Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 31 يوليو 2024 9:24 صباحًا - بتوقيت القدس

وعي السلطة

تلخيص

يتجلى ضعف الوعي الفلسطيني بأهمية وجود سلطة وطنية تحكمهم وتُيسّر حياتهم في أمرين:
الأول: لم يُعطِ المثقفون الفلسطينيون والباحثون جهداً كبيراً لدراسة تجربة حكومة عموم فلسطين، والفشل في تكوينها بعد النكبة، وإسقاطها بعد تشكيلها عقب النكبة.


إن سقوط هذه الحكومة كان السبب الرئيس لما آلت إليه الأوضاع في القدس والضفة وغزة من إلحاق القطاع إدارياً بالحكم المصري، وشطب الهوية الفلسطينية في الضفة الغريبة وضمها إلى إمارة شرق الأردن. إن هذا السقوط باختصار هو السبب في فشل وجود كيان وطني فلسطيني مستقل.


الثاني: استهانة كثير من المثقفين والنشطاء بأمر السلطة الفلسطينية الحالية، والتركيز على نقاط ضعفها والادعاء بفسادها، والتمسك بالشعارات والكلمات الكبيرة، دون ربطها بالواقع، وعدم النظر لقيام السلطة واستمرارية وجودها كعملية نضالية طويلة ومعقدة، تخضع لعوامل داخلية وخارجية متشابكة ومعقدة. إن النجاح في قيام مثل هذه السلطة غير مضمون دون وعي شروط وجودها، وقيامها بعمق وموضوعية ودقة وواقعية.


تشكلت هذه السلطة، كما هو معروف للجميع، كنتاج لاتفاقية أوسلو، هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها ضمن الشروط والظروف السائدة في تلك اللحظة التي تلت الخروج من بيروت، وتفكك الاتحاد السوفييتي ومشاركة قوات عربية في الحرب على العراق.


من دون لف ولا دوران، يخضع قيام واستمرارية وجود هذه السلطة، شئنا أم أبينا، إلى القرار الإسرائيلي والإرادة الدولية، الأمريكية خاصة، والقرار العربي إلى حد ما.


تستطيع الإرادة والنضال والصمود الفلسطيني أن تلعب دوراً مهماً في هذه العملية المعقدة، إن كانت واعية لهذه الشروط الخارجية، وتكييف نفسها وقرارتها بواقعية، لتتلاءم مع كل هذا الواقع الصعب، دون الخضوع له بالمطلق، لتستطيع أن تقوم بمهمتها الأساسية، وهي مواصلة دعم وجود المواطنين على أرضهم، هذا الدعم لا يمكن توفيره محلياً وبعيداً عن القرار الإسرائيلي والإرادة الدولية.


إن أي شطط أو خروج عن وعي هذه الشروط سيشجع ويعطي فرصة لكل أعداء السلطة الخارجيين والداخليين للانقضاض عليها وشطبها وإنهائها، ليكون مصيرها المحتوم هو نفس مصير حكومة عموم فلسطين.


يرى بل يطالب كثير من المثقفين بتعزيز الديمقراطية داخل السلطة، وإجراء الانتخابات لأن هذا هو حجر الزاوية الرئيسي في تقوية هذه السلطة وفي استمرارية وجودها. طبعاً لا يمكن الاختلاف مع هذا الطرح من حيث الفكرة والمضمون، لكن الذي يجب التمعن والنظر بحذر شديد له هو ضرورة ألا تستخدم نتيجة هذه الانتخابات، كما استخدمت سابقاً، في خلق الانقسام الأول في الساحة الفلسطينية، لتكون نتيجة هذه الانتخابات قراءة الفاتحة على روح السلطة، وتأبيد الانفصال والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس.


باختصار، يجب ربط شعاراتنا وكل حركتنا بالهدف الرئيسي، وهو مواصلة بناء السلطة والمحافظة عليها، وتعزيز صمود الناس على الأرض على طريق إزالة الاحتلال. يجب أن ننشد كثيراً لأهدافنا بعيداً عن الشعارات البراقة والكلمات المعسولة التي لا تطعم ولا تغني من جوع، ويعيش البعض على قفى ترديدها.

ما ينطبق على الديمقراطية والانتخابات، ينطبق بالتأكيد على موضوعة محاربة الفساد التي هي واجب وحق، لكن ليس على قاعدة تعهير كل ما هو موجود، والإشادة بكل ما سبق مداقرة بما هو موجود. إن الإشادة بالماضي تهدف في أغلب الأحيان إلى ذم الحاضر، في حين أن هذا الماضي كان قد عاني كثيرا من تشكيكهم وتعهيرهم وذمهم، الذي لم يترك شيئاً خاصاً أو عاماً إلا شكك فيه وعهره. هل نسيتم؟!

هناك إرادة أو محاولة جادة لهدم السلطة، وقذف شعبنا من جديد نحو المجهول، هذا سيعرض شعبنا إلى:
خسارة كل الإنجازات السياسية والاجتماعية التي أنجزها في عهد السلطة. وسيعرض شعبنا في الضفة إلى تغول المستوطنين وإجبار المواطنين على الرحيل.


لن تكون هناك ضفة غربية موحدة إدارياً، ولن تبقى هناك سلطة وطنية في الضفة، وأي فصيل أو حزب لديه وهم أن يكون هو بديل للسلطة في الضفة واهم واهم، هذه منحة لروابط القرى.


الفلتان الأمني والحروب البينية بين مختلف مكونات المجتمع والفقر والجوع وتحويل كل حارة في غزة والضفة إلى ثكنة تقودها عصابة هو المستقبل.


غزة وفصائل المقاومة أكبر الخاسرين من سقوط السلطة، فلن يكونوا البديل، كما يتمنى البعض، ولن يستطيعوا مواصلة مقاومتهم.


ستتعرض غزة والمقاومة إلى حرب أخيرة ماحقة تُهجر أغلب السكان نحو سيناء.


لن يستطيع الشعب الفلسطيني إعادة بناء (م.ت.ف) أو تشكيل مقاومة شعبية فاعلة إلا بعد سنين وعقود، قد تكون طويلة.


إن الدعوة للمحافظة على السلطة ليست وهماً، كما أنها ليست بالأمر الهين في ظل هذه الأجواء الشاسعة من التشكيك غير الواعي، والتشكيك الواعي المبرمج. إنها مهمة نضالية شاقة وطويلة بحاجة إلى كل الوطنيين.


إن السلطة ضرورة موضوعية لبناء الفرد والمجتمع ولتشييد الأشياء والإنسان، إن الشعوب التي تفقد السلطات المركزية تتحول إلى مجموعة من الهمج، يغزو بعضُهم بعضاً ويأكل بعضُهم بعضاً.


إن العديد ممن يُحرضون ضد السلطة لا يقولون هذا مباشرة، بل يدّعون أنهم ضد هذه المجموعة من الفسدة أو هذه الإجراءات غير الديمقراطية، لكن في الحقيقة هذه طريقتهم لهدم الخيمة فوق رؤوسهم ورؤوسنا.


تجربة غزة، لنلق نظرة مختصرة؟


قبل انتخابات 2006، كانت هناك نقمة سائدة وواسعة ضد السلطة، لنفس أسباب النقمة الحالية ضد السلطة، الفساد والديمقراطية.


شارك في تلك النقمة السابقة ليس فقط المعارضة، بل أيضاً أبناء السلطة وأبناء الأجهزة الأمنية. كانت الانتخابات وانتخب الشعب وكانت النتيجة. أنتم تعرفون النتيجة.


لا تقلعوا عيونكم بأصابعكم مرةً أُخرى، بكفي هبل لمرة واحدة.

إن السلطة ضرورة موضوعية لبناء الفرد والمجتمع ولتشييد الأشياء والإنسان، إن الشعوب التي تفقد السلطات المركزية تتحول إلى مجموعة من الهمج، يغزو بعضُهم بعضاً، ويأكل بعضُهم بعضاً.

دلالات

شارك برأيك

وعي السلطة

المزيد في أقلام وأراء

إلغاء اتفاق أوسلو

حمادة فراعنة

التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟

عريب الرنتاوي

أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس

بقلم : محمد غازي الجمل

سوريا أمام المخاطر

عمرو الشوبكي

بالونات اختبار أمريكية

بهاء رحال

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

غزة بين التهجير والصمود

رام الله - "القدس" دوت كوم

ماذا يجري في الضفة !

ابراهيم ملحم

اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا

كريستين حنا نصر

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

الأمريكان ملهمش أمان !

إبراهيم ملحم

حرق المساجد في فلسطين

الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة

أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس

الصين والأمن القومي العربي

تصريحات حماس المتناقضة.. تكتيك أم انقسام ؟

لا تضيعوا البوصلة في فهم الصراع مع الصهيونية

كانت درة فغدت مقبرة !

ابراهيم ملحم

دور المرأه المقدسية في مقاومة التهويد وتعزيز الصمود.

تهاني اللوزي

بمناسبة عيد المرأة : مستمرة بالمعاناة والنضال لنيل حقوقها عالمياً

كريستين حنا نصر

أسعار العملات

الأربعاء 12 مارس 2025 9:55 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.66

شراء 3.65

دينار / شيكل

بيع 5.16

شراء 5.15

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.98

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 812)