في الوقت الذي تتوقع فيه اجهزة عسكرية وامنية اسرائيلية ان يستمر العدوان على مدينة جنين ومخيمها ليومين اضافيين ، بادعاء العثور على المزيد من العبوات والقنابل ومعامل اعدادها ، كما تزعم هذه الأجهزة ، فان التصريحات التي اطلقتها وزيرة الاستيطان المتطرفة اوريت ستروك والداعية لإعلان حالة الحرب على الضفة الغربية ، تدلل بشكل واضح على التخطيط الممنهج لحكومة الاحتلال باستباحة كل أشكال الحياة في الضفة الغربية ، بمدنها وقراها ومخيماتها واحيائها ، وهذا ما يترجم على الارض من خلال اعتداءات واسعة النطاق ، قام خلالها الاحتلال باغتيال واصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين في شمال الضفة ووسطها وجنوبها ، اضافة لحملة هدم البنى التحتية والمنشآت والمنازل وتدميرها وتحويل المخيمات إلى خراب كبير ..
تعتبر هذه السياسة الاسرائيلية التي اقرتها حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة ترسيخ حي لعقلية صهيونية ، هي نفسها التي اغتصبت واحتلت فلسطين عام ١٩٤٨ ، واكملت احتلال ما بقي منها عام ١٩٦٧ ، وعندما يصدر مثل هذا التصريح العنصري والعدائي عن وزيرة من حزب الصهيونية الدينية ، الذي يترأسه الوزير المتطرف بيتسلئيل سموتريتش ، فانه يحاكي الصهيونية تماما ، والتي تسيطر على عقول وزراء حكومة نتانياهو ..
ان تصريحات الوزيرة الأخرى في حكومة نتانياهو عيديت سليمان ، والتي تضمنت دعوات للهجوم على جنين ونابلس ، واستخدامها مصطلح وراثة الارض ، تكشف عن حقيقة النوايا الخطيرة ،من اجل مواصلة الهجوم الذي يهدف إلى ابادة شعبنا وتهجيره وطرده من ارضه ، دون مراعاة اي قانون وبعيدا عن الضمير والاخلاق ..
تعكس هذه التصريحات والتي تصدر بموافقة وقبول نتانياهو ، مدى التطرف الاعمى الذي يسيطر على الشارع الإسرائيلي ، وعنصريته التي تصل إلى حد عدم الاعتراف باي حق فلسطيني في الارض ، ورفض اقامة الدولة الفلسطينية، والتحريض باستمرار على قتل الفلسطينيين وحياتهم وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية ..
وفي قراءة للمشهد المتوتر في الضفة الغربية حاليا ، وما يتخلله من اجراءات عقابية باغلاق الطرقات والمعابر ، ومواصلة الاقتحامات ، تتجه المعركة نحو الخليل من خلال تحريض كبير ضدها ، بحجة انها استيقظت وان العملية القادمة ، هي مسألة وقت ، في إشارة إلى عمليتي التفجير في غوش عتصيون وإطلاق النار في ترقوميا ، ورغم الادعاءات الاسرائيلية ان الخليل يجب ان لا ترتفع فيها درجة التحريض على العمليات ، والسعي لاخراجها من دائرة المقاومة بتصريحات اسرائيلية واهية ، إلا ان الامر القائم على الارض حاليا يقدم صورة مغايرة ، فالخليل محاصرة وتخضع لطوق اسرائيلي مشدد ، ولا يستبعد ان تكون العملية القادمة ضدها ، في ضوء الاستعدادات لنقل جنود ومعدات من الشمال إلى المحافظة الجنوبية ..
وتيرة التحريض مرتفعة جدا من إسرائيل بكل سياسييها وعسكرييها ومستوطنيها ، حتى محلليها العسكريين والإعلاميين، ضد ابناء شعبنا ، لفرض مزيد من الاجراءات العقابية والانتقامية ، وعلى المجتمع الدولي ان يتدخل فورا ، بالوقوف إلى جانب شعبنا ، لمنع اسرائيل من تنفيذ مخططاتها التي تهدف إلى ابادة جماعية في الضفة الغربية ، تضاف إلى حالة العدوان الشاملة على قطاع غزة .
شارك برأيك
العقلية الاسرائيلية الصهيونية !!