نوايا حكومة التطرف والإرهاب ليست جديدة، وعملياتها المتصاعدة في الضفة الفلسطينية جزء من برنامجها الأحمق القائم على التمدد والتوسع الاستيطاني الإحلالي، وطرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وقراهم، وهذا ما تسعى إليه كل الوقت حكومة نتنياهو، وقد توحشت بعد السابع من أكتوبر على نحو غير مسبوق، فتارة تمارس سياسات الخنق الاقتصادي والمالي، وتارة تفرض الحصار والتخريب والتدمير، وتارة تتعمد القتل والاعتقال والتعذيب، وعديدة هي الشواهد وليس آخرها ما يحدث من تصعيد منظم ومخطط له في مدن ومخيمات الضفة الفلسطينية، وهي في الوقت ذاته تقوض وتضعف السلطة الفلسطينية تحت ذرائع كاذبة وواهية، من أجل تفكيك أي جسم حقيقي معنوي أو مادي للشعب الفلسطيني، يمكن له أن يضمن التمثيل والاعتراف به في المحافل الدولية، وقد أعلنت مرارًا عن رغبتها في التخلص منها، وعن عدم نيتها التوصل معها لأي اتفاقات أو معاهدات، بل إنها تواصل عمليات ضرب كل أشكال الثبات ومقومات الصمود والتماسك، وإضعافها سياسيًا واقتصاديًا.
رفع وتيرة التصعيد في الضفة يأتي ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة، وهو ضمن خطة الحرب، حيث تلتقي صور الخراب والدمار، في مشاهد تعبر عن حجم العنصرية الممتدة من رفح حتى جنين، سواء كان بالقتل أو بتخريب وتدمير البنية التحتية، والاعتداء على المستشفيات، والأطقم الطبية وقطع المياه والكهرباء، وفرض الحصار على الناس من أجل ترك منازلهم والنزوح منها، وهذا من ضمن خطة حكومة الاحتلال التي طالما عبرت عنها، ونواياها التي تهدف إلى بسط السيطرة الكاملة على مدن وقرى ومخيمات الضفة الفلسطينية.
الضفة الفلسطينية بمدنها وقراها ومخيماتها هدف اليمين القديم الجديد، وهذا اليمين العنصري يعتبر هذه الأيام لحظة هامة ومصيرية، وفرصة ذهبية للانقضاض وتنفيذ خطط الضم والقضم والاستيلاء، وسط صمت دولي وانحياز أمريكي بالكامل، وهذه لحظة غير مسبوقة، فلم يكن العالم من قبل بهذا الانحياز الأعمى، وهذا الصمت المطبق، وبالتالي فإن اليمين العنصري يعمل بكل جهد لقطع الطريق أمام أي أمل في قيام دولة فلسطينية، ذات سيادة وتواصل جغرافي، بل إنه يذهب لأبعد من ذلك في التعبير عن خططه ونواياه المتعلقة بالطرد والتهجير، وإفراغ الأرض من سكانها الأصليين، وجلب المزيد من المستوطنين الأغراب، مستفيدًا من حالة الاصطفاف الدولي حوله، ومن حالة الضعف الإقليمي والعربي.
العنصرية الكامنة في صدور جنود الاحتلال غِلًا وكراهية، تعبر عنها الصور والمشاهد التي نراها كل لحظة، وهم بوحشية يقتحمون البيوت ويقطعون الطرق ويعيثون خرابًا وقتلًا، وعين الكاميرا أحيانا ترصد بعض هذه الاعتداءات، إلا أن ما يغيب عن عين الكاميرا الكثير من التوحش في ممارسات لاإنسانية، ولاأخلاقية وضد كل القوانين وكل الأعراف، وأمام هذه الوحشية فإن استمرار العالم في صمته أمر بشع ومريب، ووصمة عار على جبينه استمراره من دون تحرك حقيقي يوقف مسلسل العنف والقتل والإرهاب.
نتنياهو وحكومته يقفز من جهة أخرى، ويواصل خطة حرب الإبادة، فيحاصر شمال غزة كما يحاصر شمال الضفة، وينقض على جنوب غزة كما ينقض على جنوب الضفة، وبين الشمال والجنوب ليس الوسط بأفضل حال، بل فكل المدن والقرى والمخيمات هدف لحكومة الحرب التي تواصل حربها ضد الشعب الفلسطيني، وضد الهوية الوطنية، وضد أصحاب الأرض الأصليين، في أجندة التطهير العرقي وعلى مرأى ومسمع العالم.
الضفة الفلسطينية بمدنها وقراها ومخيماتها هدف اليمين القديم الجديد، وهذا اليمين العنصري يعتبر هذه الأيام لحظة هامة ومصيرية، وفرصة ذهبية للانقضاض وتنفيذ خطط الضم والقضم والاستيلاء، وسط صمت دولي وانحياز أمريكي بالكامل.
شارك برأيك
التصعيد في الضفة وخطط اليمين الإسرائيلي