أقلام وأراء
الأربعاء 25 سبتمبر 2024 10:40 صباحًا - بتوقيت القدس
فلسطين ولبنان ..الوجع واحد وإسرائيل لم تتعلم من درس الجنوب
مع مواصلة القصف الإسرائيلي العنيف على جنوب لبنان ، وارتقاء المزيد من الضحايا ، ومع ارتفاع وتيرة العدوان ، انطلقت نافذة المفاوضات للوصول إلى تهدئة او حل سلمي بشكل سريع ، وسط عدم نفي اي جهة هذه الانباء ، وذلك استكمالا للمباحثات السابقة التي جرت على مدى اشهر طويلة ، وقال مسؤول أميركي ان الولايات المتحدة تناقش مع كل الأطراف ، بشكل جدي ايقاف العمليات العسكرية ، وان مبعوثا من قبل الرئيس الفرنسي يتواجد في لبنان ويجري مشاورات من اجل نزع فتيل التوتر والتصعيد ، وفي الوقت الذي اشار فيه مسؤول اسرائيلي إلى هذه المفاوضات وأكدها ،إلا ان اسرائيل تقول انها لن تلتفت لطلب الولايات المتحدة ، بعدم التعرض للبنان ولن تلتزم في المرحلة الحالية بأي خطوات سلمية ، إلا بعد القضاء على قدرات حزب الله ..
رؤية إسرائيل للحرب على لبنان التي قال عنها المتحدث بلسان الجيش امس انها قد تكون قصيرة نظرا لكثافتها وقوتها ، والتقديرات الاسرائيلية المتسرعة بان حزب الله فقد نصف قوته الصاروخية ، هي تقديرات خاطئة ، لأن اسرائيل وقعت قبل ذلك في اكبر فخ لها ، من خلال العدوان على قطاع غزة ، وبعد قرابة العام من هذه الحرب التي دمرت فيها كل شيء ، فانها لم تنجح في تحقيق اي هدف او انجاز عسكري على ارض الواقع ..
ان مطالبة نتانياهو من وزرائه وقادة الجيش ، البحث عن آليات لانهاء الحملة العسكرية على الشمال ، عبر تشكيل فريق سياسي وأمني يقوده وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ، هي مضيعة للوقت وربما لن تقدم أي نتائج على ارض الواقع ، لأن نتانياهو وحاشيته يدركون جيدا ان اي حل في الشمال مرتبط مع وقف اطلاق النار ورفع العدوان عن قطاع غزة في الجنوب ، لان امين عام حزب الله حسن نصر الله يرفض حتى هذه اللحظة وقف جبهة الإسناد ويصمم على مواصلة حرب الاستنزاف ، وعليه فان جبهة الجنوب في قطاع غزة تعتبر بمثابة خط احمر لنتانياهو ، لا يمكنه تجاوزها ، حتى لا يخسر المعادلات السياسية والحزبية الخاصة به ، وسيكون الهدف المطروح على الطاولة بقوة في اروقة نتانياهو ،المزيد من خطط مواصلة وتصعيد العدوان على لبنان الذي يعتبر وجعه كوجع فلسطين تماما ، فالمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال امس، ان هناك المزيد من الفرق التابعة للجيش التي لا تزال تقاتل في غزة وتواصل تفكيك حماس ، مدعيا على لسان وزير جيشه ان الهدف المركزي هو اعادة المحتجزين من غزة ، لذا فان الحملة قد تكون قصيرة في الشمال مع احتمالية استمرارها لفترة أطول ..
تدرك اسرائيل ان الأفعال العدوانية والجرائم التي تقوم بها ، لن تجلب عودة آمنة لمستوطني الشمال إلى مستوطناتهم ، وانها تحتاج إلى وقت طويل جدا للقضاء على قدرات حزب الله ، إذا كانت تستطيع تحقيق هذا الهدف أصلا ، لكن من الواضح ان درس الجنوب لم تتعظ منه ، لانها في حقيقة الأمر وبضغوطات من حكومة اليمين المتطرفة ، تسعى فقط لممارسة دورها التخريبي ، كشرطيّ جلاد في الوطن العربي ، يفعل ما يشاء من اعتداءات وقصف وانتهاكات ، وفي نهاية المطاف تجتمع مع القيادات والوساطات الساعية للمفاوضات وإيجاد الحلول ، وتكون هي الطرف الذي لا يلتزم ويشكل عبئا كبيرا على كل محاولة لتحقيق الهدوء والسلام .
كيان كهذا أقيم على عقلية القتال والعدوان والتخريب ، لا يمكن له على الإطلاق ان يتعامل بمنظور السلام والهدوء ، فأفعاله الوحشية في غزة ، ها هي تتكرر في لبنان ، والهدف واضح وهو الابادة بحق مدنيي لبنان ، من اجل إثارتهم للوقوف ضد حزب الله وبالتالي خلق مزيد من الصراعات داخل لبنان الممزق سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، وتسهيل عملية احتلاله وتخريبه .
ان تصريحات كافة المسؤولين الاسرائيليين بأن الحرب قد تكون قصيرة في الشمال ، لا تتطابق مع الواقع ، فالميدان يشير إلى اعتداءات واسعة النطاق لازالت مستمرة ، مع نبرة تهديدات مرتفعة يرددها قادة الجيش ، ومثلما غرق جيش الاحتلال في وحل القطاع ، فانه حتما سيغرق في رمال البقاع وسائر مناطق الجنوب اللبناني ..
الوجع الفلسطيني واللبناني واحد والهّم مشترك ، والعدو واحد وعليه ان يفهم ان نَفَسَ المقاومة في الجنوب والشمال أقوى من اي عملية عسكرية يعتقد انها ستحقق اهدافه ، والميدان سيكون الرهان في قادم الزمان، لأن اسرائيل التي لم تتعظ من درس الجنوب القاسي ستواجه درسا لربما يكون صعبا في الشمال
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
وتستمر الحرب على غزة!
حديث القدس
هل ستسود العدالة في فلسطين حقاً؟!
جمال زقوت
"العداء للسَاميّة "واحتكار "صورة الضحيّة" نحن العرب ساميّون بامتياز فلماذا نُتّهم بالعداء للسامية؟
المتوكل طه
لجنة إسناد أم تشكيل جديد يعمّق الانقسام؟
هاني المصري
يا رب أوقف شتاءك على غزة
بهاء رحال
احتدام الصراع الدولي
حمادة فراعنة
الشتاء.. فصل من المعاناة في غزة
حديث القدس
أي شرق نريد؟
إياد البرغوثي
مجرما حرب
بهاء رحال
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟
راسم عبيدات
بانتظار الجهد العربي والإسلامي
أحمد رفيق عوض
خطوة على طريق الانتصار
حمادة فراعنة
التربية والتراث.. قوة الانتماء في مواجهة التحديات
د. سارة محمد الشماس
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
الأكثر تعليقاً
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
أي شرق نريد؟
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
الأكثر قراءة
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
أي شرق نريد؟
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 116)
شارك برأيك
فلسطين ولبنان ..الوجع واحد وإسرائيل لم تتعلم من درس الجنوب