فلسطين
السّبت 28 ديسمبر 2024 9:30 صباحًا - بتوقيت القدس
“كمال عدوان” آخر فصول الكارثة المحدقة بالشمال
رام الله - خاص ب "القدس" دوت كوم
أين يمكن أن تجد مستشفى، كل من فيه مرضى وأطباء وممرضون ومسعفون، هدفاً عسكرياً، يحاصر ويقصف ويحرق ويقتل ويجرح العديد من أعضاء طاقمه الطبي، على الهواء مباشرة، إلا في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة؟!
أين يمكن أن يحصل كل ذلك دون أن يحرك المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة، وحكومات "العالم الحر" ساكناً لوقف كل هذا القتل والعبث بأرواح الناس ومصائرهم، لا لشيء إلا لأن من يمارس كل هذه الفظائع ويرتكب كل هذه المخالفات الصارخة لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية هي دولة إسرائيل صاحبة الحصانة المفتوحة والدعم غير المحدود من "سيدة العالم الحر" الولايات المتحدة الأمريكية وكل من يسير في فلكها؟!
في زمن النكبة الأولى لم تكن استغاثات وصرخات الضحايا الفلسطينيين تجد طريقها إلى مسامع "العالم الحر" ومؤسساته الوليدة حاملة راية الحرية والعدالة، ولا حتى إلى الأشقاء القريبين والبعيدين، لأنه لم يكن في ذلك الحين لا فضائيات، ولا إذاعات، ولا إنترنت، ولا فيسبوك، ولا واتساب، ولا إكس، ولا إنستغرام تنقل الأخبار والأحداث لحظة بلحظة وبالبث المباشر في الكثير من الأحيان.
والآن، هل يملك "العالم الحر" والمجتمع الدولي، وكذلك الأشقاء والأصدقاء، أية ذريعة لتبرير هذا الصمت الرهيب؟ ألم تصلهم بعد أخبار المذبحة المفتوحة والمتواصلة في قطاع غزة منذ أربعة عشر شهراً؟! ألم يروا كل هذه الدماء والدمار والأشلاء المقطعة؟!
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، هو آخر فصول هذه الكارثة المستمرة منذ عام كامل وشهرين إضافيين، حيث لم تتبق أية حرمات لم تستبح، على أيدي مغول القرن الحادي والعشرين. جيش الاحتلال جعل من مستشفى كمال عدوان عنواناً و"علامة إجرامية" لخطة الجنرالات الرامية إلى محو شمال قطاع غزة بالكامل. فما تفعله دولة الاحتلال هناك منذ شهرين ويزيد أبعد بكثير من مجرد عمليات حربية، لتطهير المنطقة من جيوب المقاتلين الفلسطينيين، بل هي عمليات إبادة واقتلاع ومحو كامل لكل مظاهر الحياة الفلسطينية بتدمير كامل للبيوت وطرد لسكانها الأصليين، تمهيدا لمخططات استيطانية صرح بها أصحابها، ولم تعد خافية على أحد.
إحدى كوادر الطاقم الطبي العامل في مستشفى كمال عدوان، لم يكن أمامها سوى تسجيل رسالة صوتية، توجهت من خلالها بنداء استغاثة أخير إلى كل من يهمه الأمر، من أجل إيصال صوتها و"إخبار العالم بما يتعرض له المشفى، من استهداف بالقصف والرصاص والحصار والقتل، حيث تنتشر الحرائق في كل مكان".
فقد عمدت قوات الاحتلال أول من أمس الخميس إلى إحراق المستشفى بعد أن ارتكبت في محيطها مجزرة مروعة خلفت 50 قتيلاً، بينهم 5 من الكادر الطبي، وهم: طبيب الأطفال أحمد سمور، وأخصائية المختبرات إسراء أبو زايدة، والمسعفان عبد المجيد أبو العيش وماهر العجرمي، وأخصائي الصيانة فارس الهودلي.
هذه الموظفة في المستشفى، وبنبرة تمزج بين الخوف والتماسك، قالت أن قوات الاحتلال تقوم بإخلاء المستشفى من نزلائه وعددهم نحو 90 مريضاً، إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا أيضاً، وبضمنهم مرضى مربوطون بأجهزة التنفس الاصطناعي، أخرجوا إلى باحة المشفى ما يهدد حياتهم بالخطر. كما أكدت أن مصير الطاقم الطبي غير معروف، وأن الدكتور حسام أبو صفية مدير المشفى تحت التهديد وقد يعتقل في كل لحظة".
هذا الصوت/ الاستغاثة وجد طريقه إلى كل وسائل الإعلام، فهل يا ترى وصل مسامع العالم، أم أنه لا يريد أن يسمع، ولا يكترث بصوت الضحايا إلا إذا كانوا إسرائيليين؟!
دلالات
فلسطيني قبل حوالي 12 ساعة
أن سكوت الأنظمة العربية والإسلامية والدولية عما يحدث في غزة من جرائم حرب يدل على خيانتها لمبادئها اوخوف من اسرائيل وامريكا أو السببين معا وحسبنا الله ونعم الوكيل
الأكثر تعليقاً
في ذكرى استشهاد والدي الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة.. "رجل بأمة"
أما آن لنا أن نغير نشيدنا الوطني؟
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
بعد تفجير المقامات في سوريا...الثارات وتصفية الحسابات قد تودي بالإنجازات
نادي الأسير: 88 معتقلة لدى الاحتلال يعشن ظروفا صعبة
الادعاء الإسرائيلي يأمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
الأكثر قراءة
الميلاد المجيد كما يراه المؤمنون.. فرحة غائبة وحزن يسكن القلوب المكلومة
حل الفصائل المسلحة في سوريا.. محاولة لاستعادة هيبة الدولة
لجنة الإسناد المجتمعي.. هل تؤسس للقطيعة بين شطري الوطن؟
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
مخيم جنين.. ارتفاع عدد قتلى العملية الأمنية الفلسطينية إلى 9
منع دخول الفلسطينيين القادمين من سوريا و4 دول إلى مصر
في ذكرى استشهاد والدي الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة.. "رجل بأمة"
أسعار العملات
السّبت 28 ديسمبر 2024 10:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.68
شراء 3.66
دينار / شيكل
بيع 5.19
شراء 5.18
يورو / شيكل
بيع 3.84
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 311)
شارك برأيك
“كمال عدوان” آخر فصول الكارثة المحدقة بالشمال