Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 30 يوليو 2024 5:38 مساءً - بتوقيت القدس

الناس مقامات طاقية !

تلخيص

ربما لم يعد خافيا على كثيرين في هذا العصر أن الناس ما هم إلا قنوات مرسِلة للطاقة الإيجابية أو السلبية، وأن طاقة الإنسان هي شمسه وقمره وحقيقته، وهو لن يتمكن من إخفائها وإن حاول !

فإذا وجدتَ نفسَك تهرب من مجالسة شخص، أو من مشاهدته، أو من التحدث إليه، فأنت تقرّ ضمنا أنه شخص ذو طاقة سلبية، وأن طاقته ستلحق بك الضرر النفسي والمعنوي، وربما المادي في حال تم التلاقي المشؤوم.


ولعل من أطرف ما رأيت في حياتي.. صديقا لي يركض في أحد الأزقة، فاستوقفته مستغربا فردّ عليّ بسرعة وهو يواصل الركض: أريد أن أهرب من هذا الزقاق، فقد لمحت من بعيد فلانا يقترب من موضعي فعزمت أن أغيب عن ناظريه قبل يشاهدني لأن طاقته سلبية مؤذية لا أحتملها.


انفجرتُ ضاحكا بيينما هو يواصل الركض وقلت في نفسي: شرُّ البلية ما يضحك !

قل لي عزيزي القارىء ألم تستشعر يوما الندم على مجرد قولك لشخص: ( صباح الخير ) إذ إنك أحسستَ بتلك الطاقة المَقيتة، المُنفّرة، الطاردة، الصادرة من نبرات صوته ونظرات عينيه تجاه وجهك وهالَتك وطاقتك، على الرغم من أنه يردّ لك الصباح !

وقل لي أيضا ألم تستثقل يوما مجلس صديق أطال عليك الحديث والإسهاب ! ولم يعطك فرصتك في الكلام ! فخرجتَ من مجلسه متعبا مرهقا بل مقهورا على حالك ووقتك وطاقتك، وأنت تردد في نفسك: لن أطيل الجلوس عنده ثانية ! لن آتي إليه إلا بعد شهر !

( وفي هذه الحالة قد لا تكون طاقة الصديق سلبية، لكنه مارس عليك سلوكا سلبيا بأن أطال حجزك في مجلسه دونما رغبة حقيقية منك، فأثقل على قدرة تحملك، وتنافرَ مع طاقتك الحية الرافضة لهذا الاحتجاز الزمني الطويل، أو لتوقيت الحوار! ) .


ألم تحس يوما بالنفور الكامل من شخص ما، سواء كنت تعرفه أو تلتقيه لأول مرة !

وأنه فور اقترابك منه وإحساسك بهالته، أو نظرك إليه، أو استماعك لكلماته الأولى، أو مصافحته، وددت الابتعاد فورا عنه، وحقا ابتعدتَ فورا أو سريعا !

( وتفسير ذلك هو التباين الكبير بينك وبينه على المستويات الفكرية والنفسية والروحية إلى درجة التنافر أو التصادم، حيث يتجلى هذا التباين في مستوى إحساسنا الطاقي الذي يرسل لك رسالة رفض واشمئزاز مباشرة أن اهرب وابتعد ! فأمامك إنسان مضاد لك طاقيا، ومتصادم معك واقعيا !) .


وقل لي أيضا ألم تفرَّ يوما من مكان يتحدث فيه شخص ما بصوت مرتفع منفر، يحمل عبر موجاته معاني سلبية وأحاسيس مؤذية يستقبلها المتلقي المسكين ؟! مثلما حدث معي قبل بضعة أيام حيث (هربت بجلدي) من مكان أثير إلى قلبي بسبب ارتفاع نبرة صوت شخص هناك يتحدث عبر الهاتف – وتلك مصيبة أخرى !

( إن نبرة الصوت وارتفاعها تكون أحيانا مؤذية جدا للسامع وتدفعه بدون مبالغة للهرب من المكان، فهي تنقل كل ما في الصندوق الأسود داخل شخص ما إلى مستودعك الروحي والنفسي والطاقي - بلا استئذان منك - عبر مدخل الأذنين وهو مدخل طاقي وروحي عالي الحساسية – فانفد بجلدك ! ) .


من الطبيعي أنه لا يوجد إنسان لم يتعرّض لمثل تلك المواقف الضاغطة طاقيا، المؤذية نفسيا.

وعلى الناحية المقابلة، فنحن نرى مشهدا مختلفا تماما !

فأنت تلتقي بأناس تود لو أنك لا تفارقهم أبدا، بل تود أن تحضنهم وتشكرهم دون معرفة السبب ! فكيف ذلك ؟

إن هؤلاء هم من ذوي الطاقة الإيجابية، صنف من البشر محمّلون بمشاعر وأفكار وموجات وقيم وأفكار تضخّ جميعها الخير والحب والسلام والأمان والوعي والتسامح على كل المخلوقات. فيكون ناتج ذلك كله تولد مجال طاقي كهرومغناطيسي كبير من الطاقة الإيجابية حول هؤلاء الناس وفي دواخلهم، وهو ما يستشعره أناس آخرون فيقتربون منهم بسعادة غير مفسرة، ويرغبون في مجالستهم والتحدث إليهم دونما وعي منهم.


ولعلك لاحظتَ أنه بعد مجالستك لذلك الصنف الإيجابي من الناس،  أنك قد نلتَ طاقة إيجابية وسعيدة وجميلة وغير عادية، أبقتك سعيدا طيلة اليوم، وأحيانا أكثر. وكذلك الحال كلما استذكرتَ ذلك اللقاء الجميل أو الشخص الإيجابي، مَدّك استذكاره بالطاقة الإيجابية السعيدة نفسها !

قال ( بوذا ) قديما: لا يمكن إخفاء ثلاثة أشياء لفترة طويلة: الشمس والقمر والحقيقة !

نعم.. طاقتك مقدسة ! وهي كنزك الحقيقي، فلا تجعلها عرضة لنفايات طاقية وسامة من الآخرين.


 وأن تجلس وحيدا لفترة طويلة خير لك ألف مرة من مجالسة ذوي الطاقة السلبية، إلا إذا كنت مضطرا أو معالِجا.


والسؤال: ما الذي يجبرك حقا على تلويث طاقتك، وضغط نفسك، والتقليل من حيويتك، والتسبب بالقهر والمرض لنفسك الكريمة ؟

دلالات

شارك برأيك

الناس مقامات طاقية !

رام الله - فلسطين 🇵🇸

جميلة بدوان قبل 4 شهر

فراس عبيد مخلوق نقص منه المجتمع وظل كائن وشاهد ، رفعة العلم والمعرفة التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم يسعدني في الحياة أنني قرأت له وتيسر السبيل نحو إدراك وجوده أرق تدفق

نابلس - فلسطين 🇵🇸

ناصر الرفاعي قبل 4 شهر

اسعد بلقاءك دوما وانتظر صباحاتك الجميله وابتسامتك التي توحي بطاقه ايجابيه مباركة دمت ودام مدادك

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)