أقلام وأراء
الثّلاثاء 30 يوليو 2024 9:12 صباحًا - بتوقيت القدس
النزوح حياة الغزيين اليومية
تلخيص
من الشمال إلى الجنوب، ومن الوسط للجنوب، ومن الوسط أيضاً للشمال، هذه حياة الغزيين منذ ما يقارب عشرة أشهر، قالت فتاة غزية إنهم ينزحون للمرة السابعة، المرة الأولى كانت لرفح جنوب قطاع غزة، وذهبوا إلى المواصي التي زعم الاحتلال أنها منطقة آمنة.
وقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2٫2 مليون نسمة. وأفادت الأمم المتحدة أن نحو تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب على غزة. وحسب ما أفاد مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو، فإن نحو 1٫9 مليون شخص يُعتقد أنهم نزحوا في غزة. كما خلقت أزمة إنسانية خانقة شملت النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء.
في هذا الصدد، تلتقي المصطلحات الثلاثة (الهجرة والنزوح واللجوء) في معنى مغادرة مكان الإقامة والاستقرار، لكن يختلفُ بعضُها عن بعض من حيث أسباب المغادرة والتوصيف القانوني والآثار المترتبة على ذلك. وتُعد ثلاثتها من أكثر القضايا والمشاكل التي واجهت المجتمع الدولي منذ قرون خلت. البشر في قطاع محدود المساحة يعيشون في العراء، كما نشاهد على شاشات التلفزيون، ويتفرج العالم برمته على كارثة النزوح جنوباً بمشهد يمكن اختصاره بالتالي، الطيران فوقهم والبحر على شمالهم والدبابات خلفهم وعلى يمينهم.
وما يزيد الطين بلّة أن الأزمة/ الكارثة الإنسانية التي حلت بغزة من دون أي تدخل أو ضغط حقيقي خارجي على الاحتلال، حفزت التيار اليميني الديني في إسرائيل على مزيدٍ من القتل والتدمير في القطاع، فإذا كانوا عاجزين أمام صمود المقاومة والشعب عن تنفيذ حلمهم القديم الذي سبق أن عبّر عنه اللواء إيغور آيلاند بتهجير سكان غزة إلى سيناء، فإن التهجير الذي عبّرت عنه وثيقة إسرائيلية نُشرت خلال الأيام الأُولى للعدوان على غزة، بهدف تهجير السكان بشكل جزئي أو مرحلي من أجل القضاء على المقاومة ثم إعادتهم إلى غزة من جديد يبقى حاضراً وبقوة.
قبل بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ظنّ نحو مليونين ونيف يمثلون سكان القطاع أنهم سيكونون على موعد مع جولةٍ أشدّ قليلاً من سابقاتها، ولم يكن في بالهم أن يتحولوا هم بحياتهم ووجودهم إلى أهداف للاحتلال، فالجميع باتوا سواء أمام آلة الحرب الإسرائيلية التي اتخذتهم أهدافاً مشروعة، ولا يمكن فهم ذلك المشهد الدامي اليومي، إلا في سياق الهدف غير المعلن إسرائيلياً، فقد تراجعت حكومة نتنياهو عن هدف تهجير سكان غزة إعلامياً جاء بعد اعتراض الجانب المصري، وطرحت فكرة إنشاء منطقة عازلة حول قطاع غزة، أملاً في حفظ أمن تجمعاتها الاستيطانية، وتشجيع مستوطنيها على العودة إليها مجدداً.
على صعيد المرأة، غيّر حيز النزوح من موقع المرأة، سواء داخل عائلتها أو في سياقها الاجتماعي الأوسع، نظراً إلى إجبارها على القيام بوظائف جديدة فُرضت عليها، في ظل فقدانها السيطرة على أبنائها، وفقدانها خصوصيتها في حيز النزوح، الذي أسقط الحدود الاجتماعية والأسرية إلى حد ما. مشاهد لا يمكن أن يغفلها العالم، لأطفال يحملون أطفالاً، وجرحى يحملون آلامهم معهم، مكلومين بقلوب مكسورة، فقدوا أحباءهم وعائلاتهم، يتنقّلون من مكانٍ إلى آخر، دون هدف سوى البحث عن الأمان. مئات المقاطع التي يتم بثها يومياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيها نازحو القطاع من كل مكان عن مأساتهم الحقيقية التي تتمثل بالانتقال من مكان إلى آخر، لا وقت للاستقرار في مكان حتى وإن كان خيمة.
لطالما تُعدّ غزة منطقة تترامى على نحو 360 كيلومتراً مربعاً من مساحتها، فإن ضيق مساحتها أدى إلى سقوط الآلاف من الشهداء كما شاهدنا 70% من البيوت سويت بالأرض لهذا كانت حركة النزوح المستمرة من وإلى معاناة كبيرة في ظل عدم توفر أبسط حقوق البشر من مأكل ومشرب وحتى بيوت تأويهم من حر الصيف وبرد الشتاء.
موجز القول مجتمع الأشخاص النازحين هو مجتمع منهك من كل النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، وهو مجتمع للألم والمعاناة، خاصة في ظل الظروف الخاصة التي يعيشها النازحون في غزة من منع وصول المساعدات لهم بعدة أشكال. إذن، الوضع الحالي في غزة فرض عقوبات متنوّعة، منها القتل والقصف دون تمييز، كما يشهد واقع حال غزة المدمرة اليوم، إضافة إلى دعوات التهجير، وإعادة بناء المستوطنات داخل القطاع، انسجاماً مع تقاليد الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يتمّ بناء بؤر استيطانية في مواقع العمليات الفلسطينية في محاولة للانتقام من الفلسطينيين وردعهم.
قبل بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ظنّ نحو مليونين ونيف يُمثلون سكان القطاع أنهم سيكونون على موعدٍ مع جولةٍ أشدّ قليلاً من سابقاتها، ولم يكن في بالهم أن يتحولوا هم بحياتهم ووجودهم إلى أهداف للاحتلال.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024م
كريستين حنا نصر
نزع الشرعية عن دور "الأونروا" سابقة خطيرة
حديث القدس
هل بدأ العد العكسي للعدوان؟
هاني المصري
إسرائيل وليس نتنياهو فقط.. من مأزق إلى مأزق
حمدي فراج
غزة والانتخابات الأمريكية
مجدي الشوملي
الهدنة المحتملة بين استمرار الحرب والحصاد السياسي
مروان اميل طوباسي
خيار الصمود والانتصار
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
انفراد "القدس" بوصايا السنوار.. أصداء واسعة في كُبريات الصحف العالمية
مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في شجار شرق القدس
مبادرة مصرية لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
الاحتلال ينفذ جريمة جديدة بحقّ الأسير البرغوثي ورفاقه في سجن "مجدو"
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
الأكثر قراءة
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
الاحتلال ينفذ جريمة جديدة بحقّ الأسير البرغوثي ورفاقه في سجن "مجدو"
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
انفراد "القدس" بوصايا السنوار.. أصداء واسعة في كُبريات الصحف العالمية
أسعار العملات
الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.72
شراء 3.7
دينار / شيكل
بيع 5.25
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.03
شراء 4.0
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%19
%81
(مجموع المصوتين 522)
شارك برأيك
النزوح حياة الغزيين اليومية