أقلام وأراء
الجمعة 03 يناير 2025 9:25 صباحًا - بتوقيت القدس
مخيم جنين .. نقطة تحول في المشهد الفلسطيني والشرق الأوسط
شهد مخيم جنين مؤخراً أحداثاً دامية أثارت الرأي العام الفلسطيني والعربي، وخلقت جدلاً واسعاً في الشارع الفلسطيني حول أسبابها وتداعياتها المحلية والعربية، فكانت حديث الساعة في سيارات النقل العام، والمقاهي وفي عالم الاخبار يتحدث الكل عنها، ويراقب ما يجري هناك .
وتأتي أحداث المخيم التي لا يمكن عزلها عما يعانيه وفقاً لما يقوله الأهالي في اجتماعاتهم نتيجة سنوات من التهميش والإهمال للمخيم من مختلف الجوانب الاجتماعية والحياتية والخدماتية، مع غياب شبه كامل للسلطة الفلسطينية عن هذه المناطق .
يمكن الإجابة على سؤال: "لماذا الآن وفي هذا الوقت تحديداً جاءت حملة قوى الأمن "حماية وطن"، لفرض النظام والقانون واعتقال الخارجين عنه؟" فإن الإجابة عليه تدخلنا في معطيات ميدانية وإعلامية أوصلت حالة جنين إلى نقطة اللاعودة بعد استيلاء "كتيبة جنين " على مركبتين حكومتين واقتيادهما إلى شوارع المخيم، بالإضافة إلى ممارسات إطلاق النار على مقرات الأمن الفلسطيني في المحافظة، ما دفع السلطة إلى اتخاذ إجراءات جذرية .
وتعد المواجهة في جنين وهي للمرة الأولى منذ سنوات، الأكثر خطورة بسبب التساؤلات التي تثار حول قدرة السلطة على السيطرة، كما أنها قد تكون مؤشراً لما يمكن أن يمتد إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، كما أن العملية تطرح مناقشات حول اليوم التالي لغزة .
وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، ادعت القناة الإسرائيلية i24 الناطقة باللغة العبرية أن بعض الدول العربية، أخبرت مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إعادة ترتيب وتشكيل الشرق الأوسط يكمن في البحث عن خليفة محتمل للرئيس محمود عباس، بسبب سلوك سلطته من جانب، وتقدّمه في السن من جانب آخر، وأنه شخص ذو أفكار تقليدية".
هذه المعلومات مرتبطة بالتجهّز لولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، والتمهيد لسياساته القادمة في المنطقة، ونحن الفلسطينيين لدينا ذكرى سيئة عن ولاية ترامب الأولى، التي أوقفت خلالها عملية التمويل للأونروا، وأغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بعد أن نقل قبل عام السفارة الأمريكية إلى القدس وأعلنها عاصمة لإسرائيل الموحدة، كما أعلن عن " صفقة القرن " للتسوية السياسية مع إسرائيل، وهو ما يرفضه الفلسطينيون لأنها لم تتضمن إقامة دولة فلسطينية وفق الشرعية الدولية .
هذه التطورات التي تجري في الضفة الغربية، لا يمكن عزلها عما يجري في الشرق الأوسط ، بدءاً من قطاع غزة ولبنان وسوريا، حيث تتغير ملامح المشهد السياسي . فالشرق الأوسط يُعاد تشكيله ويجب أن يكون لفلسطين حضور فيه، فمع اقتراب وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما حدث من اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، يجب أن يشمل وقف إطلاق النار الضفة الغربية بكل مكوناتها والالتزام ببرنامج سياسي يكفل للفلسطينيين إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفي ظل هذه القراءة السياسية، فإن المطلوب اليوم هو حقن الدم والعودة إلى طاولة الحوار الوطني الشامل سياسياً بقيادة حركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية. وبالتالي علينا قراءة المشهد الإقليمي وأن لا نكون ضحية تناقضات إعادة تشكيل الشرق الأوسط، ولأجل ذلك يجب وقف نزيف الدم، لأن الاحتلال يريد للمشهد الفلسطيني أن يبقى مفتتاً، ولا يريد أية كينونة سياسية للشعب الفلسطيني.
ختاماً، إن دماء الفلسطينيين أغلى من أن تُراق في صراعات داخلية تخدم الاحتلال أكثر مما تخدم القضية. إن حل الأزمة يتطلب قرارات سياسية شجاعة ونهجاً شمولياً يعالج الأبعاد السياسية والاجتماعية والأمنية. وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح، والالتزام ببرنامج سياسي موحد يحافظ على الثوابت الوطنية، ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
لا إنسانية في قاموس إسرائيل
حديث القدس
دروس "الطوفان" وارتداداته (1).. قول في النصر والهزيمة
د. إياد البرغوثي
أصوات المعاناة من غزة إلى ضمير العالم
بهاء رحال
الإعلام والدبلوماسية
د. دلال صائب عريقات
نظام دمشق بين نارين
حمادة فراعنة
الشخصيات الافتراضية بالذكاء الاصطناعي: استثمار Meta في مستقبل التفاعل الرقمي
بقلم : صدقي ابوضهير / باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
الذكاء الاصطناعي: الأمل التكنولوجي في مواجهة الاحتلال
بقلم عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
د. اياد البرغوثي
النقابة لا النيابة!
ابراهيم ملحم
خلق الذرائع لمواصلة الفظائع
حديث القدس
لنمتلك شجاعة الاعتذار حتى نَجِد لأنفسنا مكاناً تحت الشمس
مروان أميل طوباسي
جنين.. دروس الماضي وأمل الحوار
المحامي محمد هادية
شباب غزة ومنظمة التحرير.. استعادة البوصلة الوطنية في زمن الارتباك
جواد العقاد
الدور التفاعلي لمناهج الدراسات الاجتماعية في المخيمات الشتوية
سارة محمد الشماس
تقليص مساحة غزة وتهجير أهلها.. أخطر المخططات الإسرائيلية
حديث القدس
2024 عام الزلازل و2025 عام الهزات الارتدادية
راسم عبيدات
غزة.. بداية عام جديد والإبادة مستمرة
بهاء رحال
رغم المجاعة.. التكافل في غزة بـ"الرغيف"
ريما محمد زنادة
وكالة الغوث.. ومعركة نزع الشرعية
فتحي كليب
مهابةُ الفكرةِ وهيبةُ المسيرةِ
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
حجب قناة الجزيرة في فلسطين.. محللون يعتبرونها خطوة متسرعة ويطالبون السلطة بالتراجع عنها
قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين
نادي الأسير: المخاطر على مصير د.حسام ابو صفية تتضاعف
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"
"حارس أملاك الغائبين".. الحرامي يسطو على أراضي السكان الأصليين
ارتفاع قيمة ضريبة المغادرة عبر معبر الكرامة
الأكثر قراءة
"سرايا القدس": إنقاذ أسير إسرائيلي حاول الانتحار
نواب في الكنيست يطالبون "كاتس" بتدمير كافة مصادر الماء والغذاء والطاقة في قطاع غزة
قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين
القبض على "عزرائيل" سجن صيدنايا في سوريا
شهادات جديدة لعدد من معتقلي غزة في سجن "النقب"
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"
أسعار العملات
السّبت 04 يناير 2025 10:26 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 349)
شارك برأيك
مخيم جنين .. نقطة تحول في المشهد الفلسطيني والشرق الأوسط