صعّدت إسرائيل من سياسات الهدم التعسفية في مدينة القدس، بهدف تهجير المقدسيين وإبعادهم وطردهم عن بيوتهم ومنشآتهم وأراضيهم التي يتشبثون فيها، كونها تمثل رمزاً لوجودهم، وتُعبر عن كبريائهم، كيف لا وهي أرض الآباء والأجداد.
أكثر من ١٢ ألف منزل مدرج على جدول ورزنامة الهدم في سلوان وحدها، ونحو ٢٣ ألفاً من المنازل، مجموع ما تخطط بلدية الاحتلال لهدمه خلال السنوات القليلة المقبلة في عموم محافظة القدس، وكل شيء يتم تحت ستار العدوان الشامل على الوطن، الذي يمتد بفصوله ليشمل مدينة القدس أيضاً، من خلال إجراءات تهويدها الظالمة، وفي مقدمة هذا المسلسل الانتهاكات المتتالية بهدم المنازل وتشريد المقدسيين.
في سلوان وتحديداً حي البستان الذي شكل مصدر ثروة اعتاش منها أهل سلوان في البدايات، حيث عين سلوان التاريخية التي ارتوت منها أشجار البستان فنمت وأزهرت واعطت المكان قيمته وشموخه، أصر الاحتلال على البدء بسياسة هدم ممنهجة لبيوته، الأمر الذي يهدد اكثر من ١٥٠٠ مواطن يسكنون فيه، حيث قامت جرافاته وآلياته العسكرية بهدم سبعة منازل في يوم واحد هو الثلاثاء قبل الماضي، وعادت صباح أول أمس الأربعاء لتواصل عمليات الهدم حيث اقتلعت خيمة البستان التي شكلت معلماً ورمزاً، علق عليها أهالي الحي آمالهم وأمنياتهم، وكانت مركزاً لصمودهم والإصرار على البقاء في هذه الرقعة الأثرية من الأرض، إضافة لهدم مركز البستان الذي تدعمه فرنسا، والذي كان يحتضن المئات من الأطفال، حيث شكّل مساحة متميزة لإطلاق مهاراتهم وإبداعاتهم.
استغلت بلدية الاحتلال ورئيسها حالة الحرب لرفع وتيرة هدم المنازل في القدس، كما جاءت مجزرة الهدم الثلاثاء قبل الماضي في موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك لتخفيف حدة الانتقادات الدولية وانشغال العالم بهذه الانتخابات، ورغم ذلك يصر الوزير المتطرف ايتمار بن غفير على أن عمليات الهدم هي لتنظيم حياة السكان، بزعم هدم المباني غير القانونية، غير المرخصة، وفي حقيقة الأمر فإن المشكلة تتحملها بلدية الاحتلال التي تنتهج سياسة تمييز بين شطري المدينة، حيث تمنح التراخيص للإسرائيليين، وتسمح لهم ببناء المزيد من البيوت والمستوطنات، بينما تحرم المقدسيين من الحصول على التراخيص اللازمة لبناء البيوت، وتفرض عليهم غرامات ومخالفات مالية باهظة، وفي نهاية سنوات من دفع أموال طائلة كرسوم، تقوم البلدية بعمليات الهدم، وفي كثير من الأحيان تفرض عليهم عمليات الهدم الذاتية.
تهدف إسرائيل من وراء هذه العمليات لتهجير المقدسيين، وتفريغ المدينة من اهلها وناسها، وتلك انتهاكات خطيرة تتجاوز كافة الخطوط الحمراء، ويجب التصدي لها بحزم، وعلى كافة المؤسسات الدولية ان تتحرك بسرعة لوقف هذا المسلسل الاجرامي الذي يستهدف حياة المقدسيين، ويهددهم برحيل قسري عن منازلهم وعن حياتهم
شارك برأيك
سياسة هدم تعسفية في القدس