أقلام وأراء

الإثنين 02 سبتمبر 2024 9:30 صباحًا - بتوقيت القدس

حرب الإبادة والعدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية

يعتبر الكثير من الكتاب والمحللين أن العدوان وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على مدن وقرى ومخيمات وبلدات الضفة الغربية امتداداً لحرب الإبادة والعدوان الاسرائيلي الغاشم التي يشنها على أبناء شعبنا الفلسطيني المكلوم في قطاع غزة. وقد يكون ذلك الأمر صحيحاً في ظاهر الأمر، لكننا نعتقد أنه يندرج في سياق تطبيق وتنفيذ "خطة الحسم" التي أعلن عنها سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية عام ٢٠١٧، من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.


فمن وجهة نظره فقد اتجه الأمر نحو إدارة الصراع عوضاً عن إنهاء الصراع، لهذا قام بتبني هذا التوجه الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الاستخدام المفرط للقوة العسكرية (العنف)، بالإضافة إلى اجتياح الضفة الغربية والتوسع في الاستيطان وتكثيفه بشكل متسارع، كي يفقد الفلسطينيون الأمل في قيام دولة وطنية وكيان لهم منطقة غرب النهر التي لا تتسع لهويتين وطنيتين وفق رأيه. ويعتقد أيضاً أن مصدر الإرهاب يتولد من حالة الأمل الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين، لا حالة اليأس في إمكانية حصول ذلك، وهو يسعى أصلا إلى أن يصل الفلسطينيون إلى درجة اليأس، وفقدان الثقة في كل شيء، وهذه النتيجة أو الحالة التي سيصل إليها الفلسطينيون من فقدان وكسر إرادتهم وتبديد آمالهم من خلال تضييق الخناق عليهم، وهي ما ستنهي حالة الصراع نهائياً، كما يرى ويعتقد سموتريتش، بالإضافة إلى هذا فقد تقاطعت هذه الأفكار مع ما قام بطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كتابه "مكان بين الأمم"، أو ما يسمى "مكان تحت الشمس" الذي نشر عام ١٩٩٦.


نستنتج هنا أن هذه الحكومة المتطرفة التي انسجمت وتقاطعت الأفكار التي يؤمن بها أعضاؤها ليست بحاجة أصلا إلى مبرر من أجل تبرير هذا السلوك الفاشي، والسابع من أكتوبر قد قام بتأخير تنفيذ هذا المخطط في الضفة الغربية لا أكثر، والضفة الغربية هي التي كانت صوب أو نصب أعينهم منذ البداية، ولكن الظرف الطارئ آنذاك أجبرهم إلى الانعطاف والالتفات إلى قطاع غزة.


هذه هي قناعاتهم، وبالعودة إلى خطة الحسم فهذا ما يتبناه ويؤمن به سموتريتش، فقد قام بالتصريح عنه علانية عام ٢٠١٧، واليوم وبعد وصوله إلى مفاصل مهمة في مكان صنع القرار، بدأ بتنفيذ وتطبيق خطته ورؤيته على أرض الواقع، وفق برنامج عمل حكومي إسرائيلي متطرف بدت ملامحه واضحة، وهو الآن يعتمد على عدة نقاط، من بينها، تضخيم حالة المقاومة المسلحة في الضفة الغربية من أجل الإسراع في تنفيذ هذا المخطط.


لهذا يتوجب على الفلسطينيين في الضفة الغربية كسر الموجة الإسرائيلية من خلال إذكاء نار شعلة المقاومة الشعبية بكل زخم من أجل إضعاف الرواية الإسرائيلية المزيفة، وقطع الطريق عليهم إن أمكن لنا ذلك، إلى أن ينتظم ويصلح حال أمتنا باتخاذها مواقف متقدمة ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الجلل الذي تمر به الأراضي الفلسطينية المحتلة.


هذه الحكومة المتطرفة التي انسجمت وتقاطعت الأفكار التي يؤمن بها أعضاؤها ليست بحاجة أصلا إلى مبرر من أجل تبرير هذا السلوك الفاشي، والسابع من أكتوبر قد قام بتأخير تنفيذ هذا المخطط في الضفة الغربية لا أكثر.

دلالات

شارك برأيك

حرب الإبادة والعدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية

المزيد في أقلام وأراء

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024م

كريستين حنا نصر

نزع الشرعية عن دور "الأونروا" سابقة خطيرة

حديث القدس

هل بدأ العد العكسي للعدوان؟

هاني المصري

إسرائيل وليس نتنياهو فقط.. من مأزق إلى مأزق

حمدي فراج

غزة والانتخابات الأمريكية

مجدي الشوملي

الهدنة المحتملة بين استمرار الحرب والحصاد السياسي

مروان اميل طوباسي

خيار الصمود والانتصار

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 521)