Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 22 ديسمبر 2024 9:09 صباحًا - بتوقيت القدس

الرضيعة عائشة القصاص تجمد جسدها حد الموت

عائشة القصاص، ولدت قبل عشرين يومًا في زحمة الخيام وبداية كانون، خرجت إلى الحياة تضحك بوجه بشوش وقلب يغمره الأمل، ولم تكن حينها تدرك معنى الولادة في أرض يطوقها الجحيم من كل الجهات، فلم يقوَ جسدها الهش الضعيف احتمال صقيع البلاد التي حلّ بها الخراب في زمن الإبادة الجماعية، فماتت بردًا، وذنبها الوحيد أنها ولدت لأم وأب من غزة.


على هذا النحو الذي يعكس حجم الجحيم الذي يعيشه الناس في غزة، ومدى بشاعة الاحتلال وجنوده، ماتت الرضيعة عائشة القصاص ابنة العشرين يومًا، متجمدة من البرد القارس، والمطر الذي هطل على خيام النازحين، فتجمدت أعضاؤهم وغرقوا في وحل المسافة، وطين القدر الذي أثقل ظروف العيش، وسط المعاناة المستمرة، وهم في عراء الخيام التي لا تدفئ الأجساد، ولا تحمي من الصقيع والمطر، ولا تقي من القصف والرصاص.


فصل من المأساة يضاف إلى وقع الإبادة الجماعية في غزة، فالناس بلا مأوى، وقد عاد الشتاء مرة أخرى في تتابع أيام الحرب والمقتلة المستمرة، حيث الوقت جحيم، والزمن بائس، وحيث كل شيء منكس الأمنيات.


عائشة القصاص، ابنة العشرين يومًا لم يكن بوسعها احتمال برد الشتاء، في خيمة على حافة الحدود، وهي واحدة من بين آلاف الأطفال الذين لقوا حتفهم سواءً بالقصف أو بالجوع والعطش، أو بالبرد القارس حيث صقيع ليل غزة لا يحتمله الكبار، فكيف بحال الصغار وهم يولدون في مثل هذه الظروف الصعبة والمأساوية، ولا شيء يتدثرون به في قماط يدفئهم، ولا أغطية تقيهم في ليالي كانون شديدة البرودة.


إنها سلسلة من مآس يعيشها الناس في غزة كل دقيقة وكل لحظة، ولا يزال ضمير العالم عاجزًا عن مواجهة الجناة لوقف إبادتهم، ومنع غطرستهم ولجم تغولهم وتطهيرهم العرقي وحصارهم المستمر، فكل من يشهد هذه الإبادة يعرف كم تقاعس ضمير العالم، وكيف سكتت مواثيق الأمم، وغاب معها صوت العدالة!


عائشة القصاص، رضيعة في يومها العشرين ماتت بردًا، ولم يتحرك ضمير العالم بعد، ولم تستفز الإنسانية تلك المشاهد التي يندى لها جبين الإنسانية. يقول أحدهم: لماذا نسأل عن إنسانية العالم المفقودة؛ ومن نخاطب؟! نحن بإنسانيتنا تجاوزنا فصول الانتظار ولم يتحرك أحد! فكيف نخاطب من هم أدنى إنسانية، وقد ظهروا علينا بأنهم بلا ضمير، مؤثرين الصمت وملتزمين الحياد

دلالات

شارك برأيك

الرضيعة عائشة القصاص تجمد جسدها حد الموت

المزيد في أقلام وأراء

يمكننا تحقيق حل الدولتين ولكن ذلك يتطلب تغيير طريقة تفكيرنا وقيادة الشعبين

جرشون باسكين وسامر سنجلاوي

عندما تصبح جثامين الشهداء هياكل عظمية

حديث القدس

ترامب.. الرئيس القوي

د. ناجي صادق شراب

نحن لا نتضامن مع جنين.. نحن لسنا إلا جنين نفسها!

د. رمزي عودة

الأمن العربي في خطر.. البداية فلسطين والدول المحيطة

فوزي علي السمهوري

الاستيطان والاحتلال والفكر البراغماتي

د. دلال صائب عريقات

دولة الزينكو...

حسام أبو النصر

الذكاء الاصطناعي: أداة ربات البيوت الفلسطينيات في إدارة المنزل وتدريس الأبناء

بقلم : صدقي ابوضهير " باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

من أنا؟ الذكاء الاصطناعي يجيب!

عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

أنفاسٌ مكتومةٌ تحت الركام!

ابراهيم ملحم

أكبر كارثة في العالم ..تحصل في غزة

حديث القدس

التعصب الحزبي.. الكارثة الأكبر التي تهدد القضية الفلسطينية

شادي زماعره

الديمقراطيون".. وتحليل أسباب الهزيمة

جيمس زغبي

سوريا ما بعد الأسد وانعكاساتها على القضية الفلسطينية

فراس ياغي

أهمية "بوصلة فلسطين" في هزيمة "جنرال التجهيل"

د. أسعد عبد الرحمن

الدول العربية المنسية عربياً

جواد العناني

صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة

د. الباقر عبد القيوم على

عندما يتسابق جنود الاحتلال ويتباهون بقتل المدنيين

حديث القدس

غزة بين المذبحة والمأساة.. رؤية الرئيس أبو مازن وإفشال مخططات الاحتلال

إياد أبو روك

وجع غزة غير المسبوق

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 281)