Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الجمعة 20 ديسمبر 2024 8:43 صباحًا - بتوقيت القدس

الغارات الإسرائيلية على اليمن.. "بروفة" بالذخيرة الحية استعداداً لضرب المفاعلات النووية

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

اللواء واصف عريقات: إسرائيل تتعامل مع مسارح العمليات المختلفة كحقول تجارب لاختبار قدرات جيشها وتطوير استراتيجياتها العسكرية

د. عقل صلاح: استهداف اليمن ضمن سياسة إسرائيلية تهدف إلى ضرب كل الأطراف التي تقدم دعماً للمقاومة الفلسطينية

محمد أبو علان دراغمة: الحكومة الإسرائيلية تستخدم الدعم الأمريكي والأوروبي لتبرير عربدتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط

د. جمال حرفوش: اليمن يوفر بيئة عملياتية معقدة جغرافياً تشبه إيران وهو ما يجعل الهجمات الإسرائيلية جزءاً من "تجربة ميدانية"

طلال عوكل: ضرب اليمن يمكن اعتباره "بروفة عملياتية" ويمثل جزءاً من استراتيجية أوسع لتمهيد الطريق لمواجهة مباشرة مع إيران

فايز عباس: خطوة لمواجهة القوة الوحيدة التي تواصل قصف إسرائيل بصواريخ باليستية.. ولا علاقة لها بالتخطيط لضرب إيران

 

 في خطوة تعكس تعقيد المشهد الإقليمي، شنت إسرائيل ضربات جوية على مواقع يمنية، مستهدفة البنية التحتية في الحديدة وصنعاء ومناطق أخرى، بعد ساعات قليلة من قصف يمني على منطقة"رمات غان"، وسط تحذيرات من أن تكون الضربة الإسرائيلية في إطار رسائل ومحاكاة لضربة متوقعة لإيران.


ويعتقد كتاب ومحللون وخبراء ومختصون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذا التصعيد ضد اليمن يأتي ضمن سياق واسع يشير إلى أن تل أبيب تتعامل مع اليمن كساحة لتجارب عملياتية تهدف إلى اختبار جاهزية جيشها لمواجهة سيناريوهات مشابهة في إيران. 


ويشيرون الى أن هذا التصعيد لا يقتصر على البعد العسكري، بل يرتبط أيضاً بمحاولات إسرائيل تثبيت قواعد اشتباك جديدة في المنطقة، سواء من خلال ردع الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية، أو كجزء من استراتيجية أشمل تستهدف محور المقاومة للتفرغ لرأس المحور إيران.

 

إسرائيل تتعامل مع مسارح العمليات المختلفة كحقول تجارب

 

يؤكد الخبير العسكري والأمني اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات أن إسرائيل تتعامل مع مسارح العمليات المختلفة، سواء في فلسطين أو لبنان أو اليمن، كحقول تجارب لاختبار قدرات جيشها وتطوير استراتيجياتها العسكرية. 


ويوضح عريقات أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن تأتي ضمن هذا الإطار، مستفيدة من التشابه العملياتي مع سيناريوهات استهداف أهداف بعيدة مثل إيران، حيث تستخدم الطائرات لضرب مواقع تحتاج إلى التزود بالوقود في الجو والمناورة على مساحات واسعة.


ويشير عريقات إلى أن هناك فرقاً جوهرياً بين استهداف المواقع اليمنية والمفاعلات النووية الإيرانية، فبينما تركز إسرائيل على قصف الموانئ ومحطات الطاقة ومستودعات النفط في اليمن، فإن قصف المفاعلات النووية الإيرانية يتطلب تجاوز عقبات كبيرة، منها الدفاعات الجوية الإيرانية المتقدمة، والمنظومات الرادارية المنتشرة، واتساع المساحات الجغرافية التي تنتشر عليها المنشآت النووية الإيرانية.


ويؤكد عريقات أن هذه العوامل تزيد من شكوك الداخل الإسرائيلي بقدرة سلاح الجو على تنفيذ ضربة فعالة دون دعم أمريكي مباشر، على الرغم من التدريبات المكثفة التي أجراها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك مناورات طويلة المدى فوق البحر الأبيض المتوسط في أكتوبر الماضي، والتي تضمنت محاكاة للتزود بالوقود وضرب أهداف بعيدة.


ويوضح عريقات أن اليمن نجح في تعقيد الحسابات الإسرائيلية بعد قصفه موقعين عسكريين في يافا، حيث اعترف وزير التعليم الإسرائيلي بإصابة مدرسة في رمات غان، وأن الإصابة كانت دقيقة، حيث أحدث الرأس المتفجر للصاروخ دماراً واسعاً، بعكس رواية الجيش الإسرائيلي التي زعمت أن صاروخاً اعتراضياً أصاب المدرسة.


ويشير إلى أن منظومة "حيتس" الإسرائيلية لم تتمكن من اعتراض الصواريخ اليمنية بفعالية، ما يمثل نقطة ضعف تقلق القيادة العسكرية الإسرائيلية وتحد من قدرتها على تصعيد الهجمات ضد اليمن دون مواجهة ردود فعل مكلفة.

ويلفت عريقات إلى أن القصف الإسرائيلي الأخير استهدف البنى التحتية اليمنية بشكل مكثف، بما في ذلك ميناء الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، وجنوب العاصمة صنعاء، حيث قُصفت محطتا ذهبان وحزيز وخزانات الوقود ومحطات الكهرباء، وأسفر القصف عن سقوط تسعة شهداء وثلاثة جرحى وفقاً للبيانات اليمنية.


ويرى أن الرد اليمني على هذه الهجمات جاء واضحاً وحاسماً، حيث أكد أن هذه الاعتداءات لن تثني اليمنيين عن "تأدية واجبهم الديني والأخلاقي" في دعم قطاع غزة والرد على المجازر الإسرائيلية، فيما شددت القوات اليمنية على استمرار عملياتها العسكرية حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ويتم رفع الحصار عنها.


ويعتقد عريقات أن الجيش الإسرائيلي قد يلجأ إلى توسيع نطاق عملياته داخل اليمن، بما في ذلك استهداف مواقع استراتيجية حيوية واغتيال قيادات ومسؤولين بارزين، ومع ذلك، فإن الردود اليمنية الحاسمة وإصرارها على مواصلة دعم المقاومة الفلسطينية يشكلان تحدياً كبيراً أمام إسرائيل، ويزيدان من تعقيد خياراتها العسكرية في المنطقة.

 

 إسرائيل تسابق الزمن لإضعاف اليمن

 

يؤكد الكاتب والباحث السياسي د. عقل صلاح أن الغارات الإسرائيلية على اليمن فجر الخميس، تحمل أبعاداً استراتيجية متشابكة، تهدف إلى توجيه ضربات موجعة لليمن بسبب موقفه المشرف في دعم الشعب الفلسطيني، وقطاع غزة بشكل خاص، في ظل الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023. 


ويوضح صلاح أن إسرائيل تسابق الزمن لإضعاف اليمن، الذي لعب دوراً محورياً في استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ نوعية وأسلحة ثقيلة، ما أربك القيادة الإسرائيلية وأثار قلقاً بالغاً داخل الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب.


ويرى د. صلاح أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربات إلى تشكيل قوة ردع لوقف استهداف الحوثيين للعمق الإسرائيلي بالصواريخ النوعية. 


ويشير صلاح إلى أن نتنياهو، الذي يحاول تعزيز صورته كبطل قومي في الشرق الأوسط، يعتبر الملف اليمني أحد أبرز التحديات التي تواجهه حالياً، إذ إن اليمن، بموقفه الراسخ ودعمه للقضية الفلسطينية، أصبح يشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، خصوصاً بعد الصواريخ التي استهدفت مواقع حساسة في العمق الإسرائيلي فجر الخميس، وأحدثت أضراراً كبيرة.


ويوضح صلاح أن استهداف اليمن يأتي في إطار سياسة إسرائيلية تهدف إلى ضرب كل الدول أو الأطراف التي تقدم دعماً للمقاومة الفلسطينية. 


ويلفت صلاح إلى أن اليمن، إلى جانب دول عربية أخرى كلبنان والعراق، أظهر دعماً غير مسبوق للقضية الفلسطينية خلال الحرب الحالية، ما دفع إسرائيل إلى تكثيف هجماتها في محاولة لإضعاف هذه الجبهات.


 ويشير إلى أن إسرائيل تستفيد من التحالف الدولي الذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية في كانون الأول/ ديسمبر 2023، تحت مسمى "حارس الازدهار"، والذي يضم دولاً أوروبية، حيث يهدف هذا التحالف إلى ردع اليمن ومنعه من مواصلة دعمه للشعب الفلسطيني. 


ويلفت صلاح إلى أن اليمن تعرض لضربات من قبل ذلك التحالف ونفذت عدة ضربات عسكرية على أهداف يمنية بهدف الحد من قدرتها على استهداف السفن التجارية أو العسكرية المتجهة إلى إسرائيل.


ويؤكد صلاح أن هذه التحالفات والاستهدافات المتكررة كبدت اليمن خسائر كبيرة، لكنها أيضاً ألحقت أضراراً اقتصادية كبيرة بإسرائيل والدول الأوروبية والولايات المتحدة. 


ويوضح صلاح أن موقف اليمن المستمر في دعم المقاومة الفلسطينية يمثل تحدياً لإسرائيل، التي تسعى عبر هذه التحالفات إلى عزل اليمن وإضعافه.


ويعتقد صلاح أن نتنياهو يعتمد سياسة فصل الملفات لمعالجة التحديات الإقليمية تدريجياً، ففي البداية، نجح في فصل الملف اللبناني عن القضية الفلسطينية من خلال توقيع اتفاقيات مع لبنان، واليوم، يحاول نتنياهو تكرار السيناريو نفسه مع اليمن والعراق، تمهيداً لضرب إيران دون ردود فعل من حلفائها في المنطقة.


ويشير صلاح إلى أن نتنياهو يحاول من خلال تصعيد الضربات على اليمن إرسال رسائل ردع لكل الأطراف، مفادها بأن أي استهداف لإسرائيل سيواجه بردود فعل قاسية، كما يحاول نتنياهو إسكات كافة الجبهات المفتوحة ضد إسرائيل، بما في ذلك اليمن، لضمان تحقيق أهدافه الاستراتيجية بضرب إيران دون أي مقاومة إقليمية.


ويؤكد صلاح أن إسرائيل تستغل هذه الضربات لتحقيق أهداف داخلية وخارجية، فمن جهة، تسعى إلى تبريد الساحة الداخلية الإسرائيلية عبر توجيه رسائل للمجتمع الإسرائيلي تفيد بأن قيادته قادرة على حماية الأمن القومي والرد على أي تهديدات، ومن جهة أخرى، تحاول إرسال رسائل ردع للدول والأطراف المناهضة لها، مفادها بأن كل من يجرؤ على استهداف إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً.


ويشير صلاح إلى أن نتنياهو يريد من خلال استهداف اليمن تعزيز صورته كزعيم قوي قادر على السيطرة على الأوضاع الإقليمية، خصوصاً في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهه داخلياً وخارجياً.

 

إسرائيل تسعى لتعزيز مكانتها كـ"شرطي المنطقة"

 

 يعتقد الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان دراغمة أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على اليمن ليست مجرد "بروفة" لضرب إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل نفذت عمليات استهداف ضد إيران مرات عديدة سابقاً. 


ويوضح دراغمة أن هذه الضربة تأتي ضمن إطار سياسة إسرائيلية متكاملة تعتمد على تعزيز مكانتها كـ"شرطي المنطقة"، من خلال استهداف دول الإقليم، بما في ذلك اليمن وإيران ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية.


ويشير دراغمة إلى أن هذه السياسة الإسرائيلية العدوانية تأتي بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وبمساعدة من بعض دول الاتحاد الأوروبي، مما يعزز موقف إسرائيل الإقليمي. 


ويشدد دراغمة على أن هذه الهجمات المرتقبة ضد إيران ليست مرتبطة بشكل مباشر بالتغيرات السياسية في واشنطن، لافتاً إلى أن إسرائيل نفذت عمليات استهداف لإيران خلال عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما يدل على أن العمليات العدوانية الإسرائيلية تستند إلى خطط استراتيجية طويلة الأمد وليست رد فعل على تغييرات سياسية أو أحداث بعينها.


ويوضح دراغمة أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن فجر الخميس، بحسب مصادر إسرائيلية، كان جزءاً من خطط معدة مسبقاً وليس مجرد رد فعل على إطلاق الصاروخ الباليستي الذي استهدف العمق الإسرائيلي ووصل إلى وسط فلسطين المحتلة. 


ويتوقع دراغمة أن إسرائيل قد تستخدم أجواء العراق وسوريا لتنفيذ عملياتها العسكرية ضد إيران، ما يشير إلى استمرار استغلالها للفراغ الأمني في المنطقة بعد تدمير القدرات العسكرية للنظام السوري بعد سيطرة النظام الجديد في سوريا 


ويرى دراغمة أن الضربات الإسرائيلية لليمن تأتي تحت ذريعة مواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تنطلق من اليمن دعماً للمقاومة الفلسطينية، إلا أن الهدف الرئيس لإسرائيل هو وقف هذه الهجمات التي أصبحت تشكل تهديداً ملموساً على أمنها القومي.


وفي ما يتعلق بالسيناريوهات المستقبلية، يشير دراغمة إلى أن إسرائيل ستستمر في استهداف اليمن ضمن خطتها لمواجهة ما تعتبره "الظاهرة المتنامية" لدعم اليمن للمقاومة الفلسطينية. 


ويشير دراغمة إلى أن القصف الإسرائيلي لليمن ليس حادثاً معزولاً، وإنما جزء من استراتيجية شاملة تستهدف دول الإقليم، تحت مبرر حماية الأمن الإسرائيلي وردع الهجمات الصاروخية، حيث أن هذه العمليات تعكس السياسة العدوانية الإسرائيلية القائمة على توسيع دائرة الصراع في المنطقة واستهداف الأطراف التي تدعم المقاومة الفلسطينية. 


ويشير دراغمة إلى أن إسرائيل تستخدم الدعم الأمريكي والأوروبي لتبرير عربدتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، في محاولة لتثبيت معادلة ردع جديدة في مواجهة القوى الإقليمية التي تتحدى نفوذها.

 

جزء من استراتيجية أوسع تتعلق بتوازنات القوى الإقليمية

 

يؤكد البروفيسور د. جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل، أن الهجمات الإسرائيلية على اليمن ليست مجرد عمليات معزولة أو موجهة حصرياً ضد الحوثيين، بل تمثل جزءاً من استراتيجية أوسع تتعلق بتوازنات القوى الإقليمية، خاصة في سياق التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران. 


ويرى حرفوش أن هذه الضربات تحمل أبعاداً متعددة، قد تشمل اختبار قدرات إسرائيل العملياتية، وتوجيه رسائل ردع إلى حلفاء إيران في المنطقة.


ويعتقد د. حرفوش أن اليمن يوفر بيئة عملياتية معقدة جغرافياً تشبه إيران، وهو ما يجعل الهجمات الإسرائيلية جزءاً من "تجربة ميدانية" لاختبار جاهزيتها العملياتية في مثل هذه الظروف. 


ويوضح حرفوش أن هذه العمليات تهدف إلى تقييم قدرات الحوثيين، المدعومين من إيران، في التعامل مع هجمات جوية متقدمة، بالإضافة إلى جمع وتحليل المعلومات الدقيقة حول الأنظمة الدفاعية وشبكات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يمتلكها الحوثيون، وهي قدرات مماثلة لتلك الموجودة لدى حلفاء إيران الآخرين.


ويشير حرفوش إلى أن هذه الضربات الجوية تمثل فرصة لإسرائيل لتقييم تأثيرها على تعطيل شبكات الصواريخ والطائرات المسيرة، ما يعكس استعداداً لضرب أهداف مماثلة في إيران إذا تطلب الأمر.

ويؤكد حرفوش أن توقيت هذه الهجمات يلعب دوراً حاسماً، حيث جاءت في فترة انتقالية بين إدارة أمريكية منتهية وأخرى جديدة بقيادة دونالد ترمب. 


ويشير حرفوش إلى أن إسرائيل استغلت هذا الفراغ السياسي لتثبيت وقائع جديدة على الأرض دون مواجهة اعتراضات كبيرة من الإدارة الأمريكية، خاصة أن إدارة بايدن كانت أكثر تحفظاً في دعم العمليات الإسرائيلية الواسعة النطاق.


ويوضح حرفوش أن الضربات الإسرائيلية تحمل رسالة مبطنة لإيران وحلفائها في المنطقة، مفادها بأن إسرائيل مستعدة للذهاب بعيداً في ردع أي تهديدات، وأنها قادرة على تنفيذ عمليات نوعية في مناطق بعيدة، مما يعزز مكانتها كقوة إقليمية لا تتهاون مع خصومها.


ويشدد د. حرفوش على أن هذه العمليات لا يمكن عزلها عن الصراعات الإقليمية الأكبر، حيث تستهدف إسرائيل من خلالها محور المقاومة بشكل أوسع. 


ويعتبر حرفوش أن الهجمات قد تكون خطوة تمهيدية لتدخل أكبر في مناطق أخرى مثل سوريا أو العراق، حيث تنشط الميليشيات المدعومة من إيران. 


ويشير حرفوش إلى أن هذه العمليات قد تكون جزءاً من استراتيجية شاملة لكبح نفوذ إيران في المنطقة، مستغلة التوترات المتزايدة مع طهران.


ويوضح أن اليمن يُعد نقطة التقاء مصالح إقليمية ودولية بسبب موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر، وأهميته كممر ملاحي حيوي. 


ويؤكد حرفوش أن استمرار الضربات الإسرائيلية قد يشمل استهداف الموانئ اليمنية، ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، وقواعد عسكرية ومخازن أسلحة، بهدف تعطيل قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات بعيدة المدى ضد الأهداف الإسرائيلية والبحرية.


وفي ما يتعلق بالرد الحوثي، يشير حرفوش إلى أن الحوثيين قد يستخدمون الأدوات المتاحة لديهم، مثل استهداف السفن الإسرائيلية أو تلك التابعة لحلفائها في البحر الأحمر. 


ويلفت حرفوش إلى احتمالية تنفيذ هجمات بحرية أو إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو السفن التجارية والعسكرية، كما أن الحوثيين قد يوسعون نطاق المواجهة إلى العمق الإسرائيلي بالتنسيق مع إيران أو حلفائها، مما قد يشكل تطوراً خطيراً في الصراع.


ولم يستبعد حرفوش أن يستغل الحوثيون الصراع لتوسيع نطاق المواجهة مع دول أُخرى، مثل السعودية أو الإمارات، لزيادة الضغط على التحالف الإقليمي الداعم لإسرائيل.


وحول موقف المجتمع الدولي، يرى حرفوش أن المنظمات الدولية والدول الكبرى قد تتحرك لاحتواء التصعيد عبر فرض قيود دبلوماسية على إسرائيل أو الحوثيين، أو من خلال إطلاق مبادرات وساطة. 


ومع ذلك، يشكك حرفوش في إمكانية نجاح هذه الجهود في ظل غياب استعداد الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، خاصة في ظل تزايد التوترات الإقليمية.


وفي حال تم ربط التصعيد في اليمن بالتحضير لمواجهة مباشرة مع إيران، يرى حرفوش أن المنطقة قد تشهد تحركات أكبر تشمل سوريا، العراق، أو حتى الخليج العربي. 


ويوضح أن إيران قد تزيد من دعمها العسكري والاستخباري للحوثيين، ما يؤدي إلى تصعيد أكبر في اليمن، وقد يمتد الصراع ليشمل الخليج العربي ومضيق هرمز، مما سيؤدي إلى أزمة عالمية في مجال الطاقة.


ويعتقد حرفوش أن التصعيد الإسرائيلي في اليمن ليس حدثاً عابراً، بل هو جزء من معادلة إقليمية ودولية أوسع. 


ويؤكد حرفوش أن السيناريوهات المحتملة تشير إلى أن المنطقة قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع، سواء من خلال تصعيد عسكري مباشر أو عبر مواجهة شاملة تشمل قوى إقليمية ودولية، لكن يبقى العامل الحاسم هو مدى استعداد الأطراف الدولية والإقليمية للتدخل لاحتواء الوضع، أو تركه يتفاقم كجزء من لعبة كبرى بين القوى العظمى.

 

نتنياهو يحاول استغلال أي فرصة لفتح جبهات جديدة للحرب

 

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الضربات الإسرائيلية على اليمن تمثل خطوة استراتيجية تتجاوز مجرد استهداف الحوثيين أو الرد على إطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من خلالها إلى توجيه رسائل متعددة الأبعاد تخدم طموحاته السياسية وتعد مقدمة لخطوات أوسع تستهدف إيران.


ويوضح عوكل أن نتنياهو يحاول استغلال أي فرصة لفتح جبهات جديدة للحرب، خاصة في ظل قرب انتهاء العمليات العسكرية والحرب على غزة. 


ويشير عوكل إلى أن نتنياهو يواصل الترويج لفكرة أن "يد الجيش الإسرائيلي طويلة" ولا تتسامح مع أي تهديدات، ومع ذلك، فإن التحول الملحوظ في استراتيجية إسرائيل يظهر بوضوح في تركيزها المتزايد على إيران، التي تمثل الهدف الأول والأهم بالنسبة لنتنياهو، سواء بسبب برنامجها النووي أو دورها في دعم محور المقاومة.


ويلفت عوكل إلى أن استهداف إيران يمثل بالنسبة لنتنياهو فرصة لإعلان "انتصار استراتيجي" على أهم حلفاء محور المقاومة، مما يضمن له تعزيز مكانته داخلياً وخارجياً. 


ويعتقد عوكل أن نتنياهو يدرك جيداً أن التحرك نحو ضرب إيران قد يحظى بترحيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وربما بمشاركة أمريكية مباشرة في حال عودته إلى السلطة، خاصة وأن إدارة بايدن أبدت تحفظاً تجاه الخطط الإسرائيلية الموسعة.


ويرى عوكل أن التوجه نحو استهداف إيران لن يقتصر على تحقيق أهداف إسرائيل الأمنية فقط، بل يحمل في طياته دوافع سياسية شخصية لنتنياهو، الذي يسعى لتأمين مستقبله السياسي وتأخير أي تداعيات قد تهدد استمراره في السلطة.


ويوضح عوكل أن نتنياهو يواجه ضغوطاً قانونية هائلة بسبب المحاكمات المتعلقة بقضايا الفساد، والتي رفضت فيها المستشارة القضائية الإسرائيلية طلباته المتكررة لتأجيل جلسات المحكمة. 


ويؤكد عوكل أن نتنياهو يسعى لاستخدام الحرب على إيران كذريعة لتأجيل محاكماته، بعدما فشلت الذرائع الأمنية السابقة في إقناع السلطات القضائية.


ويعتقد عوكل أن التصعيد العسكري ضد إيران قد يفرض واقعاً جديداً يجبر المستشارة القضائية والمحاكم على قبول طلبات التأجيل، ما يمنح نتنياهو فرصة أكبر للتركيز على تعزيز سلطته السياسية وتأمين وضعه الداخلي.


ويشير عوكل إلى أن الضربات الإسرائيلية على اليمن ليست مجرد عمليات عسكرية تقليدية، بل تنطوي على رسائل استراتيجية مهمة، فهي من جهة تعكس استعداد إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة، ومن جهة أخرى تمهد الطريق لتصعيد أكبر ضد إيران. 


ويوضح عوكل أن هذه الضربات تأتي ضمن ما يمكن اعتباره "بروفة عملياتية" لاختبار الجاهزية والاستعداد لمواجهة أوسع نطاقاً.


ويشير عوكل إلى أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الخطوات إلى تعزيز مكانة إسرائيل كقوة إقليمية لا تتهاون مع خصومها، وإلى تحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد تتعلق بإعادة تشكيل التوازنات في المنطقة لصالح إسرائيل.


ويشير عوكل إلى أن الضربات الإسرائيلية على اليمن تمثل جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تمهيد الطريق لمواجهة مباشرة مع إيران. 


ويرى عوكل أن هذه العمليات تحمل أبعاداً سياسية وشخصية لنتنياهو، الذي يسعى إلى تعزيز مكانته السياسية وتأمين مستقبله في ظل الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة، ومع ذلك، فإن التصعيد الإقليمي قد يحمل مخاطر كبيرة، ليس فقط على استقرار المنطقة، بل أيضاً على إسرائيل نفسها، في ظل احتمالية ردود فعل قوية من إيران وحلفائها.

 

لا علاقة لقصف اليمن بالتخطيط لضرب إيران

 

يرى المختص بالشأن الإسرائيلي فايز عباس أن الهجمات الإسرائيلية على اليمن لا ترتبط بالتخطيط لضرب إيران أو بالتغيرات السياسية المرتقبة في الولايات المتحدة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً، وبدلاً من ذلك، تأتي هذه الهجمات في سياق مواجهة التهديد المباشر الذي تمثله اليمن، بوصفها القوة الوحيدة التي تواصل قصف إسرائيل بصواريخ باليستية.


ويشير عباس إلى أن القصف الأخير الذي شنته إسرائيل فجر اليوم الخميس، أسفر عن أضرار جسيمة، حيث سقطت صواريخ باليستية يمنية على مدينة رمات غان، ما أدى إلى هدم مدرسة وإدخال أكثر من ثلاثة ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ. 


ويوضح عباس أن هذا التصعيد من الجانب اليمني دفع إسرائيل إلى توجيه ضربات عسكرية للمرة الثالثة خلال فترة قصيرة ضد مواقع تابعة للحوثيين.


ويشير إلى أن إسرائيل تكثف في هذه المرحلة من عملياتها العسكرية ضد اليمن، مستهدفة قواعد البنية التحتية في مدن رئيسية مثل الحديدة وصنعاء، حيث أن القصف الإسرائيلي يهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين وتعطيل قدرتهم على إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي باتت تشكل تهديداً ملموساً على الأمن الإسرائيلي.


ويلفت عباس إلى أن الخبراء في الشأن اليمني يرون أن هذه الضربات، على الرغم من قوتها والأضرار التي تخلفها، لن تثني الحوثيين عن مواصلة قصف إسرائيل. 


ويعتقد عباس أن هذا التحدي يضع إسرائيل في مواجهة معقدة، حيث تواجه خصماً مصمماً على مواصلة الهجمات رغم الضغوط العسكرية المتزايدة.


ويشير عباس إلى أن الولايات المتحدة قامت قبل أيام قليلة بتوجيه ضربات جوية لقواعد تابعة للحوثيين، مما يعكس تنسيقاً أمريكياً إسرائيلياً في مواجهة التهديدات القادمة من اليمن. 


ويلفت عباس إلى أن هذا التنسيق قد يتطور ليشمل دعماً إسرائيلياً أمريكياً للقوى اليمنية المعارضة للحوثيين، بهدف فتح جبهة داخلية ضدهم وإشعال حرب أهلية في اليمن.


ويؤكد عباس أن هذا السيناريو المحتمل يهدف إلى تقويض سيطرة الحوثيين على المناطق التي يسيطرون عليها، من خلال تعزيز القوى المعارضة لهم وإشغالهم بصراعات داخلية، مما يخفف الضغط العسكري على إسرائيل ويعطل قدرتهم على استهدافها.

دلالات

شارك برأيك

الغارات الإسرائيلية على اليمن.. "بروفة" بالذخيرة الحية استعداداً لضرب المفاعلات النووية

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 9 ساعة

لا تحسب أن اليمن ضعيفة يا نتنياهو فهي اقوى من جارتكم مصر لأن المسألة ليست بالحجم إنما بالإيمان والقوة والعزم فلا تغامر مع الرجال الرجال

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 273)