أفادت صحيفة التلغراف يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالهجوم الذي قادته هيئة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة والذي أطاح بالرئيس السوري السابق بشار الأسد وساعد مجموعة متمردة أخرى على الانضمام إلى القتال.

وقال التقرير إن الولايات المتحدة أخطرت جيش الكوماندوز الثوري (RCA)، وهي ميليشيا ممولة من الولايات المتحدة ومقرها قاعدة أميركية في التنف في جنوب سوريا، بأن "يكونوا مستعدين" لهجوم قد يؤدي إلى نهاية حكم الأسد.

وقال بشار المشهداني، أحد قادة جيش الكوماندوز الثوري، لصحيفة التلغراف: "لم يخبرونا كيف سيحدث ذلك. لقد قيل لنا فقط: كل شيء على وشك التغيير. هذه هي لحظتكم. إما أن يسقط الأسد، أو تسقطون أنتم". لكنهم لم يقولوا متى أو أين، قالوا لنا فقط أن نكون مستعدين".

في تشرين الأول، وضعت الولايات المتحدة عدة ميليشيات سنية أخرى تحت قيادة جيش مغاوير الثورة، مما أدى إلى تضخم القوة من 800 مقاتل إلى حوالي 3000. جميع المقاتلين مسلحون من قبل الولايات المتحدة، وتدفع الولايات المتحدة رواتبهم البالغة 400 دولار شهريًا. كما تدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شرق سوريا، لكن جيش مغاوير الثورة هو قوة منفصلة.

وعندما بدأت القوة التي تقودها هيئة تحرير الشام هجومها من محافظة إدلب شمال غرب سوريا وتقدمت جنوبًا نحو دمشق، اتجه جيش مغاوير الثورة شمالًا. ووفقًا لصحيفة التلغراف، تسيطر المجموعة الممولة من الولايات المتحدة الآن على حوالي خُمس أراضي سوريا. تحدث المشهداني للصحيفة من قاعدة جوية سابقة للحكومة السورية كانت تستخدمها روسيا خارج مدينة تدمر.

وقال المشهداني إن جيش مغاوير الثورة وهيئة تحرير الشام كانا يتعاونان أثناء الهجوم وأن الولايات المتحدة نسقت الاتصالات بين المجموعتين من التنف. احتفلت الولايات المتحدة بإسقاط الأسد وأوضحت أنها مستعدة للعمل مع هيئة تحرير الشام على الرغم من حقيقة أن الجماعة هي فرع من تنظيم القاعدة وقد صنفتها وزارة الخارجية كمنظمة إرهابية أجنبية. يوضح تقرير التلغراف أن الولايات المتحدة كانت على علم بالهجوم المخطط له من قبل هيئة تحرير الشام. قال أعضاء RCA إن الولايات المتحدة أبلغتهم بفرصة الإطاحة بالأسد في أوائل نوفمبر، قبل حوالي ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم. قال المشهداني إن الولايات المتحدة تريد من مجموعته الاستيلاء على الأراضي لإبقائها بعيدة عن أيدي داعش، والتي ساعدت RCA الولايات المتحدة في محاربتها في الماضي.

وقد وصل وفد دبلوماسي أميركي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، وذلك في أول تواجد دبلوماسي في العاصمة سورية منذ خروج السفير الأميركي الأخير، روبرت فورد من سوريا يوم 24 تشرين الأول 2011. وسيلتقي الوفد زعيم هيئة تحرير الشام محمد أبو الجولاني، الذي خصصت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأسه. أسس الجولاني فرع القاعدة في سوريا، المعروف باسم جبهة النصرة. وفي عام 2016، غيّر الجولاني اسم جبهة النصرة كجزء من حملة إعادة تسمية العلامة التجارية للحصول على الدعم من الغرب، ودمج المجموعة مع العديد من الفصائل الإسلامية الأخرى لتشكيل هيئة تحرير الشام في عام 2017.