أقلام وأراء
الجمعة 26 يوليو 2024 9:49 صباحًا - بتوقيت القدس
كدت أصدّقه .. لولا هذا الصاروخ اللعين
تلخيص
لم أتفاجأ بخطاب بنيامين نتنياهو في الكونغرس .. فأي قارئ لشخصيته واستراتيجيته خلال أعوامه العشرين في الحكم، يستطيع أن يتوقع ما سيقول: الفزاعة الإيرانية والحليفة الأولى والأخيرة أمريكا. كما لم تفاجئني براعته في التمثيل والكذب، فشهادتي فيه مجروحة، لأنني فعليًّا أعيش واقعاً بفضله، تحت رحمة صواريخه الرقيقة التي لا ترهقنا سوى في لملمة أشلاء الأطفال والنساء العجائز. أما القلوب المحترقة الدامعة النازفة جراء نزوح مهين، واحداً تلو الأخر هرباً من الموت، فلا بأس. فكما قال هو يريد لنا الحياة ونحن نصرّ على الموت. ليس ذنبه أننا لسنا رياضيين، لا نستطيع الركض كفاية لنهرب من الدبابات التي تلاحقنا، والطائرات التي تحلق فوق رؤوسنا ! وأما الجوع فالرزق بيد الله وليس هو. ربما هي السنوات العجاف.. الحقيقة أنه تفوق على نفسه هذه المرة، لدرجة أنني كدت أصدقه لولا صوت صاروخ قادم، اهتزت منه الأرض والسماء، وتطايرت بفضله حجارة مبنىً خلفنا لتملأ الأرجاء، وعدنا مرة أخرى للملمة بقايا من أجسادٍ صغيرة ...
لا يوجد شيء لم يضعه نتنياهو في خطابه (خليط ثقافي على سياسي على استراتيجي على استشرافي على قصصي/ تهديد ووعيد). لم يعرض وجهة نظره فحسب، بل أراد أن يجبر العالم بأسره على رؤية ما يرى هو فقط، ويغمض عينيه عن الحقيقة. ولست هنا في مجال الرد على ادعاءات نتنياهو، سأتركه لآلاف المقالات التي كتبت فور انتهائه من خطابه، تكذب ادعاءاته، ومئات الشهادات والتقارير لحقوقيين وأطباء أجانب ومنظمات دولية. كما أن الصور المنقولة من غزة أصدق ألف مرة من خطاب هناك.
ما لفت نظري فعلاً في خطابه هو غضبه الكبير من تدفق حركة الاحتجاج، والتظاهرات الشعبية والطلابية التي تجوب الولايات المتحدة، دعما للحقوق الفلسطينية، ورفضاً للإبادة الجماعية في غزة. فلماذا هذا الخوف من المتظاهرين الأمريكان، وهذا الهجوم الضاري عليهم، والاستخفاف بهم لدرجة وصفهم بأنهم مهرجو إيران؟! تحتمل الإجابة هنا سببين:
أولا: نتنياهو مسكون بالولايات المتحدة، وما يحدث فيها يهمه بالدرجة الأولى، وأعتقد أن التظاهرات لو جابت العالم، وتوقفت عند حدود الأطلسي فلن تهز فيه شعره. لكن قوة الاحتجاجات التي اجتاحت المدن والمؤسسات الأمريكية العريقة، ونخبويتها تدل على أن لها قدرة على إحداث تأثير ملموس، وتحول في نظرة المجتمع الأمريكي لإسرائيل، وللعلاقات بين تل أبيب وواشنطن، خاصة أن الاحتجاجات في الولايات المتحدة تقليد راسخ وعميق، ومنطلق لتحولات بارزة في المجتمع والسياسة الأمريكية. وكما هو معروف إن ما يحدث في أمريكا يؤثر على العالم الذي يهرول خلفها.
ثانيا: حجم الصدى الذي أحدثته الرواية الفلسطينية، وقدرتها على حشد هذا الزخم من النشاط السياسي الجمعي، بهذه الصورة غير المسبوقة (طبعاً هذا جرّاء بشاعة الحرب، وهول الخسائر البشرية، ودموّية الصورة) ليظهر ما يعرف باسم "الضحية المثالية" التي جمعت هؤلاء المتظاهرين من شتى الأنواع والأعراق. وباتت المواجهة في نظرهم تحدث بين طرفين: ظالمٍ ومظلومٍ / ضحيةٍ وجلادٍ دون مناقشة، الأمر الذي لم يواجهه الإسرائيليون أبداً من قبل في الداخل الأمريكي. ولأول مرة يجدون أنفسهم في مواجهة مع الشعب الأمريكي، أما انعكاساتها على الروابط بين تل أبيب وواشنطن، ربما ستظهر مستقبلاً، لكنها مؤثرة قطعاً، ولن تكون خفية.
كدّت أصدقه لولا ...هذا الصاروخ اللعين ....
لا يوجد شيء لم يضعه نتنياهو في خطابه (خليط ثقافي على سياسي على استراتيجي على استشرافي على قصصي/ تهديد ووعيد). لم يعرض وجهة نظره فحسب، بل أراد أن يجبر العالم بأسره على رؤية ما يرى هو فقط، ويغمض عينيه عن الحقيقة.
دلالات
حافظ البرغوثي قبل 6 شهر
تحليل دقيق
تغريد قبل 6 شهر
لم نفاجأ من رئيس دولة مارقة التلفظ بهذه الأكاذيب
ام اسماعيل قبل 6 شهر
الله يحميكم ويحفظكم ويهدي بالنا عليكم اشتقنا لكلماتك المعبره اللهم ارفع الضر عن غزه وأهلها
عايدة الامام قبل 6 شهر
مقال واقعي يحمل في طياته المأساة التى نعيشها قتل ودمار حتى الإنسانية تجردوا منها ...واقع مرير....الله على الظالم
فاتنه ابورمضان قبل 6 شهر
هيهات هيهات حتى ان يصدق نفسه لقد غلب ابرع الممثلين ماكان ينقصه سوى قطره الدموع اصبت اماني في قراءتك
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الترامبيّة المُتحوّرة!
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
اللواء ناصر البوريني يستقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية في فلسطين
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
كدت أصدّقه .. لولا هذا الصاروخ اللعين