صدق الشاعر الراحل محمود درويش عندما قال ( كانت فلسطين ..صارت تسمى فلسطين) وهو يشير إلى وطن الكبرياء وارض العزة التي يحيا فيهما شعب تاريخي لا يعرف اليأس او الملل ويتمسك بالحياة الكريمة وصولا نحو تحقيق كافة احلامه واهدافه ..
فلسطين لم تكن في يوم من الايام مجرد مسلسل او فكرة عابرة ، انها الارض التاريخية لشعبنا ، وهي دولة حرة أبية ، لها جذورها التاريخية والجغرافية الممتدة على خارطة وطننا العربي الكبير ..
نسرد هذه المقدمة ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، الذي يصر على مواصلة العدوان على قطاع غزة وعدم الانسحاب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا وفرض طوق خانق على ممر نتساريم ، ويستخدم خارطة يضم من خلالها الضفة الغربية لدولة الاحتلال ، في خطوة اخرى خطيرة من خطوات تجاوز الشرعية الدولية والاتفاقيات الاممية ، من أجل تكريس الاحتلال ومواصلة الضم والاستيطان في الضفة وتوسيع رقعة العدوان ، واستمرار حرب الابادة والمجازر في قطاع غزة ، والاستعداد لهجوم جديد على شمال قطاع غزة بحجة عودة نشطاء حماس واستعادة قوتهم العسكرية ، وتهويل الأوضاع في الضفة ، من خلال بث الأكاذيب التي تقول ان ايران نجحت بتمويل المقاومة الفلسطينية بأسلحة وذخيرة عسكرية ، واشاعة فرضيات غير منطقية مفادها ان المقاومة تستعد لاقتحام كبير لاحد المستوطنات في الضفة ، على غرار السابع من اكتوبر في غزة ..
توضح هذه التصريحات وخريطة نتانياهو ، النوايا الاسرائيلية المبيتة ضد شعبنا الفلسطيني، والتي تأتي استكمالا لتصريحات عدد كبير من الوزراء ، الذين ينتهجون سياسة متخبطة في كل المجالات السياسية والعسكرية ، والتي يتم التعبير عنها بانتهاكات قاسية جدا ضد شعبنا الفلسطيني ، بدعم واضح من الادارة الاميركية التي تتحمل المسؤولية عن هذا العدوان الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ ..
ما يفعله الفلسطينيون يعتبر بمثابة معجزة بشرية ، فهم اصحاب الوطن الوحيد الذي لن يضيع ، وسيبقى محفورا في الذاكرة البشرية رغم الاحتلال المتواصل منذ اكثر من ٧٦ عاما ، بعد ان ضاعت الأنظمة العربية وتاهت وارتبكت وتبعثرت وانهزمت جيوشها ، وستبقى فلسطين الحلم الكبير لعودة الشعب إلى ارضه وتراثه ، رغم تعرضه لكل أنواع القسوة التي لم يعرفها شعب آخر في العالم .
شعب فلسطين المستهدف لن يتعب وسيبقى يردد ( أنا من غزة مهد العزة) ( ويا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة ) وسيواصل ابناء جنين وطولكرم صناعة زيت الزيتون ، وستظل خليل الرحمن تردد ( الشهد في عنب الخليل ) ..ستبقى فلسطين حية وتزداد حياة ونشاطا انطلاقا من منبرها الاول المسجد الأقصى الذي يعتبر عقيدة وعبادة الفلسطينيين ، ليحافظوا على كبريائهم وصبرهم ، وهم يواجهون كل محاولات إسرائيل لتزييف وتزوير التاريخ، لإفشالها والتأكيد على ان فلسطين كانت وستبقى فلسطين ..
شارك برأيك
فلسطين ..وطن وأرض وشعب !!