Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 28 ديسمبر 2024 10:19 صباحًا - بتوقيت القدس

نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن



القيادات الإسرائيلية من نتنياهو إلى وزير حربه، توعدت اليمن بأن يدفع ثمناً باهظاً في ظل تصعيده لحربه الإسنادية بالمسيرات الانقضاضية، والصواريخ الفرط صوتية، بحيث تحولت اليمن إلى ساحة الإسناد الرئيسية في ظل وقف إطلاق النار في لبنان، والتحولات الجيواستراتيجية في سوريا، والضغوط الأمريكية – الإسرائيلية على الحكومة العراقية، بوقف الحرب الإسنادية من خلال الحشد الشعبي، لأن العراق غير قادر على تحمل تبعات عدوان إسرائيلي- أمريكي عليه.

نتنياهو ووزير حربه اللذان توعدا اليمن بمصير كمصير هنية في طهران، وسماحة السيد نصر الله في بيروت، والسنوار في قطاع غزة، وبأن ما سيحل باليمن هو شبيه بما حل بتلك القيادات، من عمليات اغتيال وتصفية، وكذلك استهداف البنى التحتية والموانىء والمطارات ومحطات الطاقة والكهرباء ( أي أهداف اقتصادية ومدنية وخدماتية وحيوية، ناهيك عن السعي لتدمير القدرات العسكرية اليمنية من صواريخ باليستية، ومسيرات انقضاضية.

اليمن في ظل هدوء جبهات الإسناد الأخرى، تحول إلى ساحة الإسناد الرئيسية، حيث زاد من معدلات ووتيرة إطلاقه الصواريخ الفرط صوتية " فلسطين 2"، والمسيرات الانقضاضية "يافا". هذه الصواريخ والمسيرات التي عجزت كل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي والأمريكي بطبقاتها المتعددة في اعتراضها، سواء "القبب الحديدية "، أو "مقلاع داود"، و"حيتس 1 و3 "، ومنظومات "الثاد " والباتريوت الأمريكية، وأقل كلفة لصاروخ اعتراضي يطلق تجاه الصواريخ اليمنية تصل إلى 50 ألف دولار، وأعلاها كلفة يصل إلى 3 ملايين دولار.

هذا التصعيد اليمني قال بشكل قاطع إن الجبهة الداخلية الإسرائيلية باتت مكشوفة أمام الصواريخ والمسيرات اليمنية، وإن الأمن والردع الإسرائيلي قد أصيب في مقتل، وإن الجبهة الداخلية الإسرائيلية باتت تعيش حالة من القلق والخوف، وأصبح حوالي مليوني مستوطن بشكل يومي يتراكضون للملاجىء على وقع صواريخ اليمن الفرط صوتية، ناهيك عن تعطل حركة الطيران في مطار اللد، وما ينتج عن ذلك من خسائر بشرية واقتصادية.

قادة إسرائيل في المؤسستين العسكرية والأمنية، يدركون أن اليمن من الصعب "ترويضه"، أو ثنيه عن الاستمرار في معركته الإسنادية، وأن تدمير قدراته العسكرية والتسليحية ومخزونه من الصواريخ الفرط صوتية والمسيرات الانقضاضية، والقضاء على قادته، غير ممكن عبر الحرب الجوية، بل هذا يحتاج إلى حرب برية، وأن تكون لإسرائيل قواعد عسكرية في دول مجاورة، فبعد المسافة بين اليمن وإسرائيل 2000 كم، يدفع إسرائيل إلى إرسال طائرات مساندة للطائرات الحربية الهجومية من أجل تزويدها بالوقود في الجو، وهذا لا يحقق النتائج المرجوة.

بالأمس، شنت إسرائيل عدواناً واسعاً على اليمن، بمشاركة وتسهيل من القوة البحرية الأمريكية والبريطانية، أثناء إلقاء الإمام عبد الملك الحوثي لكلمته، وقد استهدفت الطائرات المغيرة مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة – ميناء رأس عيسى ومحطات طاقة وكهرباء، وقد تزامن الهجوم مع وجود بعثات أممية في اليمن، منهم مدير منظمة الصحة العالمية، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، وهذا الهجوم الذي عبر بشكل واضح عن عجز إسرائيل عن مواجهة اليمن، كتعويض عن فشلها في التصدي للصواريخ اليمنية الفرط صوتية، ولذلك لجأت لضرب مطارات وموانىء ومحطات طاقة وكهرباء، أي بنى مدنية.

اليمن رد على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق صاروخ فرط صوتي على مطار اللد، ومسيرة انقضاضية على يافا، حيث اعترفت إسرائيل بسقوط 18 جريحاً، حسب ما تقول نتيجة التدافع، ودوماً إسرائيل تتستر وتتكتم على خسائرها.

لا مكان عند اليمنيين لما يعرف بسياسة الصبر الاستراتيجي" الإيرانية"،  ولا سياسة الرد في الزمان والمكان المناسبين، السورية التي اتبعها النظام السوري الراحل، ولا السياسة الانتظارية، والرهان على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، الدولة والجيش والمقامة اللبنانية .

اليمن يترجم قرارته إلى فعل مباشر في الميدان، وكما يقول المأثور الشعبي"اضرب الحديد وهو حامي".

أفيغدور ليبرمان زعيم "إسرائيل بيتنا" في تعليقه على الصواريخ اليمنية الفرط صوتية، قال " اليمنيون الذين يرتدون الصنادل يوجهون بلدًا بأكمله في منتصف الليل إلى الملاجئ".

قادة دولة إسرائيل عسكريون وأمنيون وخبراء وكتاب رأي ومعلقون عسكريون وسياسيون ومتقاعدون في المؤسستين العسكرية والأمنية يعترفون بأمرين: الأول أن لا جدوى من الرهان على فعالية إخضاع اليمن وكسر إرادته لإيصاله إلى مرحلة التخلي عن خيار المواجهة مع إسرائيل، حيث في اليمن قيادة شجاعة وقوات مسلحة عقائدية وحالة شعبية واسعة تحتضن فكرة نصرة فلسطين، والثاني هو أن لا جدوى من الرهان على تعطيل القدرات اليمنية العسكرية التي أثبتت أنها نوعية وشديدة الفعالية وقادرة على الوصول إلى عمق إسرائيل إضافة لقدرتها على مواصلة حماية إنجاز منع السفن المتوجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر.

ما الذي يتوعد به نتنياهو وأركان حربه اليمن في هذه الحرب المفتوحة.. واحداً من خيارين أو الخيارين معاً؟ استهداف مواقع الجيش والبنى التحتية المدنية والاغتيالات على طريقة لبنان، وربما تصل إلى المجازر بحق السكان على طريقة غزة، أو الأسلوبين معاً. وهنا يصبح السؤال المطروح كيف سيتعامل اليمن مع مثل هذه الحرب المفتوحة، هل كما قال سماحة السيد نصر الله ، حرباً بلا سقوف ولا قواعد ولا ضوابط..؟ أم سيبقي على الوتيرة السابقة في الرد والاستهداف؟ المعطيات تقول إن اليمن لم يستخدم كل طاقاته وإمكانياته وقدراته وأوراقه، وأن الرد سيشمل تحديد أهداف في داخل دولة الاحتلال من أجل استهدافها، أي المطار بالمطار والميناء بالميناء ومحطة الكهرباء بمحطة كهرباء، ومنصة غاز مقابل محطة طاقة، والتجمعات السكانية المدنية مقابل التجمعات السكانية. والشيء الجوهري هنا أن اليمن لديه جبهة داخلية صلبة ومتماسكة وعقدية مستعدة لكي تدفع الأثمان، في حين هناك جبهة داخلية إسرائيلية، ترى أن وقف استهدافها بالصواريخ البالستية اليمنية والفرط صوتية والمسيرات، أقصر الطرق لوقفه، هو الذهاب الى صفقة تبادل، ووقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.

اليمن الذي سيوسع بنك أهدافه داخل اسرائيل، يدرك تماماً بأن هذه الحرب العدوانية التي تشن عليه، هي بشراكة أمريكية – بريطانية، وهي من نفذت أكثر من اعتداء على اليمن، ولولا هذا الدعم والشراكة مع الإسرائيلي، لما تمادى في عدوانه وغطرسته سياسياً وعملياً على المنطقة والإقليم واليمن، ولذلك اليمن قال بالفم المليان، إن أي دولة تسهل العدوان عليه أو تشارك فيها، فأراضيها والقواعد الأمريكية الموجودة عليها ستكون عرضة للاستهداف اليمني، وكذلك البوارج والمدمرات الأمريكية لن تكون بمنأى عن الإستهداف اليمني، واليمن هي الدولة العربية الوحيدة التي امتلكت قرارها، وضربت المدمرات والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر وأجبرتها على الفرار، بعد أن اعطبت العديد منها، من روزفلت لنيكولن إلى آيزنهاور، ومن بعدها ترومان.

ولذلك، الشركاء الأمريكان والبريطانيون على وجه التحديد، سيتحملون المسؤولية عن العدوان الإسرائيلي على اليمن، واليمن في حال اشتدت الحرب والعدوان عليه، لن يتردد في اغلاق باب المندب، وأبعد من ذلك إغلاق مضيق هرمز، وهذا يعني إصابة حركة التجارة العالمية وتجارة النفط والغاز خصوصاً بالشلل، وسيؤدي ذلك إلى انهيارات في سوق الطاقة، وارتفاعات فوق الخيال في أسعار النفط، وارتدادات ذلك على أسواق الأسهم والبورصات، بل وعلى أوروبا التي فقدت موردها الروسيّ ولم يبق لديها إلا مصادر التوريد التي تعبر البحر الأحمر.


...........

اليمن لديه جبهة داخلية صلبة ومتماسكة وعقدية مستعدة لكي تدفع الأثمان، في حين هناك جبهة داخلية إسرائيلية، ترى أن وقف استهدافها بالصواريخ البالستية اليمنية والفرط صوتية والمسيرات، أقصر الطرق لوقفه، هو الذهاب الى صفقة تبادل، ووقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.

دلالات

شارك برأيك

نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تقطع اوكسجين الحياة عن قطاع غزة

حديث القدس

أما آن لنا أن نغير نشيدنا الوطني؟

زهير الدبعي

لا يتغير الناس بتغيير ملابسهم أو أسمائهم

حمدي فراج

حديقة السلام في مرتفعات الجولان

جرشون باسكين

اغتيال كمال عدوان!

ابراهيم ملحم

سيمفونية الأمل في قلب الظلام

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

حصاد الذكاء الاصطناعي لعام 2024

التحديات التي تواجه التحول الرقمي في التعليم العربي: رؤية تحليلية مع تطور الذكاء الاصطناعي

الممارسات العدوانية بحق المسجد الأقصى مرفوضة

حديث القدس

أطفالٌ يموتون قصفًا وجوعًا وبردًا

بهاء رحال

الشعب السوري والخيارات الصعبة

المحامي أحمد العبيدي

في ذكرى استشهاد والدي الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة.. "رجل بأمة"

إبراهيم يوسف سلامة

ما بين الحكومة والموظفين والعمال أزمة اقتصادية تتطلب حلولاً عاجلة

شادي زماعرة

من بيت لحم إلى شميينغوى

جودت منّاع

هل سيكون 2025 عاماً أفضل؟

جواد العناني

منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل

حديث القدس

رسالة فلسطين في عيد الميلاد

فادي أبو بكر

معركة المواجهة وشروط الانتصار

حمادة فراعنة

احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته

راسم عبيدات

مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!

د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت

أسعار العملات

السّبت 28 ديسمبر 2024 10:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.68

شراء 3.66

دينار / شيكل

بيع 5.19

شراء 5.18

يورو / شيكل

بيع 3.84

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 311)