اقتحامات متزايدة، وحصار للمدن والمخيمات في شمال الضفة الفلسطينية، تحت تهديد ووعيد متصاعد لوزراء حرب حكومة الاحتلال الذين أعلنوا عن نوايا مخططاتهم.
وقد ترافقت تلك التصريحات مع بدء حملة عدوانية لجيش الاحتلال في جنين وطولكرم وطوباس، قالت بأنها سوف تستمر لعدة أيام ولا أحد يمكنه توقع مداها وتدحرجها، كما أعلن جيش الاحتلال أنها عملية كبيرة وواسعة، لم تشهدها الضفة منذ العام 2002 حين قام بتنفيذ عملية "السور الواقي"، والتي أسفرت عن عدد من المجازر خاصة في مخيم جنين وحصار الشهيد الراحل ياسر عرفات في المقاطعة، وحصار كنيسة المهد.
أخطر تلك المخططات هي عمليات الترحيل القسري للمواطنين تجاه ما أسموها أماكن آمنة، حتى يتسنى لهم تنفيذ عمليات الهدم والتخريب والقتل، وهذا يعني أن النوايا المبيتة منذ بدأت حرب الإبادة في غزة تجاه الضفة الفلسطينية، قد بدأ الاحتلال بتنفيذها من خلال هذه الاقتحامات والاجتياح الدائم والمتواصل للمخيمات والمدن والقرى، وأن ما يحدث من عمليات قتل وتخريب ومن اعتداءات وتضييقات من قبل المستوطنين والجنود، هدفه إشعال الأحداث وخلق وقائع تؤدي إلى تحقيق ما يخطط له من ترحيل قسري ومن إبادة جماعية وتطهير عرقي، وهذا بات واضحًا في عقيدة حكومة الحرب المتطرفة.
بالأمس أعلن الاحتلال عن عملية واسعة سوف تستمر لوقت طويل تستهدف مدن ومخيمات وقرى شمال الضفة الفلسطينية، وبعد بضعة ساعات قام بإخطار سكان مخيم نور شمس الخروج منه ومغادرته، الأمر الذي يعني أنه يخطط لعملية ليست كسابقاتها، وأنه يسعى لخلق واقع جديد على الأرض، وإفراغ السكان منه بقوة القتل والتدمير والحصار والخراب، وبالترويع وضرب كل الممتلكات العامة والخاصة.
إن حالة التوحش التي تقوم عليها عقيدة جيش الاحتلال ما كانت لتصل إلى هذا المدى من الوحشية والدموية بلا اكتراث لولا صمت العالم وضعفه، ولولا انحياز أمريكا وحلفائها، ولولا حالة الضعف والتراجع العربي الذي لم نشهد مثيل لها من قبل، وهذا ما يجعل الاحتلال يواصل مسلسل الإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة، وهذا تجلى في تصريح الصهيوني العنصري يسرائيل غانتس أحد زعماء المستوطنات بقوله يجب أن نفعل في طولكرم ما فعلناه في النصيرات.
مخطط بات واضح الأهداف المتمثلة بطرد الفلسطينيين والاستيلاء على أرضهم وممتلكاتهم لصالح التمدد والتوسع الاستيطاني، وهذا ينسجم مع حرب الإبادة في غزة، ويلتقي في بوتقة الإرهاب الذي تمارسه حكومة الحرب والاحتلال بزعامة نتنياهو.
ضرب البنية التحتية وعمليات التخريب المنظمة والهدم والتجريف والقتل والحصار، الهدف منه دفع الناس إلى مغادرة أماكن سكناهم، والضغط عليهم من خلال حرمانهم من مقومات الحياة، وانعدام الأمن والأمان، وهم يعيشون في بقعة جغرافية فاقدة للأهلية، وفاقدة لكل المقومات الحياتية، لهذا يقوم الاحتلال بضرب البنى التحية وتخريب الطرق وهدم البيوت، في إطار حربه المفتوحة على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس.
النوايا المبيتة لحرب الإبادة منذ بدايتها في غزة، تجاه الضفة الفلسطينية، قد بدأ الاحتلال بتنفيذها من خلال هذه الاقتحامات والاجتياح الدائم والمتواصل للمخيمات والمدن والقرى.
شارك برأيك
بين شمال الضفة وشمال غزة