Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 27 ديسمبر 2024 10:16 صباحًا - بتوقيت القدس

هل سيكون 2025 عاماً أفضل؟

قد يقر كثير من المحللين والمتابعين والمؤثرين من الكتاب النشطاء أن العام 2024 لم يكن سعيداً، بل حمل إلى الوطن العربي أنباء لا تسر، وشَهِد دموية تنافس العام 1258 حين احتل المغول بغداد وقتلوا الآلاف ودمروا المكتبات والعمائر والجسور. ويريد كثير من الناس أن ينسوا هذا العام 2024 الذي نعيش نهاياته، وإنني لأرى كثيراً من الوجوه وهي تتنفس الصعداء.


في هذا العام شهدنا امتداد حرب إسرائيل إلى الأمة العربية في لبنان وسورية، واليمن والعراق وإيران. وشهدنا فيه سقوط رموز المقاومة الفلسطينية في غزة وطهران، واستمراراً لمعارك دموية غير متكافئة لا عدداً ولا عدة أو عتاداً. وفشلت فيه المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة. ولم ينحصر العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة بل امتد إلى كل مكان.


فقد وسع الجيش والأمن الإسرائيليان نطاق عملياتهما في غزة. ونجح الوزراء المتطرفون في تسليح المستعمرين من اليهود في أراضي الضفة الغربية، وتوسع معه الاستيطان حيث استبيحت الأرض الفلسطينية، وصارت نهباً للمستعمرين، ورأينا ارتفاعاً في اختراقات المتطرفين لكل من المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في الخليل.


 وزادت حملات الاعتقال لأهلنا في كل مكان في مدن الضفة الغربية خاصة في جنين ومخيماتها والقرى والبلدان المجاورة لهما مثل يعبد وجبع. وكذلك شهدنا معارك في شوارع نابلس، وبالقرب من طولكرم والخليل وغيرها.


وامتد العدوان الإسرائيلي ليتصدى للشباب المقاوم سلمياً داخل الولايات المتحدة في الجامعات، والشوارع.

 وقد سعى اللوبي الصهيوني وأنصاره المتصهينون لمعاقبة الأساتذة والطلبة مشهرة سلاحها القديم المثلوم " اللاسامية"، وفُصِل بعض رؤساء الجامعات. وحوربوا في كل وسائل الإعلام الإلكتروني ونوافذه مثل " تيك توك" و" إنستغرام" وفيسبوك" وغيرها. وجرى زرع الفايروسات على مواقع الكثيرين من المناصرين للمقاومة.


واشتدت الجرائم ضد الإنسانية على الأطفال والنساء والمدنيين، وتشددت الجهات الإسرائيلية في تقنين دخول المستلزمات الحياتية لأهل غزه مثل الطعام والغذاء والدواء والوقود، وقطعت عنهم المياه والكهرباء، وازداد استهداف المستشفيات وطرد السكان من بيوتهم وملاذاتهم عشرات المرات داخل القطاع. واستخدمت القنابل الفتاكة من الطائرات والسفن والدبابات والمسيرات والمدافع بعيدة المدى. ومنع الناس من الوصول إلى الطعام، أو من الدراسة أو ممارسة أي نوع من أنواع الحياة الكريمة.


ولكن هل استطاعت كل هذه الأعمال في نهاية المطاف أن توقف المقاومة أو تنهيها، أو تفرض الاستسلام؟ وفي رأيي أنها لم تفعل ذلك. ولكن يجب أن نقر في الوقت نفسه أن إعجابنا وتقديرنا لكل من يعملون على مقاومة إسرائيل بما تيسر من سلاح قليل، أو من يسعون لاحتواء آثار ذلك العدوان يجب ألا ينسينا حجم المعاناة والخسائر التي يتكبدونها. ونحن نقول لهم بارك الله فيكم، ولكن لم يبق أحد في الوطن العربي قادراً - هذا إن رغب- في مساعدتكم إلا محاولات مهمة وغير كافية من الأردن والسعودية وقطر.


وليس باقي الوطن العربي بأحسن حالاً. فالحرب في السودان لا يدري أحد كنهها ولا أسبابها، ولا يعرف من الطرف الأحق بالدعم. ومأساة الجوع والتشرد داخل مناطق السودان، وحجم الدمار أمر مقلق. وقد خسرت السودان أكثر من ربع مساحتها إلى جنوب السودان. والآن هل سيستمر ديناميك التجزئة والتشظي فيها والتي سُميت "يوماً سلة الطعام العربي"، بينما نرى أن أكثر من مليون شخص منهم مهدد بالموت جوعاً أو من سوء التغذية؟


وماذا آلت إليه الأمور في ليبيا؟ فهل بقيت مجزأة بين حكومة شرعية في طرابلس، وأخرى تقول إنها شرعية في بنغازي، ولربما قوى ثالثة في وسط منطقة الساحل الليبي الممتد لأكثر من (1800) كيلومتر على المتوسط؟


وكذلك نشاهد عبد الملك الحوثي يخطب ويهاجم أعداءه. ولكن لا نسمع الكثير منه عن ضرورة التصالح والوصول إلى سلام، وأن يطمئن أهل اليمن أن بلادهم باقية على وحدتها، وأن ما يفرق سنّتها عن الزيديين فيها خيط رفيع من الخلافات، والتي لم يدركها واحد مثلي زار اليمن مرات، ولم يعرف إن كان جليسه اليمني في صنعاء أو عدن سنياً أو زيدياً؟ ولم يكن يريد أن يعرف.


ولبنان ما تزال الأوضاع فيه غامضة حتى هذه اللحظة. فمنذ وقف إطلاق النار لم نعد نسمع متى ستتفق الأطراف على رئيس جديد للبنان، ولا إذا كان وقف إطلاق النار الحالي سيتحول إلى إنهاء حالة الحرب في جنوبها. ماذا عن مستقبل حزب الله بعد خسارته لقياداته الكارزمية ومحاربيه الأشداء، وما إذا كان حزب "أمل" سيتوسع، أم حزب الله سيقبل أن يكون حزباً لبنانياً آخر؟


ومع نهايات العام 2024، شهدنا التحول الزلزالي في سورية، فخلال بضعة أيام استطاعت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) أن تحرر حلب والمدن المجاورة لها، وأن تنتقل إلى دمشق، وحتى إلى مدن الساحل مثل اللاذقية وقرداحة وطرطوس. ورأينا الرئيس السابق (أو المخلوع) يفر من بلده وفق روايات متعددة إلى روسيا حيث منحه الرئيس فلاديمير بوتين حق اللجوء الإنساني. ورأينا أولاد خال الرئيس أبناء مخلوف من يقتل أو يسجن، ولكن العملية لتحرير الشام من قيادتها أسرة الأسد كانت سريعة وفعالة ومنظمة، ولم ينتج عنها دماء، ولا تخريب للمنشآت ولا اعتداء على الأقليات خاصة أنصار النظام السابق من غالبية العلويين. ومع أن سلوك القيادة الجديدة حتى الآن تميز بالتعامل الإنساني المرتب والمطمئن، يرفض الناس في الوطن العربي أن يصدقوا أن الأمر كله ليس مرتباً من الولايات المتحدة، أو تركيا، وحتى بالاتفاق مع إيران وروسيا، ولذلك يخشون أن يحصل صراع للقوى داخل الأراضي السورية.


وما يزيد التحليل غموضاً، هو بالطبع الهجمات الإسرائيلية الفاتكة بالأسلحة الجوية على المطارات العسكرية في سورية وتدميرها تدميراً شبه كامل، وكذلك المعدات البحرية التي كانت تحت سيطرة الجيش النظامي السوري. والسؤال هو لماذا لم تحتج الدول التي زودت سورية بهذا السلاح كله على قيام إسرائيل بالتدمير الممنهج في الوقت الذي كان ثمن هذه الطائرات والبارجات والمدافع والقذائف والمسيرات غير مسدد بعد؟ ولماذا لم يكن هذا السلاح خطراً على إسرائيل قبل هروب الرئيس الأسد وعائلته من سورية بينما صار تهديداً يجب إزالته الآن؟


وماذا عن مستقبل المنظمات الأخرى مثل داعش أو المليشيات العلوية، أو ما هو مصير منطقة السويداء وجبل العرب حيث يقطن بنو معروف (الدروز) والذين كانوا كارهين للنظام السابق. وماذا عن دخول إسرائيل إلى المناطق معزولة السلاح في الجولان والتي حددت بموجب الاتفاق الذي وقع العام 1974؟ وهل سيصدق الإسرائيليون الوعد بالانسحاب من هذه المناطق؟


وماذا عن أحوال باقي الدول العربية، صحيح أن مصر والأردن دولتان آمنتان، ولكن هناك الكثير من التأويلات الصادرة عن مراكز البحوث الأميركية والإسرائيلية التي تتحدث عن التحديات الاقتصادية والإقليمية التي يواجهها البلدان في ظل زيادة الديون وارتفاع كلف خدمتها. وهل تستطيع هاتان الدولتان الحفاظ على التوازن الداخلي في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت ذات وقع سلبي عميق على اقتصاديهما.


أما دول الخليج، فهي أكثر أمناً واستقراراً، وإن كان العام 2024 مخيباً للآمال من حيث أسعار النفط وتراجع العوائد على الاستثمارات الأجنبية لديها، خاصة لدى المحافظ السيادية، وتراجع معدلات النمو فيها إلى حوالي نصف ما كانت عليه في سنوات سابقة؟ وهل ستستمر في عمليات التحديث وإعادة الهيكلة بحيث تتمكن من تحقيق برامجها الهادفة إلى اليوم الذي يلي انتهاء عصر الوقود الأحفوري، ويبدأ الاعتماد على ذلك التنويع الاقتصادي والتكنولوجي الذي يغني هذه الدول عن النفط وإيراداته.


الأسعار والكميات والتقلبات في أسواق البورصات المالية والسلعية وأدوات الدين العام غير مستقرة ولا واضحة الاتجاه. نرجو أن يصل العالم إلى حالة من التحكم الأفضل في مؤشراته وحدود الذبذبة أو التقلب في الأسعار والكميات. ليس من السهل اختراع الوسائل الداعمة للاستقرار عام 2025، ولكن من يدري هل يفعلها العالم تحت إدارة ترامب وشي وبوتين؟

دلالات

شارك برأيك

هل سيكون 2025 عاماً أفضل؟

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تقطع اوكسجين الحياة عن قطاع غزة

حديث القدس

أما آن لنا أن نغير نشيدنا الوطني؟

زهير الدبعي

نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن

راسم عبيدات

لا يتغير الناس بتغيير ملابسهم أو أسمائهم

حمدي فراج

حديقة السلام في مرتفعات الجولان

جرشون باسكين

اغتيال كمال عدوان!

ابراهيم ملحم

سيمفونية الأمل في قلب الظلام

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

حصاد الذكاء الاصطناعي لعام 2024

التحديات التي تواجه التحول الرقمي في التعليم العربي: رؤية تحليلية مع تطور الذكاء الاصطناعي

الممارسات العدوانية بحق المسجد الأقصى مرفوضة

حديث القدس

أطفالٌ يموتون قصفًا وجوعًا وبردًا

بهاء رحال

الشعب السوري والخيارات الصعبة

المحامي أحمد العبيدي

في ذكرى استشهاد والدي الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة.. "رجل بأمة"

إبراهيم يوسف سلامة

ما بين الحكومة والموظفين والعمال أزمة اقتصادية تتطلب حلولاً عاجلة

شادي زماعرة

من بيت لحم إلى شميينغوى

جودت منّاع

منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل

حديث القدس

رسالة فلسطين في عيد الميلاد

فادي أبو بكر

معركة المواجهة وشروط الانتصار

حمادة فراعنة

احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته

راسم عبيدات

مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!

د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت

أسعار العملات

السّبت 28 ديسمبر 2024 10:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.68

شراء 3.66

دينار / شيكل

بيع 5.19

شراء 5.18

يورو / شيكل

بيع 3.84

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 309)