حركة فتح، التي تأسست عام 1965، كانت ولا تزال تلعب دوراً ريادياً في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، لكنها تواجه اليوم تحديات مصيرية، ما يطرح الحاجة إلى مراجعات شاملة لإعادة صياغة دورها القيادي. عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أحمد غنيم، يعبر عن هذه التحديات والفرص في حديث خاص لـ"ے"، مشدداً على ضرورة استعادة وحدة الحركة الداخلية وتطوير استراتيجيات وطنية متكاملة لمواجهة الاحتلال في ظل التغيرات الدولية.
بدايات الحركة
بدأت حركة "فتح"، كما ذكر غنيم، بفكرة بسيطة لكنها عميقة في مضمونها. هذه الفكرة تمحورت حول "تحرير فلسطين"، وجعل القضية الفلسطينية قضية الشعب الفلسطيني بأسره، وقال: "حركة فتح لم تكن حركة لفئة أو مجموعة، بل كانت حركة لكل الشعب الفلسطيني. ولذلك استطاعت أن تجمع طلاباً وعمالاً وأكاديميين وفلاحين ومختلف فئات المجتمع الفلسطيني".
كان لهذه الفكرة الاستراتيجية أهمية بالغة في توحيد مختلف الأطياف الفلسطينية تحت راية التحرير الوطني، حيث تم تجاهل الاختلافات العقَدية والثقافية التي كانت تفرق بين العديد من القوى الفلسطينية. وقد تمت صياغة الفكرة على أساس من الوضوح: "فلسطين لنا تحت الاحتلال، ومهمة الحركة هي تحريرها من هذا الاحتلال".
الأبطال في الخنادق
وأكد غنيم أن التحولات الثورية التي رافقت انطلاقة حركة "فتح" قد حدثت بفضل قيادة تاريخية وشجاعة، حيث كان الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار"، والشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، والشهيد أبو يوسف النجار، والشهيد كمال عدوان، والشهيد صلاح خلف "أبو إياد" وغيرهم من قادة اللجنة المركزية في طليعة المقاتلين في معركة الكرامة وغيرها من المعارك الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف غنيم: "هؤلاء القادة لم يكونوا في المكاتب، بل كانوا في الخنادق مع المقاتلين، وهذا ما جعل حركة "فتح" تختلف عن غيرها من الحركات السياسية، حيث كانت القيادة نموذجاً للمثابرة والقتال في ميدان المعركة، لا في المكاتب".
هذه القيادة الثورية شكلت عماد حركة "فتح"، وكان لها دور حاسم في صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى دورهم الكبير في تطور استراتيجية الحركة، التي لم تتوقف عن السعي لتحرير الأراضي الفلسطينية من الاستعمار.
محاولات الإضعاف والتموضع تحت اتفاقيات أوسلو
ومع مرور الوقت، بدأت حركة "فتح" تواجه محاولات إضعاف منهجية من قبل القوى الدولية والإقليمية، بهدف تحويلها من حركة تحرر وطني إلى حزب سياسي يهتم بمسائل الحكم المحلي فقط. وهذا التحول كان نتيجة لتجربة اتفاق أوسلو الذي تم توقيعه في التسعينيات، والذي يصفه غنيم بـ"الاتفاق الميت".
ويرى غنيم أن حركة "فتح" في الوقت الذي كانت تسعى فيه للانتقال من مرحلة حكم ذاتي إلى مرحلة الاستقلال الوطني، تفاجأت بإغلاق الكثير من الأبواب في وجهها نتيجة للأطراف الاستعمارية التي كانت تسعى إلى إبقاء الوضع كما هو.
وتابع: "اتفاق أوسلو لم يحقق الاستقلال، بل أصبح قيداً على حركة "فتح"، ومنعها من التقدم نحو الأهداف التي كانت قد حددتها منذ البداية"، وأضاف: "أدرك الرئيس الراحل ياسر عرفات في وقت لاحق أنه كان في طريق مسدود مع القوى الاستعمارية، واختار أن يقاوم الاحتلال بأسلوب جديد، وهو ما أدى إلى استشهاده".
حالة من التحديات الداخلية والجيوسياسية
في الوقت الحالي، تواجه حركة "فتح" حالة من الانقسام الداخلي والصراع على السلطة، الأمر الذي يعوق قدرتها على اتخاذ القرارات المهمة. واعتبر غنيم أن هذه الأزمة الداخلية، التي طالت الحركة على مر السنوات، لا يمكن تجاوزها إلا من خلال استعادة وحدة الحركة داخلياً، بقوله: "لا يمكن لحركة تحرر وطني أن تواصل نضالها من أجل الاستقلال في ظل انقسام داخلي بين قياداتها".
وأكد غنيم أن التحدي الأكبر أمام حركة "فتح" في هذه المرحلة هو استعادة وحدة صفوفها، خاصة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وقال: "نحن أمام حرب إبادة، ويجب أن نكون واضحين مع شعبنا ومع كوادر الحركة. لا يمكن لحركة تحرر وطني أن تحقق الاستقلال دون أن تحقق الوحدة الداخلية".
وأضاف: "نحن الآن أمام واقع صعب؛ حرب إبادة مستمرة ضد الشعب الفلسطيني، مع انقسام داخلي في النظام السياسي، وهذا الواقع لا يمكن تجاهله، ولا يمكن أن نستمر في مواجهته دون توحيد صفوفنا".
استعادة الوحدة الداخلية
وفقًا لغنيم، فإن أول خطوة يجب أن تتخذها حركة "فتح" هي استعادة الوحدة الداخلية، مشيراً إلى أن هذا هو التحدي الأساسي الذي يواجه الحركة الآن، حيث إن القيادة اليوم تعيش حالة من الانقسام، وقال: "لا يمكن لحركة "فتح" أن تواصل دورها الريادي في قيادة المشروع الوطني في حال كانت القيادة نفسها منقسمة. وحدة القيادة ومنهجها وأدواتها هي الأساس الذي مكّن الحركة من قيادة الثورة الفلسطينية، ولا بد من العودة إلى هذا الأساس".
ويستطرد قائلاً: "هذا الانقسام الداخلي يتطلب مراجعة شاملة للهيكل التنظيمي والقيادي في حركة "فتح"، والعمل على بناء قيادة جماعية واحدة تتعاون مع جميع أطياف الشعب الفلسطيني".
بناء وحدة وطنية شاملة
التحدي الثاني، حسب غنيم، هو ضرورة بناء وحدة وطنية فلسطينية شاملة تشمل جميع المكونات السياسية الفلسطينية، بقوله "اليوم، لدينا مكونات جديدة في النظام السياسي الفلسطيني، مثل التيار الوطني، التيار الإسلامي، والتيار الليبرالي. لا يمكن لحركة "فتح" أن تتجاهل هذه الحقيقة. الاعتراف بالآخر هو الطريق الوحيد لتحقيق الوحدة الوطنية، وإنكار الآخر هو وصفة لاستمرار الانقسام".
واعتبر غنيم أن الوحدة الوطنية ليست مسألة شكلية، بل هي الأساس في معركة التحرير الوطني، وقال: "كيف يمكن لشعب فلسطيني يواجه حرب إبادة أن يواجه الاحتلال بقيادة منقسمة؟ هذا غير ممكن".
بلورة استراتيجية وطنية شاملة
أما التحدي الثالث، فيتمثل في بلورة استراتيجية وطنية فلسطينية شاملة، حيث أكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى مشروع وطني ينطلق من فكرة "وحدة الوطن" ويشمل كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية، وكذلك "وحدة الشعب" بمختلف توجهاته السياسية، مشيراً إلى أهمية "وحدة النظام السياسي الفلسطيني" و"وحدة الاستراتيجيات الفلسطينية" التي يجب أن تتوحد جميعها ضمن رؤية شاملة تضمن للشعب الفلسطيني حقه في مقاومة الاحتلال.
السياسة الأمريكية وتهديدات الاحتلال الإسرائيلي
وفي السياق ذاته، أشار غنيم إلى التحولات الجيوسياسية التي تواجه القضية الفلسطينية، خاصة بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشيراً إلى أن سياسات ترمب كانت تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع التطبيع مع الدول العربية وتقديم الدعم المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "الرئيس ترمب اختار دعم الرواية الإسرائيلية بشكل مطلق، ما أدى إلى الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، وهو ما يُضعف الموقف الفلسطيني بشكل كبير".
وحذر غنيم من أن التوسع الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة يشكل تهديداً خطيراً، قائلاً: "إن خطة ترمب تتقاطع مع سياسات حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، التي تسعى لتوسيع حدود دولة الاحتلال على حساب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل وحتى في دول عربية أُخرى مثل لبنان وسوريا، والأردن، ومصر".
النهوض مجدداً
وبالرغم من كل هذه التحديات، لا يزال غنيم متفائلاً بإمكانية نهوض حركة "فتح" من جديد. ويقول: "الشعب الفلسطيني يختزن في داخله قوى خلايا حية قادرة على استنهاض الفعل الفلسطيني، وأنا على قناعة أن حركة "فتح"، التي قامت على فكرة المقاومة، لا تزال قادرة على النهوض مجدداً".
وختم غنيم حديثه بالقول: "بالرغم من الظلام والتحديات التي نواجهها اليوم، فإن الشعب الفلسطيني قادر على النهوض كما نهض بعد النكبة عام ١٩٤٨. حركة "فتح" قادرة على استعادة دورها الريادي في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إذا استعادت وحدة صفوفها".
إن الذكرى الستين لانطلاقة حركة "فتح" تمثل لحظة حاسمة في تاريخ الحركة، وتضعها أمام تحديات ضخمة تتطلب مراجعة شاملة في بنيتها الداخلية وموقفها السياسي. غنيم وغيره من القادة الفلسطينيين يؤكدون أن الطريق إلى النهوض لا يزال مفتوحاً إذا تم العمل على توحيد الصفوف الفلسطينيّة وإعادة بلورة مشروع وطني شامل يضع الوحدة الوطنية في المقام الأول.
دلالات
حازم قبل حوالي 12 ساعة
كيف وحدت الشعب
كبير يا منافق قبل حوالي 22 ساعة
فتح باعت فلسطين
ابن فلسطين قبل حوالي 23 ساعة
قيادتها عميله وخاينه واجهزتها الامنيه عميله للاحتلال والسلطه خانت الشعب وقضت على الشرفاء وفتحت البارات والكازينوهات والمراقص الليليه برام الله سلطه عميله وفاسده والحركه تخدم الاحتلال والسلطه عميله بكل زعمائها واطرافها ومصلحه الشعب
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
"الرئاسة": نشر الخرائط الإسرائيلية مرفوض ولن يحقق الأمن في المنطقة
أحمد غنيم في الذكرى الستين للانطلاقة.. "فتح" نجحت في توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه
قرار قضائي بحجب المواقع الإلكترونية لشبكة الجزيرة
أيرلندا تنضم إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائي
سموتريتش يدعو لإبادة نابلس وجنين بالضفة مثل جباليا بغزة
الأكثر قراءة
بلينكن يقول إنه لا يخشى أن يعتقد العالم أنه دعم إبادة جماعية
قرار قضائي بحجب المواقع الإلكترونية لشبكة الجزيرة
ترامب يقول إنه "أفضل صديق" لإسرائيل على الإطلاق، ويكرر التهديد لحماس
حماس توافق على قائمة من 34 محتجزا قدمتها إسرائيل ونتنياهو ينفي... بحث "اتفاق شامل مرحليّ"
إعلان "حماس" تسليم القاهرة تشكيلة لجنة الإسناد.. كُتّاب ومحللون يُحذرون من غياب التوافق بين الفصائل
الشرطة تباشر إجراءات البحث والتحري في ملابسات وفاة فتاة بنابلس
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 364)
شارك برأيك
أحمد غنيم في الذكرى الستين للانطلاقة.. "فتح" نجحت في توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه