أقلام وأراء
الخميس 25 يوليو 2024 10:56 صباحًا - بتوقيت القدس
بينَ نزوحٍ وآخر--
تلخيص
مُنذُ بدأت حربُ الإبادةِ الجماعية في غزة، والناس يبحثون عن مناطق آمنة لهم ولعائلاتهم، تحميهم من ويلات صواريخ القصف، وجنون الحرب المستعرة عليهم، من كلّ الجهات، من الجو والبر والبحر، من الشمال والشرق والغرب، ومن حصار فتك بهم، وعالم تنكر لمواثيقه وأطبق عليه الصمت، إلى هذا الواقع الصعب الذي بات عليه الناس وهم ينزحون كل يوم، بل وكل ساعة، ويعيشون ظروفًا صعبة الوصف من خلال بعض السطور، لأن ما يحدث في غزة غير مسبوق، ومع كل يوم تزداد المعاناة، وإن غابت بعض الصور، وإن تقاعست بعض وكالات الأخبار والفضائيات التي نلمس تراجع تغطيتها، مع أن حالة الناس في القطاع هذه الأيام أكثر بؤسًا من قبل، والتغطية ضرورة إنسانية لتبقى غزة حاضرة، وكي لا تغيب الصورة أو تخفت، فالحال كارثيّ وحياة الناس أصبحت مستحيلة، بعد كل الفقد واليتم والخراب، وبعد انتشار الأمراض والأوبئة، وليس آخرها انتشار فايروس شلل الأطفال، وبعد أن بلغت عمليات النزوح عشرات المرات، وبعد النقص الحاد في الدواء والغذاء، وانعدام المرافق الطبية والصحية وتوقف المستشفيات عن تقديم الخدمة الصحية، بفعل القصف والتخريب المنظم والقصف الذي أخرجها من الخدمة، كما توقف التعليم وتعطلت المدارس والجامعات والمعاهد.
خراب حرب الإبادة لم ينتهِ ولم يتوقف، وباتت الحياة شبه مفقودة في القطاع المحاصر من كل الجهات، وأضحى من غير المعقول أن يطيق مثل هذا أي إنسان كائنًا من كان، فالحال لا يتصوره عقل، ولم تعرفه حرب من قبل.
معاناة لا حدود لها، وإجرام يكاد لا يصدقه عقل، لولا عين الكاميرا وصوت المعذبين في غزة الذي يعيشون ظروفًا لا حدود للقهر والموت والعذاب فيها، ومع كل يوم في ظل استمرار الحرب، فإن الحياة تتضاءل وتصبح دقات الوقت أكثر صعوبة، وقد غابت أسئلة كثيرة من أفواه الناس حول مواثيق الأمم، وأصوات الشعوب في العالم، وسقوط المواقف العربية والدولية، وتلبد حسرة الألم في القلوب التي دقاتها من ألم ووجع.
حرب حولت قطاع غزة إلى منطقة لا تصلح للعيش الآدمي، وقد دمرت الحرب كل المرافق الحيوية، وغالبية البيوت السكنية، وانتشرت الأمراض في ظل النقص الشديد في توفر الأدوية واللقاحات، وانعدام سبل الحياة، والجوع الشديد الذي أودى بحياة البعض، ومشقة النزوح مرّة تلو الأخرى، وارتفاع درجات الحرارة داخل الخيمة، وندرة المياه الصالحة للشرب، وعمليات القصف المستمرة حيث نزوح الناس من شارع إلى شارع، وبين حيّ ينزحون منه إلى حيّ يعودون إليه، صور الخراب والدمار الكبير، وجثث الشهداء والأشلاء والجرحى في كل ناحية وكل زاوية، وهذا كله لم يوقف الحرب، ولم يدفع المجتمع الدولي للتدخل بصورة فعلية.
يقول أحدهم هذه المرَّة الثلاثين في النزوح، أخرج من مكان إلى آخر، بحثًا عن الأمان المفقود في خطط الحرب الهوجاء التي لا تتوقف، ثم رجا ربه ومشى. كان رجلًا في الستين من العمر، بملامح التعب ودموع الخيبة يمرُّ من أمام عين الكاميرا، وكانت جموع النازحين من حوله تمشي إلى جهة لا يعلمون مصائرهم فيها.
حال غزة أكثر بؤسًا، والمعاناة تزداد بكل صورها المؤلمة والقاتمة، والقهر والعذاب اليومي، والفقد والشعور بالخذلان يرفع منسوب الألم، ويقبض على قلوب الناس في غزة.
معاناة لا حدود لها، وإجرام يكاد لا يصدقه عقل، لولا عين الكاميرا وصوت المعذبين في غزة الذي يعيشون ظروفًا لا حدود للقهر والموت والعذاب فيها.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية
جنيباليا.. مأساة القرن
حديث القدس
لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
أحمد عيسى
"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ
د. أحمد رفيق عوض
رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن
حمادة فراعنة
"ترمب" والتهجير الخبيث!
بكر أبو بكر
تحويل الضفة إلى غيتوهات
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟
الترامبيّة المُتحوّرة!
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
اللواء ناصر البوريني يستقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية في فلسطين
الأكثر قراءة
إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
ترامب يبحث الثلاثاء مع نتنياهو سيناريوهات التهجير لغزة واحتمال العودة للحرب
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"
استراتجية أم تكتيك؟ تصريحات أبو مرزوق تلقي حجراً في المياه المتدفقة
أسعار العملات
الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.61
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 554)
شارك برأيك
بينَ نزوحٍ وآخر--