لا تتسق التصريحات الاميركية بشأن وضع محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع الحقيقة ، وهي تهدف فقط لدعم مواقف الاحتلال ومواصلة عدوانه على القطاع ، وحربه الأجرامية التي تجاوزت كل الحدود ..
وبعد عودة وفدها من القاهرة اول امس ، فان اسرائيل سترسل اليوم إلى الدوحة طاقما تقنيا لمواصلة المفاوضات في محاولة لتقليص الفجوات في القضايا الخلافية ..
وينطلق الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة اليوم ، بدون صلاحيات تذكر من نتانياهو الذي وضع الجواب قبل السؤال حتى يعود وفده دون تحقيق اي تقدم ، في مسار تفاوضي عبثي ، من الواضح ان هدفه فقط ، الاستهلاك الإعلامي ومزيد من العزف على وتر عائلات المحتجزين الاسرائيليين، التي ضاقت ذرعا واستشاطت غضبا من تصريحات وعراقيل نتانياهو ..
واكدت امس مصادر إعلامية اسرائيلية مطلعة انه دون ابداء نتانياهو ( مرونة دراماتيكية) بشأن محور فيلادلفيا فان المفاوضات ستفشل خلال ايام ..
لقد اعاد نتانياهو طرح مقترح قديم حول ممر نتساريم ، وهو مقترح رفضته حماس والوسطاء في الماضي ، ويقضي بحفر قنوات عرضية على طول الممر وبشكل يمنع مرور مركبات وتوجيهها نحو شريط عازل ، الأمر الذي سيؤدي إلى ازدحام كبير في حركة الفلسطينيين ، وهو يدرك ان مصيره الرفض ، وبالتالي فهو معني بطرح مثل هذه القضايا والمقترحات الخلافية ليواصل عرقلة تقدم المفاوضات ، وإضاعة اي فرصة حقيقية لتطبيقها على أرض الواقع ..
يضع نتانياهو المزيد من العراقيل في دولاب الجانب الإسرائيلي ايضا ، حيث قام باستبعاد وزير الجيش ورئيس الأركان ومسؤول ملف المحتجزين من المناقشات الأخيرة حول صفقة الرهائن وذلك لصد اي محاولة ضغط عليه من قبلهم بشأن قضايا محوري فيلادلفيا ونيتساريم .
وعلى المقلب الاخر لا زالت الولايات المتحدة على رأيها حيث ترفض وصف محادثات القاهرة الأخيرة على انها فشلت وانهارت ، بل ادعت انها على العكس بناءة ، وان تشكيل مجموعات العمل التي ستجتمع اليوم في الدوحة يهدف إلى مناقشة التفاصيل الدقيقة ، من خلال العمل على مستوى ادنى وخصوصا تسوية موضوعة جزئية الاسرى الفلسطينيين ، والذين قد تجرى مبادلتهم مع محتجزين اسرائيليين ، ويبدو ان الولايات المتحدة قررت التوجه إلى حل القضايا الخاصة بالأسرى والمحتجزين ، لتؤجل بذلك المواضيع الثقيلة الخاصة بالمحاور والمعابر إلى مرحلة اخيرة من صفقة التبادل ، وهو فخ ملعوب تسعى من خلاله الولايات المتحدة لإعطاء إسرائيل ما ترغب به ، من خلال الحصول على عدد اكبر من المحتجزين ، ومن ثم اعادة احتلال القطاع ومهاجمته كما يحلو لها ، الأمر الذي دعا مسؤولي حماس للتخوف والقلق من المخطط الاميركي ، ووصف الحديث عن اتفاق وشيك بانه كاذب ..
طالما يصر نتانياهو على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا ، وتعقيد عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال ، فان الحديث عن صفقة تبادل او وقف لاطلاق النار يعتبر ضربا من الخيال .
شارك برأيك
الحديث عن اتفاق وشيك ..كاذب