Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 26 نوفمبر 2024 10:29 صباحًا - بتوقيت القدس

يا رب أوقف شتاءك على غزة

ليس أسوأ من الشعور بالعجز أمام مشاهد الحياة التي بات عليها الناس في غزة، بينما دخل فصل الشتاء وجرفت مياه الأمطار خيام النازحين، وباتوا أكثر عراءً في العراء، وأكثر قهرًا في فصول القهر والعذاب، وقد غرقوا في وحل الأرض وطينها، وهم جوعى وعطشى تحت ويلات حرب الإبادة والقتل المستمر، فترفق بهم يارب، وترفق بحالهم وقد ضاقت بهم الحياة وهم وحدهم في هذا الشقاء، يكابدون الحرب والموت، وليس بوسعهم احتمال معاناة أخرى فوق معاناتهم المستمرة، فأجل شتاءك يارب وأجل المطر والبرد ولتستكين الريح، فلا خير في مطر غزة هذه الأيام، والناس لا ينتظرون مواسم الحصاد كما كانوا يفعلون، فلم يزرعوا أرضًا ولا حقلًا ولا زالوا تحت المذبحة يتضورون جوعًا، ويحاولون البقاء على قيد الحياة، بما استطاعوا فأرضهم يقتطعها الجنود وتدوسها الدبابات وترابها امتلأ ببارود الصواريخ والرصاص، ولم تعد حقولهم مزروعة بالثمار، فما حاجتهم إلى المطر في هذه الأيام المليئة بالفقد والقهر والبرد.


مشاهد الأطفال والنساء والرجال في غزة، بعد المنخفض الجوي الأخير موجعة لكل نفس بشرية، وقد زادت المعاناة وتضاعفت أكثر من ذي قبل، وثقل الألم والوجع، وضاقت حياة الناس حد الرمق الأخير، وامتلأت أيامهم بالطين، فبات القهر سمة لا يرفعها عنهم أحد في هذا العالم المسكون بالضعف والصمت، وباتت أيامهم قاسية فلا يحتمل إنسان ما يعيشه أهلنا في غزة، تحت القصف والخوف ووسط الجوع وظروف الحالة الجوية التي زادت الطين بِله، فتشكلت السيول التي غمرت الخيام والأغطية والفِراش وبقايا الملابس، وعاش الناس وسط البرد غارقين في البلل، تقطر من ثيابهم مياه المطر، ومن عيونهم دموع الحزن والقهر، وقسوة ما يعيشونه.


الخيام تطايرت من شدة الهواء، والمطر أغرق الناس وهم بلا حول يدفع عنهم البلاء، وشكواهم لا يسمعها، والصور التي نراها قادمة من هناك لا تصف كامل المشهد، فالواقع على الأرض أكثر صعوبة من أن يُحتمل.


إن موسم الشتاء هذا العام على غزة ببرده القارس ومطره، يثقل حياة الناس بمزيد من صعوبة العيش، فلا أقسى من شتاء بلادنا، وفي أمثالنا الفلسطينية يقال عن شدة البرد أنه "يقص المسمار"، فكيف سيتحمل الناس هذا البرد في خيام تبللها الأمطار وثياب غمرتها المياه، وأطراف تتجمد من قلة الدفء، وأجساد متعبة ومنهكة، وسط حرب الإبادة التي تستمر بوحشية غير مسبوقة، حيث تتواصل معها كل أشكال المعاناة والألم والفقد.

دلالات

شارك برأيك

يا رب أوقف شتاءك على غزة

المزيد في أقلام وأراء

وتستمر الحرب على غزة!

حديث القدس

هل ستسود العدالة في فلسطين حقاً؟!

جمال زقوت

"العداء للسَاميّة "واحتكار "صورة الضحيّة" نحن العرب ساميّون بامتياز فلماذا نُتّهم بالعداء للسامية؟

المتوكل طه

لجنة إسناد أم تشكيل جديد يعمّق الانقسام؟

هاني المصري

احتدام الصراع الدولي

حمادة فراعنة

الشتاء.. فصل من المعاناة في غزة

حديث القدس

أي شرق نريد؟

إياد البرغوثي

مجرما حرب

بهاء رحال

ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟

راسم عبيدات

بانتظار الجهد العربي والإسلامي

أحمد رفيق عوض

خطوة على طريق الانتصار

حمادة فراعنة

التربية والتراث.. قوة الانتماء في مواجهة التحديات

د. سارة محمد الشماس

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 109)