Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 01 أغسطس 2024 10:37 صباحًا - بتوقيت القدس

محاولة استعادة قوة الردع بالحرب الشاملة فشل وتحولات

تلخيص

مع تصاعد التوتر في المنطقة، تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي استعادة قوة الردع التي تهاوت، معتقدة أن الحرب الشاملة قد تكون الوسيلة المثلى لتحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، فإن الواقع يشير إلى أن الأهداف الفعلية للعدوان الجاري على غزة والضفة وفي المقدمة منها التهجير والإحلال، لم تتحقق بالشكل المطلوب، رغم جعل غزة مكاناً غير قابل للحياة بعد كل أشكال التدمير والإبادة وحجم الضحايا.


منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وتحديداً منذ اجتياح لبنان وحصار بيروت عام ٨٢ وصمود المقاومة فيها، كان هناك سعي مستمر لضرب فكر وعقيدة المقاومة في المنطقة التي كانت تمثلها فصائل الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية آنذاك. هذا النهج شمل فرض استحقاقات سياسية وأمنية على منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها القسري من بيروت، بهدف تقويض المقاومة وفتح مسار سراب الحل السياسي بالرعاية الأمريكية.

مشروع عربي إقليمي

في ظل هذه الظروف، هناك حاجة ملحة لبلورة مشروع حقيقي عربي إقليمي، يهدف أساساً إلى التصدي للمشروع الصهيوني الجاري تنفيذه، فالصهيونية ليست حكراً على اليهود فقط، بل هناك صهيونية مسيحية وإسلامية عربية تتنافس أيضاً على تنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة. إن دور قوى حركة التحرر العربية الوطنية والمقاومة بصيغها القائمة اليوم يجب أن يتبلور في صياغة هذا المشروع اعتماداً على الشعوب، وتحديد الردود غير المعتادة وغير المسبوقة على الجرائم العابرة للحدود التي تتجاوز كل القوانين الدولية.


إسرائيل تسعى إلى توسيع نطاق الحرب، ولكنها تواجه عقبات كبيرة، إذ أن الحرب الشاملة ليست في مصلحة الولايات المتحدة التي ترى أن مصالحها والعلاقة مع أصدقائها قد تتضرر. هذا يأتي في وقت تقود الولايات المتحدة الحرب الجارية، وهي تدرك تماماً حجم الأزمة التي يعيشها نظام الاحتلال الاستعماري بشكل غير مسبوق، منذ إنشائه كقاعدة لقوى الاستعمار.


في هذه الحرب المفتوحة والتي تتجاوز فيها إسرائيل قواعد الاشتباك المعتادة، مستهدفة العاصمة طهران وبيروت ودمشق واليمن وربما غيرها من المدن قريبا مع سقوط أعداد من المدنيين، فإن الولايات المتحدة، رغم دعمها اللامحدود لإسرائيل، تعيش في أزمة سياسية وعسكرية نتيجة ما يترتب عليها دولياً نتيجة الدعم غير المحدود لدولة الاحتلال من جهة، ولما تواجهه نتيجة تورطها في حرب أوكرانيا، والتطورات الجارية في بحر الصين من جهة أخرى، في وقت يعاني اقتصادها من الانكماش وتهديدات مجموعة البريكس إضافة إلى دخولها فترة الحسم الانتخابي الآن، ما يجعلها تتردد في الانخراط في حرب شاملة.


من هنا، تأتي الحاجة إلى رسم صورة انتصار لنتنياهو وحكومته أمام المجتمع الإسرائيلي، ولبايدن وهاريس وحزبهما الديمقراطي أمام إخفاقات متعددة في شأن ملف المنطقة.

بيان "الانتصار"

مع جريمة اغتيال رىئيس المكتب السياسي لحماس القائد الوطني إسماعيل هنية في طهران، ومحاولة اغتيال أحد قادة حزب الله في بيروت، ودمشق تشتعل نيران الصراع. يحاول نتنياهو بجرائمه المتجددة أن يكتب الحروف الأخيرة من بيان "الانتصار" المزعوم أمام شعبه بمصادقة الإدارة الأمريكية.


فعلى الرغم من توقيت استهداف القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت، إلا أن هذا التوقيت قد يكون مرتبطاً بتوفر معلومات نادرة، وفرت مبرراً أمريكياً إسرائيلياً لاستهدافه بهدف خلط أوراق الأوضاع اللبنانية الداخلية، تمهيداً لمحاولة توجيه ضربة عسكرية لحزب الله في إطار رؤية توسيع نطاق الحرب التي ذكرتها والإطباق على ملف الغاز والطاقة. إلا أن الدبلوماسية الأمريكية القائمة على النفاق والكذب تحاول الإيحاء الآن لمنع اندلاع حرب شاملة، الا ان الرد على استهداف شكر وهنية بات مسألة حتمية تقترب من الحدوث.


تسارع التطورات الأمنية قد يعجل إمكانات تنفيذ صفقة لإنهاء الصراع في غزة وجنوب لبنان تحت ضغوط أمريكية وإقليمية. ومع ذلك، فإن اغتيال هنية قد يعرقل هذه الصفقة نظراً لتعذر انخراط حماس في مفاوضات مع إسرائيل التي اغتالت رئيس مكتبها السياسي، ودور الاحتلال في تقويض السلطة الوطنية التي أضحت دون سلطة بعد إعلان نتنياهو عن أن الاتفاقيات السابقة أصبحت بحكم اللّاغية وقرارات توسعة الاستيطان ومصادرة الاراضي.


في ظل هذه الأوضاع، يتضح أن المنطقة أمام تحديات كبيرة تستدعي اولا من الكل الوطني أجراء مراجعة وتقييم، يقود إلى رؤية وطنية موحدة ببرنامج وأدوات يتم التوافق عليها في إطار فهم مكانة ودور منظمة التحرير التمثيلي الآن، وتطوير أوضاعها وتوسيع قاعدة مشاركة كل فئات شعبنا في أطرها، والعمل على محاولة الأسراع في تضافر الجهود العربية بهدف خلق توازن استراتيجي يضمن حقوق الشعوب، ويحافظ على استقرار المنطقة، وذلك من أجل مواجهة نتنياهو، وإسقاط رؤيته التي ستبدو أكثر إصراراً على نهج الحرب والتوسع والاستيطان الإحلالي.

مع جريمة اغتيال رىئيس المكتب السياسي لحماس القائد الوطني إسماعيل هنية في طهران، ومحاولة اغتيال أحد قادة حزب الله في بيروت، ودمشق تشتعل نيران الصراع. يحاول نتنياهو بجرائمه المتجددة أن يكتب الحروف الأخيرة من بيان "الانتصار" المزعوم أمام شعبه بمصادقة الإدارة الأمريكية.

دلالات

شارك برأيك

محاولة استعادة قوة الردع بالحرب الشاملة فشل وتحولات

المزيد في أقلام وأراء

السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .

مروان أميل طوباسي

الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟

د. فوزي علي السمهوري

أهوال جحيم الإبادة

بهاء رحال

صوت الكفاح الفلسطيني العاقل

حمادة فراعنة

ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟

حديث القدس

الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو‎

هاني المصري

​ المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها

حمدي فراج

ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي

راسم عبيدات

سوريا إلى أين؟

حمادة فراعنة

المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة

كريستين حنا نصر

أسرى فلسطين في معسكرات الموت

حديث القدس

الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"

اللواء المتقاعد أحمد عيسى

البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال

مروان اميل طوباسي

قد تتوقف الإبادة ولكن !

بهاء رحال

رحيل عيسى الشعيبي

حمادة فراعنة

أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف

د. أحمد رفيق عوض

آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ

ثروت زيد الكيلاني

حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق

كريستين حنا نصر

بوادر اتفاق تلوح بالأفق!

حديث القدس

الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة

دلال صائب عريقات ‏

أسعار العملات

الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.63

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.12

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 415)