Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 29 يوليو 2024 9:06 صباحًا - بتوقيت القدس

يا تلاميذ غزة لا تحزنوا

تلخيص

يُكابد الأب والأم في شقاء الحياة، حتى يصل أبناؤهم إلى هذه اللحظة التي تعلن فيها نتائج امتحان الثانوية العامة، والمعروف بـ" التوجيهي"، وهي لحظة تشبه لحظة قطاف الثمر، أو الحصاد، وما قاموا بزرعه من علم وعلوم ومعرفة طيلة السنوات الإثنى عشر من عمر الطالب على مقاعد الدراسة، وهي محطة جني الطالب لجهده ومثابرته خلال سنوات الدراسة، وهي لحظة تعانقها العائلة بامتنان عظيم، وينتظرها الناس بفرح غامر، وتحظى باهتمام المجتمع بوجه عام، وهذا ما اعتاد عليه الفلسطينيون في كل عام. لكن، وعلى نحو مختلف سوف تخرج النتائج هذا العام منقوصة موشحة بالحزن والألم.


المفارقة كانت هذا العام بأن طلبة الثانوية العامة في غزة لم يتقدموا للامتحان كما في كل السنوات الماضية، والمفارقة أيضًا أن هذا حدث لأول مرّة في تاريخ (التوجيهي)، حيث تقدم طلبة الثانوية العامة في الضفة الفلسطينية والقدس من دون زملائهم في غزة، فالحرب لم تبق على مدرسة، وما تبقى من مدارس باتت مراكز إيواء لمئات آلاف من النازحين، وعدد الشهداء ممن كانوا سيتقدمون للامتحان لولا الحرب غير معروف، فهناك من هم تحت الأنقاض، وهناك من هم في دوائر الاعتقال، وبعضهم دخلوا سجلات وزارة الصحة شهداء ولكن الأعداد غير كاملة ولا شاملة، فالحرب مستمرة ولم تتوقف.


جرت الامتحانات هذا العام من دون غزة، وسوف تخرج النتائج يوم الاثنين، كما أعلنت وزارة التربية والتعليم من دون غزة، وقد غابت فرحة النجاح في معمعة ما يجري، فغمامة الحزن تغطي مساحة القلوب التي تنبض إنسانية وصور المذابح في غزة تنخز الضمائر الحيّة، وطلبة الثانوية العامة الذين وجدوا أنفسهم من دون زملائهم يتقدمون لامتحان التوجيهي، ها هم يستقبلون نتائجهم بتحسس الفقد، وبأثر الألم والحزن الكبير على ما يحصل، ولن تخرج نتائج طلبة غزة الذين يعيشون تحت القصف والعدوان الهمجي، وقد زادوا حزنا.


إن الثانوية العامة هي محطة رئيسية هامة في حياة الطالب وتحديد مستقبله، وهي نقطة انطلاق أساسية في رحلة التعليم الجامعي، ولها أهمية بالغة في حياة الطالب الذي يكون قد أتم إثنى عشر عامًا على مقاعد الدراسة، وهي لحظة فارقة تكاد لا تساويها لحظة أخرى، وهذه اللحظة فقدها طلبة غزة، كما فقدوا أشياء أخرى عديدة لا حصر لها.


مرّ العام الدراسي ولم يتلق تلاميذ غزة حصة مدرسية، كما مرّت عليهم ظروفًا رهيبة، في هذه الحرب المستعرة، أكثر قسوة في حقيقتها من أن يعبر عنها بعدد من الكلمات، وهم اليوم يفتقدون لحظة عاشوا سنواتهم الدراسية في انتظارها.


لم يفقد تلاميذ غزة فرحة نتائج الثانوية العامة وحدها، بل فقدوا كل شيء، الأهل والأصحاب والبيوت والمدارس والأساتذة والمعلمين والمعلمات، وتبدلت مهام حقائبهم المدرسة من حمل الكتب إلى جمع أشلاء الأقارب فيها، من أجل دفنها.


هذا العام لن نسمع اسم الأول أو الأولى على فلسطين في امتحان شهادة الثانوية العامة، بل سنسمع اسم الأول أو الأولى على الضفة الفلسطينية والقدس، فقد غاب تلاميذ غزة بفعل الحرب، وكم كانوا يحظون في المراتب الأولى في الشهادة الثانوية، كما يحظون اليوم بالمراتب الأولى في الشهادة السماوية.


فيا تلاميذ غزة لا تحزنوا، ستغدون لمستقبل أكثر إشراقًا، وإن بدت الصورة هذه الأيام قاتمة، فأنتم الأجدر بالحياة رغم كل ما يحيط بكم من موت.

لم يفقد تلاميذ غزة فرحة نتائج الثانوية العامة وحدها، بل فقدوا كل شيء، الأهل والأصحاب والبيوت والمدارس والأساتذة والمعلمين والمعلمات، وتبدلت مهام حقائبهم المدرسة من حمل الكتب إلى جمع أشلاء الأقارب فيها، من أجل دفنها.

دلالات

شارك برأيك

يا تلاميذ غزة لا تحزنوا

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)