أقلام وأراء
الإثنين 29 يوليو 2024 9:01 صباحًا - بتوقيت القدس
لن تنجح حفلات التصفيق الهزلية في تحويل جرائم الحرب لبطولة
تلخيص
( ستبقى حفلة التصفيق الهزلي قياما وقعودا، التي أدّاها أعضاء في الكونغرس الأمريكي أمام نتنياهو، وصمة عار جديدة في تاريخ مجلسهم )
حاول نتنياهو أن يحذر الولايات المتحدة من الراديكالية والتطرف، مستخدما خطابا راديكاليا دينيا متناقضا، تصفيق المهرجين أمامه الذين يزعمون أنهم قادة “العالم الحر”، مستخدما قتلة الاطفال من عناصر جيشه، حينما قدمهم كأبطال حرب يخوضون معركة حضارية ضد “الوحشية”.
خطاب بائس:
أعاد بطريقة ممجوجة ترديد أكاذيب مرتبطة بيوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تلك الأكاذيب التي لم تستطع آلة الحرب الإعلامية الإسرائيلية الضخمة إثباتها، وكشف إعلامنا ثم الإعلام الأمريكي والعالمي زيفها، فيما اعتذر مسؤولون غربيون عن تصديقها والاستدلال بها.
لقد أعلن نتنياهو إصراره من داخل الكونغرس على الاستمرار في حرب الإبادة على غزة، مستدعيا أكاذيب وأساطير تلمودية، تؤكد أن المصفقين له لا يفهمون أي قيمة، سوى قيمة البطش والتنكيل والإبادة لتحقيق عنصريتهم.
وبحجم أكاذيبه، كان ينال تصفيقا من شهود الزور من أعضاء الكونغرس الذين اختاروا أن يكونوا جالسين في المكان الخطأ في لحظة تاريخية ستلاحقهم وتسجلهم كشركاء في تلك الإبادة.
ركز نتنياهو في خطابه البائس، على أن كيانه هو (الحضارة والديمقراطية!!) التي يجب على أمريكا أن تستنفر لحمايتها، فيما كانت طائراته تدك خيام النازحين العزل، حارقة الأطفال والنساء والشيوخ.
أما شرق أوسطه الجديد، الذي تحدث عنه، فهو قائم على إبادة كل أعدائه في المنطقة، الذين هم في حقيقتهم النخبة التي تبذل كل غال ونفيس لنيل حريتها والتخلص من بطش وغطرسة كيانه.
سعى إلى تصوير عدوانه، على أنه معركة بين الخير والشر والحضارة والهمجية، كان يقول ذلك وقد سجل نفسه بالتاريخ البشري كقائد لإحدى أكبر الحروب همجية ووحشية في تاريخ البشرية.
القدس عنوان القضية:
وهو في غمرة حديثه عن السلام أكد أن القدس عاصمة موحدة لكيانه، ولن تكون مقسمة من جديد، وهذا في حد ذاته إعلان حرب حضارية ودينية وتاريخية، تخالف القوانين كلها، وتؤشر لشرق أوسط سيزداد اشتعالا وحروبا.
فالقدس كانت وما زالت وستبقى واحدة وموحدة عربية إسلامية عنواناً لقضيتنا، وقبلة لأحرار العالم، وبوصلة لنضالنا، وعاصمة أبدية لفلسطين.
لقد أكد أن 7 أكتوبر يجب أن لا يتكرر، معتبرا أن الإبادة والتدمير والقتل كفيل بعدم تكرارها، ونحن نؤكد أن الطريق الوحيد لعدم تكرار الـ 7 من أكتوبر هو زوال ودحر الاحتلال وصلف مستوطنيه، وانتهاء محاولات مصادرة التاريخ والمقدسات، هذا هو السبيل الوحيد لعدم تكرار ذلك، على العالم أن يدرك تماما تلك الحقيقة.
وبعد أن حاول نتنياهو تقديم كيانه بأنه مرآة حضارية لأمريكا، تناقض مع نفسه حينما اتهم المتظاهرين ضد جرائمه خارج مبنى الكونجرس بأنهم يتلقون دعما من إيران، لقد بينت هذه التهمة أن العقل المتغطرس لا يمكن له أن يفهم غضب الشعوب الحرة من حرب إبادة تستهدف الأطفال والنساء.
إن اتهام نتنياهو للمتظاهرين ضد جرائمه بأنهم يقفون إلى جانب الإرهاب وحماس، يكشف حجم غطرسة الاحتلال وعدم تمكنه من قبول إلا فكرته الإرهابية.
هي حالة نادرة في تاريخ الأعراف الدبلوماسية أن يقوم مسؤول أجنبي بشتم مواطني دولة أخرى في عقر دارهم وفي مجلسهم الذي انتخبوه، ويكيل لهم التهم بالعمالة وتلقي الرشاوى.
لقد بدا نتنياهو كممثل ساخر، وهو يحاول إقناع المصفقين له قياما وقعودا، أن المتظاهرين ضد جرائم الإبادة يريدون تدمير أمريكا بدعم من إيران، هذا النوع من الاتهامات تلجأ إليه الأنظمة الاستبدادية التي يزعم أنه بعيد عنها، ليضع نفسه وكيانه مجددا في مواجهة الرأي العام الحر.
وبمنتهى السطحية والسذاجة، وكأنه يخاطب طلاباً في صف مدرسي، طالب بتأسيس جيل جديد من الفلسطينيين “لا يتعلم كراهية اليهود، ويعيش في سلام معهم!”، يطلب ذلك وهو يخوض ضد أجيال متجددة من الفلسطينيين حرب إبادة دمرت مدارسهم ومساجدهم وبيوتهم وأحلامهم، وزرعت في نفوسهم المزيد من الغضب والإصرار على الكفاح من أجل حريتهم واستقلالهم.
هزيمة نفسية :
إن مزاعم نتنياهو أن “نزع السلاح من قطاع غزة سيؤدي إلى السلام والاستقرار والأمن في المنطقة”، هي أكاذيب وتدليس لا ينطلي إلا على عقول البسطاء، والعالم كله أصبح يدرك الآن أن جرائم الاحتلال وغطرسة مستوطنيه واعتداءاتهم على الفلسطينيين ومحاولاتهم سرقة التاريخ، هي السبب الوحيد في اضطراب المنطقة وعدم استقرارها.
طالب من الولايات المتحدة والعالم، أن تقف سندا لجرائمه وجرائم مستوطنيه بحق الفلسطينيين، المستوطنين الذين تخرج قطعانهم كل يوم تعتدي على البشر والشجر والتاريخ.
لقد أعلن نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس، حربا لن تنتهي مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، فكان الخطاب “إعلان حرب” بامتياز، سيتحمل هو وكيانه تبعاتها.
ورغم مهرجان الأكاذيب والتصفيق، ومحاولات نتنياهو أن يبدو متماسكاً، لكن ما قرأه العقلاء من الناس ولمسوه بقوة أن خطاب نتنياهو عكس بقوة هزيمة نفسية، وشكوكا عميقة بإمكانية النصر، أو حتى إمكانية الاستمرار.
بحث نتنياهو عن (النصر) هو بحث عن سراب، وكأنه (بحث عن إبرة في كومة قش).
بات العالم يوقن، كما عدونا أن الانتصار على حماس وعلى الشعب الفلسطيني من سابع المستحيلات، وأن حماس فكرة والفكرة لا تموت.
واثقون بشعبنا، الصامد رغم قساوة الحرب وشدة الألم وعظم التضحيات، وواثقون بمقاومتنا التي أذهلت العالم، وأثبتت تفوقها على جيش الاحتلال المتعب واليائس.
كتائب القسام وسرايا القدس وكل قوى المقاومة فاجأت العالم بقدراتها، وقتالها الذي يزداد ضراوة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيمفونية الأمل في قلب الظلام
بقلم: ثروت زيد الكيلاني
حصاد الذكاء الاصطناعي لعام 2024
التحديات التي تواجه التحول الرقمي في التعليم العربي: رؤية تحليلية مع تطور الذكاء الاصطناعي
الممارسات العدوانية بحق المسجد الأقصى مرفوضة
حديث القدس
أطفالٌ يموتون قصفًا وجوعًا وبردًا
بهاء رحال
الشعب السوري والخيارات الصعبة
المحامي أحمد العبيدي
في ذكرى استشهاد والدي الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة.. "رجل بأمة"
إبراهيم يوسف سلامة
ما بين الحكومة والموظفين والعمال أزمة اقتصادية تتطلب حلولاً عاجلة
شادي زماعرة
من بيت لحم إلى شميينغوى
جودت منّاع
هل سيكون 2025 عاماً أفضل؟
جواد العناني
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
قناة إسرائيلية: كاتس يعترف لأول مرة بالمسؤولية عن اغتيال هنية
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
الاحتلال يخلي المستشفى الإندونيسي ويقصف المستشفيين الآخرين شمالي غزة
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
الأكثر قراءة
الميلاد المجيد كما يراه المؤمنون.. فرحة غائبة وحزن يسكن القلوب المكلومة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
لجنة الإسناد المجتمعي.. هل تؤسس للقطيعة بين شطري الوطن؟
حل الفصائل المسلحة في سوريا.. محاولة لاستعادة هيبة الدولة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 307)
شارك برأيك
لن تنجح حفلات التصفيق الهزلية في تحويل جرائم الحرب لبطولة